رئيس مجلس الادارة

أحمد السيد النجار

رئيس التحرير

محمد عبد الهادي علام

رئيس التحرير

محمد عبد الهادي علام

العلماء يحددون معوقات التجديد..غياب التنسيق والعشوائية وعدم اختيار الكفاءات

بعد مرور 10 شهور على نداء الرئيس السيسي في الاحتفال بليلة القدر بتجديد الخطاب الديني،

 أكد الرئيس في خطابه الشهري الذي أدلى به مؤخرا، أن الجهود التي تبذل في هذا المجال ليست على المستوى المطلوب. وأشار إلى أن تجفيف منابع الإرهاب وإيجاد بيئة ثقافية سليمة يحتاجان إلى بذل أضعاف الجهد الحالي، كما أكد الرئيس على ضرورة التحرك بسرعة كبيرة في هذا الملف لأن النتائج لا تنعكس على مصر فقط، ولكن على العالم أجمع. ونحن بدورنا نتساءل: ما الذي يعيق من جهود تجديد الخطاب الديني؟ ولماذا لم تتحقق النتائج الملموسة على أرض الواقع؟

 

يقول الدكتور محمد الشحات الجندي، عضو مجمع البحوث الإسلامية، إن التجديد يحتاج إلى خطة مرحلية ومتكاملة ويتم تناولها على شكل منظومة متكاملة لتصحيح المفاهيم المغلوطة وتحرر الفكر مما علق به من تشوهات سواء في مجال العقيدة أو الشريعة أو الأخلاق، وأن يكون الهدف منها هو إصلاح الإنسان ونهضة المجتمع، وهذا يحتاج إلى أن يكون هذا التجديد على أبعاد مختلفة، تتناول تنقية كتب التراث من الآراء التي لا تتفق مع المتفق عليه من أقوال العلماء، وأن تقدم رؤية تتعامل بطريقة فعالة مع الأوضاع التي ألمت بالوطن والأمة مع ركام المشاكل الذي نواجهه في المشهد الراهن. وأوضح أن الدعوة إلى تجديد الخطاب الديني لا تقتصر فقط على الخطاب وإنما على الفكر الإسلامي برمته، بحيث تبرز الجانب الحضاري المغيب في الفكر الإسلامي المعاصر، وهو ما يجدر بالمؤسسة الدينية وعلى رأسها الأزهر الشريف، وبقية المؤسسات الأخرى، أن تخطو خطوات محددة نحو هذا التجديد لإصلاح مسيرة الفكر. وهذا لا يتأتي إلا من خلال فعاليات أهمها إعداد الكوادر من العلماء القادرين على هذا التجديد والمنتمين إلى فكر الإسلام الوسطي.

العشوائية في الاختيار

وفي السياق ذاته أكد الدكتور عبد الفتاح إدريس أستاذ الفقه المقارن بجامعة الأزهر أن التجديد في الخطاب الديني لا يتم في أمد محدود, بحسبان أنه يتعلق بالمنهج والمرجعية والأسلوب الذي يتم به توجيه الخطاب، ونوع القضايا التي يتم توجيهها من خلاله في هذا الإطار، فهذا الخطاب ظل يوجه كثير منه إلى الناس, متخذا موضوعات عفا عليها الزمن، وسواء منه ما يلقي على المنابر، أو في دروس المساجد، أو في وسائل الإعلام المختلفة، وقد كانت الآفة التي حبذت استمرار ذلك, أن الذين يلقونه لا يعرفون غيره، وحتى يتم اتخاذ سياسة تتجدد بها هذه المنظومة كاملة, فإن الأمر يفتقر إلى وقت ليس بالقليل, خاصة أننا أمام متغيرات، بالقطع لا يعلم كثير ممن يوجهون هذا الخطاب معالجة مشكلاتها في الواقع.

وأضاف: إن كثيرا منهم لا يحسن هذه المعالجة أصلا، إما لعدم معرفته بآلية معالجتها، أو لعدم اطلاعه على مادتها العلمية، أو لعجزه عن تكييف قضاياها من وجهة نظر الشرع، أو عدم اهتدائه إلى وجه المصلحة في القضية المطروحة.

وطالب إدريس بأن يتولى هذا التجديد من لهم خبرة به، ولهم رسوخ في العلم, ليقوم التجديد على أسس قويمة، لافتا إلى أنه يجب أن تبعد أسس التجديد عن منهج العشوائية الذي ساد واستشرى في كثير من البرامج المجتمعية، وهذا هو السر في تأخر الاستجابة لدعوة الرئيس وقد يرى البعض بما قام به أنه قام بإنجاز يحسب له، وإن كان في نظر البعض ما زال يراوح مكانه، فرؤى الناس مختلفة في هذا السبيل، إلا أن الفيصل في هذا أن يشعر الناس في واقع حياتهم بتغير إلى الأحسن، وإن كان محدود الأثر، فإن سنة التغيير أن تكون ثمة بداية تتبعها خطوات متعاقبة، يتحقق بها التغيير الكامل المنشود.

حلول عملية

من جانبه يرى الدكتور بكر زكي عوض، عميد كلية أصول الدين سابقاً، أنه لا يتأتى تفعيل دور المؤسسات الدينية إلا إذا كان القائمون على أمرها والعاملون بها أهلا للقيام بهذه المهمة، فإذا كانت الأكثرية تقليدية بفكرها، ووقف دورها عند حد الأداء دون إعمال العقل أو تحريك الفكر فكيف يرجى من هؤلاء أن يقوموا بتجديد الخطاب الديني، إن الأصل أن تكون لديهم القدرة على فهم النصوص فهما عصريا يتناسب مع الزمان والمكان وواقع الحال حتى يتأتى الطرح الديني الذي نتطلع إليه جميعا. كما أن المؤسسات الدينية تنظر إلى كل مفكر على أنه تارك للجماعة مارق عن تقليد المجتمع، وبهذا خاف كثيرون من طرح القضايا برؤية عصرية حتى لا يتهموا في دينهم أو فكرهم، كما أن الذين رشحوا من قبل المؤسسات الدينية للحديث عن الدين أو المؤسسة أغلبهم من النصيين جملة وتفصيلا، وأما الذين لديهم القدرة على طرح الإسلام برؤية عصرية، فهم مستبعدون من هذه الميادين.

دون المستوى

وأضاف: إن العمل والأداء كان دون المستوى لأن تجديد الخطاب الديني يتطلب ثلاثة أمور، الأول، المادة العلمية الصحيحة المتفقة مع روح الإسلام وسماحته. الثاني: الوعاء الذي توضع فيه هذه المادة فهو العقل الإنساني. الثالث: صيغة الخطاب الذي سيطرح به الموضوع محل التناول.

رابط دائم: 
اضف تعليقك
البريد الالكترونى
الاسم
عنوان التعليق
التعليق