رئيس مجلس الادارة

أحمد السيد النجار

رئيس التحرير

محمد عبد الهادي علام

رئيس التحرير

محمد عبد الهادي علام

:من المكتبة الإسلامية دفاعا عن القرآن ضد منتقديه

كتب - د. جمال عبد الناصر:
نشرت مجلة الأزهر الغراء مع عدد شهر رجب 1436هـ كتاب “دفاع عن القرآن ضد منتقديه” للدكتور عبد الرحمن بدوى رحمه الله الذى عمل أستاذًا للفلسفة بكلية الآداب بجامعتى القاهرة وعين شمس والجامعة الفرنسية ببيروت،

 كما عمل مستشارا ثقافيا للبعثة التعليمية ببرن بسويسرا وأستاذا زائرا للفلسفة بمعهد الدراسات الإسلامية بكلية الآداب بالسوربون فى باريس، وقد أجاد التحدث والكتابة بثمانى لغات هي: العربية، والفرنسية، والإنجليزية، والألمانية، والإسبانية، والإيطالية، واللاتينية، واليونانية.

لما انتقل الدكتور عبد الرحمن بدوى إلى الغرب وعاش بفرنسا وجد كل معالم الحرب على الإسلام فى فرنسا والغرب، وفى مواجهة هذه التحديات انتفض عقله الذى كان يتبنى الفلسفة الوجودية والفكر الوجودي؛ فعاد بكل كيانه إلى أصالته الحضارية، وبدأ مرحلة إيابه الفكرى ودفاعه عن الإسلام والقرآن ورسول الإسلام صلى الله عليه وسلم؛ فهاجمه أعداء الإسلام شرقًا وغربًا، فلم يعبأ بذلك، وقال مفاخرًا: “أنا سعيد بأن يهاجمنى الوجوديون والعلمانيون والشيوعيون؛ لأن معنى ذلك أنى أسير على الحق، وأننى على صواب، ولا أكترث بما يكتبون؛ لأن القافلة تسير والكلاب تنبح”.

راح الدكتور بدوى يتصدى لعنصرية الغربيين ضد الإسلام، حيث قال: “إن عنصرية الغربيين ضد الإسلام واضحة، فالغرب فيما يتعلق بالإسلام يكيل ليس بمكيالين فقط بل بعشرة أو ربما بمائة مكيال، فهو أكثر عنصريةً ووحشيةً مع الإسلام مما يمكن أن يتصور، وفى مكتبات باريس عشرات الكتب التى تمطر سُمًّا على الإسلام، وهو ما دفع الدكتور بدوى ليتصدى لهؤلاء المهاجمين لمقدسات الإسلام وفى القلب منها القرآن الكريم قائلا: “إن هناك جرأة جهولة حمقاء عند هؤلاء الكتاب الأجانب الذين يجهلون العربية، مع معلومات ضحلة عن المصادر الإسلامية، وسيطرة الحقد الدفين لديهم ضد الإسلام، ونقلهم الأكاذيب والافتراءات حول القرآن والإسلام بعضهم من بعض، والتزامهم التبشيرى الشديد التعصب والاجتراء على الإسلام؛ لذلك كرست جهودى فى السنوات الأخيرة للدفاع عن الإسلام، وتصديت بالتفنيد والتحليل لكل الكتابات الغربية المغرضة”.

وبعد أن فند المؤلف عبر فصول كتابه ادعاءات المستشرقين اليهود والنصارى على القرآن الكريم، مبرزًا أخطاءهم وخطاياهم عندما قرأوا القرآن بعيون يهودية ونصرانية وبسوء نية مسبقة، لم ينس وهو العالم الذى تخلق بأخلاق الإسلام أن يشير إلى جهود فريق آخر من هؤلاء المستشرقين المنصفين الموضوعيين أمثال المستشرق رولاند- أدريان، والمستشرق مراكشى الذى ترجم القرآن الكريم وقارن بينه وبين الإنجيل مفضلا القرآن على الإنجيل بالرغم من أنه لاهوتى مسيحي.

ومن هنا ألف الفيلسوف المصرى الراحل الدكتور عبد الرحمن بدوى كتابه “دفاعا عن القرآن ضد منتقديه” باللغة الفرنسية، وترجمه للغة العربية الأستاذ كمال جاد الله، وجاء الكتاب فى مقدمة وثلاثة عشر فصلا، تناول فى الفصل الأول الحديث عن قضية الأمية ومدلول هذه الكلمة ووصف النبى الكريم بأنه أمى ووصف الأمة الإسلامية بأنها أمة أمية موضحًا كيفية تحوير المستشرقين لهذا المدلول ومحاولة التنقُّص من الإسلام ونبى الإٍسلام بهذا الوصف. أما فى الفصل الثانى فتحدث فيه المؤلف عن الموازاة الخاطئة بين القرآن والعهد القديم، وفى الفصل الثالث تحدث عن معنى كلمة “فرقان” موضحًا معناها وما أثير حول مدلولها من شبهات ورد عليها، وفى الفصل الرابع تناول المؤلف الافتراضات الخيالية للمستشرق مرجوليوث، ورد عليها وقام بتفنيدها، وفى الفصل الخامس تحدث المؤلف عن مزاعم المستشرق جولدتسهير والقياس الخاطئ بين الإسلام واليهودية، وتناول فى الفصل السادس الصابئين فى الإسلام، وفى الفصل السابع تحدث عن الرسل فى القرآن الكريم، وفى الفصل الثامن قراءة هللينية خيالية للقرآن الكريم موضحًا مدى التلاعب بمدلولات الألفاظ القرآنية.

وجاء الفصل التاسع فى صورة تساؤل: هل للبسملة مصدر فى العهد القديم؟ مفندًا كل المزاعم التى تقول بأن البسملة مأخوذة من العهد القديم، وقال بأن هذا مجرد عبث، أما الفصل العاشر فتحدث عن “فشل كل محاولة لترتيب زمانى للقرآن الكريم” مؤكدًا أن القرآن الكريم رُتب فى حياة النبى الكريم، ومفندًا مزاعم المستشرقين ومحاولتهم الطعن فى القرآن بسبب الترتيب الزمانى له.

وفى الفصل الحادى عشر تحدث عن مشكلة الألفاظ الأعجمية فى القرآن الكريم ومحاولة استخدامها فى الطعن على أصالة النص القرآني، فرد على تلك المزاعم والافتراءات، أما الفصل الثانى عشر فتحدث فيه المؤلف حول النداء القرآنى “يا أخت هارون” وما أثير حوله من افتراضات مرجحًا الافتراض القائل إنها من عائلة هارون أخى موسى عليهما السلام، أما الفصل الثالث عشر والأخير فتناول فيه المؤلف الحديث عن “هامان” وهل هناك هامان واحد أو اثنان كما زعم المستشرق الألمانى “نولدكه”.

رابط دائم: 
اضف تعليقك
البريد الالكترونى
 
الاسم
 
عنوان التعليق
 
التعليق