إن المفاوضات بين "داعش" وأعيان البلدة ، التي ينتمي أغلب سكانها إلي قبائل أولاد سليمان، لتجنيب السكان مصير التهجير، انتهت بدخول عناصر التنظيم إلي البلدة سلميا، بعد أن كان "داعش" قد هددهم بعملياته الانتحارية عقب مقتل ٢٣ من عناصره من بينهم القيادي مصباح الجافل المكني بـ"ابوتراب" وأبوزكريا التونسي. وانقطعت الاتصالات عن البلدة والقري والبلدات المجاورة بشكل تام، في أعقاب دخول "داعش" إلي البلدة سلميا . في الوقت نفسه، نفي مصدر عسكري ليبي بغرفة عمليات "مرادة" لحماية الحقول النفطية، ما رددته مواقع التواصل الاجتماعي، عن انسحاب القوة المكلفة بالحماية من محيط منطقة مرادة شرق البلاد.
وقال المصدر أمس، إن الأخبار المتداولة عن الانسحاب غير صحيحة جملة وتفصيلاً، موضحاً أن الأفراد المكلفين بتأمين وحماية الحقول النفطية المحيطة بالمنطقة متمركزون في مواقعهم. وأضاف المصدر أنه لم تتم أية مفاوضات مع تنظيم «داعش» بخصوص دخول المنطقة أو الحقول النفطية.
يأتي ذلك في وقت، أعلنت بعثة الأمم المتحدة في ليبيا أن الجولة القادمة لجلسات الحوار السياسي الليبي في الصخيرات بالمغرب ستبدأ غدا.
وأشادت البعثة بجهود الأطراف التي أعطت ملاحظاتها علي مسودة الاتفاق السياسي، كما أشادت بالقرار الذي اتخذه المؤتمر الوطني العام - المنتهية ولايته ـ في طرابلس مؤخراً بالمشاركة في جولة الحوار القادمة. وقالت إن المجتمعين في الصخيرات سوف يناقشون المسودة الجديدة للاتفاق السياسي بالاستناد إلي الملاحظات التي قدمتها الأطراف الليبية.
من ناحية أخري، قال محمد امعزب عضو المؤتمر الوطني العام الليبي "المنتهية ولايته" إن فريق الحوار المكلف من المؤتمر تلقي دعوة من وزير الخارجية الألماني لحضور اجتماع وزراء خارجية الدول الكبري الذي سينعقد الأربعاء المقبل في برلين.
في هذه الأثناء، كشفت مراسلات داخلية بمجلس الأمن الدولي، أن روسيا والصين عرقلتا اقتراحا قدمته الولايات المتحدة وفرنسا واسبانيا وبريطانيا لإدراج رجلين لهما صلة بالحكومتين المتنافستين في ليبيا علي القائمة السوداء. ويهدف الاقتراح إلي دفع محادثات يتوسط فيها مبعوث الأمم المتحدة إلي ليبيا برناردينو ليون في الجزائر.
وتركز تلك المحادثات علي صياغة مسودة اقتراح لتشكيل حكومة وحدة للدولة التي مزقتها الحرب قبل اجتماع موسع من المتوقع عقده في المغرب الأسبوع المقبل. وتريد الدول الأربع فرض حظر سفر دولي وتجميد أصول عثمان مليقطة وهو زعيم فصيل مسلح يقيم تحالفا مع الحكومة المعترف بها دوليا في ليبيا وعبد الرحمن السويحلي وهو سياسي من مصراتة مرتبط بالحكومة المنافسة التي شكلتها جماعة فجر ليبي، ولكن روسيا والصين طلبتا تأجيل الاقتراح.