وهو القطار الأسرع والأحدث تكنولوجياً فى العالم ـــــ فما هى ملامح هذا القطار وكيف يتم تنفيذه؟ وهل هو قادر فعلاً على حل أزمة التنقل؟ وما هى التكلفة الفعلية للتنفيذ؟ وهل سيكون مريحاً فى أسعاره بالنسبة لفئات الشعب؟.. الأهرام تناقش هذا المشروع مع الخبراء لنقف على مدى قابليته للتنفيذ أملاً فى توفير الجهد والوقت على الناس.
القطار المغناطيسى السريع كما يصفه ــــ محمد برهان الدين العبد ـــــ صاحب فكرة المشروع هو قطار يعمل بالطاقة المغناطيسية المولدة من الطاقة الكهربائية فى تسيير وحداته وهو قطار فائق السرعة حيث تصل سرعته إلى 500كم فى الساعة فى المناطق الخالية و470كم فى المناطق العادية ويقل استهلاكه من الطاقة عن غيره من القطارات بنسبة 30%.
ينقل القطار فى الرحلة الواحدة 1170 فردا، ويعتمد فى تشغيله على نظرية عدم الاحتكاك بالمسار مما يعنى انخفاض تكاليف الصيانة والتشغيل.. وتعتبر محطاته مراكز برمجية ويمكن بناء جراجات أسفلها ــــ يستخدم القطار المغناطيسى فى أغراض كثيرة منها نقل البضائع والجنود والمعدات الثقيلة وقت الحروب والأزمات لأن العربة الواحدة تنقل 15 طناً ــــ وكذلك نقل المنتجات من مكان لآخر.
ويقترح محمد العبد.. أن ينفذ هذا المشروع والذى تصل تكلفته إلى عشرة مليارات جنيه من خلال تأسيس شركة مساهمة برأسمال شعبى فقط على قيمة السهم ألف جنيه، ينفذ المشروع بطول 270كم على أربع مراحل على أن تبدأ الأولى من منطقة مطار إمبابة حتى المنطقة الصناعية بطول 45كم والمرحلة الثانية تصل إلى مدينة السادات بطول 65كم والثالثة إلى مدينة الاسكندرية بطول 110كم ومنها تنطلق المرحلة الرابعة والأخيرة إلى المنطقة الصناعية ببرج العرب.
ويؤكد محمد العبد أن المشروع يعيد الصبغة الحضارية لمصر ويحد من التلوث البيئى وحوادث الطرق والسيارات ويساعد على إعمار المدن الجديدة والتوسع بها ويحقق للدولة عوائد مالية ضخمة ويحد من ظاهرة البطالة ويرفع من معدلات السياحة الداخلية .. كما أن تنفيذ هذا المشروع لا يتطلب إنشاء أية مزلقانات بالمرة وهذا يقلل جداً نسبة الحوادث وإرباك الناس ذهاباً وإياباً عندما يتخطون أى مزلقان.
نقلة نوعية متميزة
ويرى الدكتور سامح نعمان العيسوى أستاذ الطاقة الشمسية والكهربائية بجامعة M.S.A ـ أن فكرة القطار المغناطيسى من أحدث التطبيقات الموجودة فى العالم تكنولوجياً طبقت فى المانيا والصين والآن تنفذ فى أمريكا مشيرا إلى أن الجدوى الاقتصادية من المشروع جيدة جداً ذلك لأن القطار يمكن استخدامه فى نقل البضائع من مدينة السادس من أكتوبر إلى منطقة وسط البلد فى 15 دقيقة فقط وهذا يقلل استخدام عربات النقل التى تسبب لنا الكثير من التلوث والزحام سواء على الطريق الدائرى أو الشوارع الرئيسية داخل العاصمة كما أن هذا القطار يستطيع عمل ربط بين كل المدن ولا يستهلك مساحة على الأرض لأنه قطار مُعلق على أعمدة.
ويستكمل الدكتور سامح نعمان العيسوى فيقول: لو أننا استخدمنا الجزيرة الموجودة فى منتصف شارع الهرم لبناء وتنفيذ هذا القطار لكان ذلك أفضل بكثير فى نقل الناس.. وبالنسبة للطاقة المستخدمة فى تشغيل القطار فإنها تأتى من طاقة الرياح التى تعمل على سرعة رياح 3 أمتار فى الثانية وهى متوفرة وموجودة ولم تُستغل حتى الآن.
استعادة روح طلعت حرب
ويقترح الدكتور السيد عبد الرسول رئيس لجنة المشروعات بنقابة المهندسين ـ تشكيل لجنة فنية من وزارة النقل وعدد من الخبراء بالإضافة إلى مقدم فكرة القطار المغناطيسى لدراسة هذا المشروع وغيره من المشروعات المماثلة.. خاصة أن إيطاليا مستعدة لتقديم الدراسات اللازمة لتنفيذ المشروع.
مطالبا بضرورة تجميع كل المشروعات المماثلة بعد دراستها وطرحها على الشعب ليسهم فى تمويلها كما كان يفعل طلعت حرب مشيرا إلى أننا فى أمس الحاجة إلى إعادة روح طلعت حرب لبناء مصر الحديثة اقتصاديا والتى سيشارك فيها الشعب والقطاع الخاص والدولة.
كيف يتم التمويل؟
ويتفق اللواء مصطفى ضاحى ـ رئيس جمعية صفوة الخبراء المصريين على جودة المشروع ، كما أنه من أنصار فكر طلعت حرب وحل التمويل الشعبى محل رأس المال الأجنبى الذى تتم عودته بالدولار بالإضافة إلى نسبة الربحية وهو ما يجرف البلاد من العملة الأجنبية ويثقل الأعباء على الخزانة العامة والدولة.
ويتساءل هل هذا المشروع أولوية أولى للدولة فى هذا التوقيت؟ خاصة أن مصر تواجه 3 مشكلات أخرى رئيسية وهى المياه والطاقة والتكنولوجيا.
مبديا تخوفه من جمع الأموال من الناس فى بناء مشروعات كبيرة تقدر بالمليارات قد تضر بعملية التجارة وتتوقف الحركة فى الأسواق وهو ما يعود سلبيا على حركة السوق بيعاً وشراء.
مشروع قابل للتنفيذ
الدكتور تامر ممتاز ـ أستاذ الإدارة ـــــ يرى أن المشروع قابل للتنفيذ وأنه يقدم نقلة حضارية وينقى البيئة من التلوث ويحل أزمة المواصلات والنقل خاصة بين المحافظات والعاصمة والمدن الجديدة ... مشيراً إلى أن الجدوى الاقتصادية لمشروع القطار المغناطيسى تؤكد ربحية المشروع ـ كما أن طريقة التمويل الشعبى طريقة فعالة تريح البلاد من أعباء كثيرة.