ضمن قوات حفظ السلام، حيث تركت الكتيبة المصرية التى عملت فى سراييفو ابان الحرب الاهلية فى تسعينيات القرن الماضى الاثر الطيب لدى دول العالم .
فقوات حفظ السلام، هي قوات يتكون أفرادها من مدنيين وغير مدنيين (جنود، شرطة وضباط عسكريين) يسعون للسلام ومساعدة البلدان الواقعة تحت نيران الصراعات والحروب، تميّزوا بقبعاتهم الزرقاء،(نسبة إلى علم الأمم المتحدة) وهي شاملة لجميع القوات فيها, هذه القوات عالمية لا بلد لها، ينتمي أفرادها لبلدان عديدة من العالم، وهي واحدة من عمليات الأمم المتحدة، إلا أن مجلس الأمن التابع لهيئة الأمم المتحدة هو المسئول عن إصدار القرار بنشرها من عدمه .
وتعد مصر من أكبر الدول المسهمة بقوات فى بعثات الأمم المتحدة لحفظ السلام، حيث تشارك حاليًا بنحو 2613 فردًا فى البعثات الأممية المنتشرة فى عدة مناطق ودول بالقارة السمراء، وذلك فى إطار استمرار الدور المصرى فى دعم الأمن والاستقرار داخل القارة الإفريقية.
وتسهم مصر بهذا العدد من ضباطها والخبراء العسكريين فى كل من بعثة الامم المتحدة لتنظيم الاستفتاء فى الصحراء الغربية “مينورسو” ، وبعثة الأمم المتحدة المتكاملة المتعددة الأبعاد لتحقيق الاستقرار في جمهورية افريقيا الوسطى “مينوسكا” ، وبعثة الأمم المتحدة المتكاملة المتعددة الأبعاد لتحقيق الاستقرار في مالي “مينوسما”، والبعثة المشتركة للاتحاد الأفريقي والأمم المتحدة في دارفور “يوناميد”، وبعثة الامم المتحدة فى ليبيريا “يونميل”، وبعثة الامم المتحدة بجنوب السودان “يونميس”، بالاضافة الى بعثة الامم المتحدة فى كوت ديفوار “يونوسى”.
ومن الدول التى شاركت فيها مصر بقوات حفظ السلام الدولية كوت ديفوار حيث كان الهدف الرئيسى للأمم المتحدة من دفع قوات حفظ السلام هناك هو مساعدة الأطراف الإيفوارية على تنفيذ اتفاق السلام الموقع بينهما فى يناير 2003، والذى يهدف إلى إنهاء الحرب الأهلية فى البلاد.
كما شاركت مصر فى عمليات حفظ السلام فى أفريقيا تحت مظلة الأمم المتحدة , ومن بين تلك المشاركات : المشاركة فى قوات حفظ السلام فى الكونغو أثناء فترة الحرب الأهلية خلال الفترة من 1960-1961 بعدد2 سرية مظلات بحجم 258 فرداً , و المشاركة فى قوات حفظ السلام فى الصومال حيث بلغ عدد أفراد القوات المصرية كتيبة واحدة مشاة ميكانيكى مخفضة بحجم 240 فرداً فى الفترة من ديسمبر 1992 إلى مايو 1993 وذلك من خلال عملية إستعادة الأمل، وفى الفترة من مايو 1993 وحتى فبراير 1995 بلغ حجم القوات المصرية المشاركة 1680 فرداً مكونة من قيادة لواء و 3 كتائب مشاه ميكانيكى أوكل إليها حماية مطار مقديشيو وتدريب عناصر الشرطة الصومالية .
وفى الفترة من يونيو 1998 حتى مارس 2000 قامت مصر بإرسال سرية مشاة ميكانيكى قوامها 125 فرداً ووحدة ادارية ووحدة طبية بحجم 294 فرداً وذلك ضمن بعثة الأمم المتحدة لحفظ السلام بأفريقيا الوسطى، كما شاركت مصر فى قوات حفظ السلام بأنجولا بـ 28 مراقبا عسكريا على فترات متباعدة خلال الأعوام 1991-1999, وفى موزمبيق شاركت مصر بعشرين مراقبا عسكريا فى الفترة من فبراير 1993 وحتى يونيو 1995 كما شاركت مصر بـ 15 مراقبا عسكريا بليبيريا خلال الفترة ديسمبر 1993 ــ سبتمبر 1997, كما شاركت مصر بعشرة مراقبين عسكريين فى رواندا, وثلاثة مراقبين فى جزر القمر فى 1997 ــ 1999 , كما لاتزال مصر تشارك حتى الآن بقوات لها فى عدد من الدول الأفريقية من بينها: منذ سبتمبر 1991 وحتى الآن هناك 19 مراقبا عسكريا بالصحراء الغربية , ومن سبتمبر 1998 حتى الآن هناك تسعة مراقبين عسكريين فى سيراليون , وفى الكونغو الديمقراطية تشارك مصر ب28 مراق عسكريا من نوفمبر 1999 تم دعمها بسرية إشارة قوامها 110 أفراد, ومنذ ديسمبر 2003 وحتى الآن هناك ثمانية مراقبين عسكريين فى ليبيريا , وفى بوروندى هناك اثنان مراقبان عسكريان من سبتمبر 2004 حتى الآن.
ومنذ اندلاع الصراع فى دارفور ، كانت القوات المصرية أولى القوات المشاركة فى حفظ السلام فى إقليم دارفور بالسودان، ففى أغسطس 2004 قامت بإرسال عدد 34 مراقبا عسكريا وثلاثة ضباط هيئة قادة وذلك ضمن قوات الحماية التابعة للاتحاد الأفريقى بدارفور، هذا بخلاف المشاركة ببعثة الأمم المتحدة بالسودان وتقدر بـ 1046 فرداً.
وكانت قد غادرت، يوم الثلاثاء 24 /3/2015، القوة المشاركة ببعثة الأمم المتحدة لحفظ السلام بدولة إفريقيا الوسطي، بعد تجهيزها إداريا وفنيا وتدريبيا بما يمكنها من أداء المهام المكلفة بها بكفاءة عالية، وذلك لتقديم الدعم والمعاونة للشعوب والدول الفريقية يأتي ذلك استمرارا للدور المصري الرائد في دعم الأمن والاستقرار داخل القارة الإفريقية، وفى سبيل دعم جهود حفظ السلام بالقارة ، قامت مصر بإنشاء واحد من أهم المراكز الإقليمية للتدريب الإقليمى على عمليات حفظ السلام وهو مركز القاهرة للتدريب على حل الصراعات وحفظ السلام فى أفريقيا وذلك فى عام 1995 لتدريب نحو 200 طالب سنوياً، من الدول الأفريقية الناطقة بالفرنسية والإنجليزية والبرتغالية بهدف تعزيزالتعاون والتفاعل بين المجموعات اللغوية والثقافية فى أفريقيا، ويتعاون المركز تعاوناً وثيقاً مع آلية الاتحاد الأفريقى لمنع المنازعات وأيضاً مع عدد من مؤسسات حفظ السلام ومن بينها مركز بيرسون لحفظ السلام . كما قامت مصر باستضافة عدد من ورش العمل والندوات.