رئيس مجلس الادارة

أحمد السيد النجار

رئيس التحرير

محمد عبد الهادي علام

رئيس التحرير

محمد عبد الهادي علام

مصر وروسيا .. حصاد عام
استثمارات مشتركة بين البلدين فى مشروعات الغاز والطاقة النووية

موسكو - د. سامى عمارة
مبكرا ومنذ البداية حددت موسكو مواقفها تجاه القاهرة فى اطار تأييد طموحات الشعب المصري، على ضوء ما اعلنه الرئيس فلاديمير بوتين حول انحياز بلاده، لثورة الشعب المصرى فى 30 يونيو وما اتخذته من قرارات فى الثالث من يوليو 2014 . وكان الرئيسان السيسى وبوتين التقيا على مستوى القمة ثلاث مرات فى كل من سوتشى والقاهرة وموسكو خلال اقل من عام واحد، ما يمكن ان يساهم فى تشكيل ملامح العلاقات المصرية الروسية فى شكلها المعاصر.

وبغض النظر عن ان هناك لقاء رابعا للرئيسين جرى فى موسكو قبل تولى الرئيس عبد الفتاح السيسى لمنصبه كرئيس لمصر، حين زار روسيا لاول مرة فى فبراير 2014 كوزير للدفاع ردا على زيارة مماثلة قام بها وزيرا خارجية ودفاع روسيا الى القاهرة فى نوفمبر 2013 فى اطار الية "2+2"، فانه يمكن القول إن كل هذه اللقاءات اسفرت عن جملة من الاتفاقات فى مختلف المجالات من منظور رؤية مشتركة وموقف راسخ لروسيا تجاه مصر قيادة وشعبا، كشف عنه الرئيس بوتين حين قال فى أحد خطاباته :" ان العراق تنهار، وليبيا تنهار، ولو لم يأخذ الجنرال السيسى مقاليد الأمصور فى يديه فى مصر لكانت الأمور انهارت هناك أيضا".

ونذكر ان الزيارة الاولى للرئيس السيسى لموسكو من موقعه كوزير للدفاع مع زميله وزير الخارجية السابق نبيل فهمى لموسكو فى فبراير 2014 ، اسفرت عن توصل الجانبين الى العديد من الاتفاقات حول التعاون العسكرى والاقتصادي، الى جانب اجتماع اللجنة الحكومية المشتركة للتعاون التجارى والاقتصادى والعلمى والتقنى فى موسكو فى مارس من العام الماضي لاول مرة منذ ما يقرب من اربع سنوات اى منذ ما قبل ثورة 25 يناير 2011.

وكان الجانبان اتفقا ايضا حول مشاركة الشركات الروسية فى التنقيب عن النفط والغاز فى مصر الى جانب صادرات روسيا من الغاز المسال، والاخشاب والزيوت والتعاون فى بناء المحطات النووية والمترو. ومن المعروف ان مصر وروسيا قطعتا منذ بداية القرن الحالى شوطا كبيرا فى مجال التعاون  فى مجال التنقيب واستخراج النفط والغاز. ونعيد الى الاذهان ما هو معروف حول "ان التعاون بين مصر وروسيا يتم من خلال ثلاث شركات " تمثل بالنسبة لمصر أهمية كبيرة، أولاها شركة "غاز بروم" ، وهى المؤسسة الاضخم فى روسيا وتعتبر من أكبر، ان لم تكن اكبر شركات إنتاج الغاز فى العالم.

أما الشركة الثانية فهى شركة "نوفو تيك" وهى ثانى أكبر شركة فى روسيا مختصة بإنتاج الغاز. وقد كسبت حق التنقيب عن النفط والغاز مع شركة اخرى للبترول فى شمال العريش فى البحر المتوسط. وتأتى الشركة الثالثة وهى شركة "لوكويل"، إحدى أكبر شركات النفط الروسية والتى تعمل بمصر فى التنقيب واستخراج النفط بموجب اتفاقية شمال غرب عش الملاحة فى الصحراء الشرقية على خليج السويس، فيما يقدر حجم احتياطى انتاجها بحوالى 50 مليون برميل.

أما الشركة الرابعة التى تعمل فى مصر فهى شركة "إس دبليو ان " ، وتعمل فى مجال التنقيب عن الذهب والمعادن فى الصحراء الشرقية أيضا فى منطقة "أم الفواخير" غرب القصير، ومنطقة أخرى غرب رأس غارب،  وقد بدأت فعلا فى عمليات الكشف الأولي.

وعن التعاون العسكرى تقول المصادر الروسية إن الجانبين توصلا خلال الفترة الماضية الى توقيع عدد من الاتفاقيات فى مجال التسليح والتدريبات المشتركة على ضوء ما كان وزيرا دفاع البلدين المشير عبد الفتاح السيسى وسيرجى شويجو توصلا اليه فى اجتماعهما الثنائى فى مقر وزارة الدفاع فى موسكو فى 13 فبراير من العام الماضي. وكان وزير الدفاع الروسى سيرجى شويجو اكد آنذاك :" ان التعاون العسكرى يجب ان يتسم بطابع عملى ويساهم فى زيادة القدرة القتالية للقوات المسلحة فى البلدين". وأشار الى "اتفاق الجانبين حول الاستمرار فى تبادل الوفود العسكرية واجراء المناورات المشتركة وتدريب العسكريين المصريين فى المؤسسات التعليمية العليا التابعة لوزارة الدفاع الروسية. الى جانب تعزيز التعاون بين القوات البحرية والجوية فى البلدين".

واذا اضفنا الى كل ذلك ما توصل اليه الرئيسان فى مباحثاتهما فى قصر القبة فى فبراير الماضى من وثائق مشتركة، فاننا نكون امام "ترسانة ضخمة" من المشروعات، ولعل أهم واكبر هذه المشروعات كان الاتفاق حول اقامة اربعة مفاعلات نووية فى منطقة الضبعة، الامر الذى تظل موسكو فى انتظار حسمه حتى اليوم.

رابط دائم: 
اضف تعليقك
البريد الالكترونى
الاسم
عنوان التعليق
التعليق