والاحظ أيضا وجود العنف ومشاهد القتل والسجن والضرب والبكاء والصراخ وكأنها قد أصبحت مقررات لابد من تجرعها حتى تجذب الاعلانات المعتادة التى تدور أيضا حول السمن والزبدة والشيبسي. وما شد انتباهى هو إعلان لمسلسل جديد اسمه «حارة اليهود» وموضوعه يهود مصر الذين عاشوا فى النصف الأول من القرن الماضى وحتى أواخر عام 1956 حينما تم ترحيلهم جميعا من مصر وكان اليهود والمصريون يشكلون شراكة اقتصادية كبيرة فى المجتمع المصرى فى ذلك الوقت، ويكفى لتذكير الجيل الحاضر أن متجر عمر افندى الذى احتلت أخبار بيعه أو ارجاعه ومشاكله ساحات القضاء والإعلام المصرى لما يقرب من ثلاثين عاما كان هو المتجر اليهودى الشهير المسمى على اسم المؤسس اليهودى أورو زوى باك وبعد التأميم أصبح اسمه «عمر أفندي». «حارة اليهود» كانت أيضا عملا سينمائيا منذ نحو ستة شهور فى مهرجان السينما المستقلة لمخرج شاب قدمه كعمل تسجيلى فى سنة تخرجه من معهد السينما. إن يهود مصر موضوع جديد يجب فهمه وتقديمه من جديد لأنه يشكل شيئا مهما فى وجدان الشباب حاليا وكذلك للمستقبل مع الفصل التام بين يهود مصر وبين الكيان الصهيونى المقام على أرض فلسطين.
د. فاروق محمد صفوت