رئيس مجلس الادارة

أحمد السيد النجار

رئيس التحرير

محمد عبد الهادي علام

رئيس التحرير

محمد عبد الهادي علام

"طفلك المتوحد".. يمكن تعديل سلوكه

عبير غانم
التوحد.. ذلك الاضطراب العصبى الذى يبدأ فى الطفولة المبكرة، وينتج عنه طفل يعيش داخل قوقعته الخاصة.. تتساءل أمه فى حيره .. كيف يفكر؟ وما هو عالمه؟ وما هى وسيلته المناسبة للتواصل؟ وكيف لأمه تهيئة المنزل والبيئة من حوله؟ وهل يمكن تقوية التواصل الاجتماعى للطفل المتوحد؟ وهل يمكن أن يتعلم المشاعر الإنسانية؟

تجيب عن هذه الأسئلة جيهان رأفت استشارى أمراض المخ والأعصاب والطب النفسى وتقول: أن اضطراب التوحد ينتج عن نمو غير طبيعى لبعض أجزاء المخ مما يؤدى الى خلل فى وظائفه، يتسبب فى ظهور هذا الاضطراب نتيجة تجمع عدة جينات وراثية لدى هؤلاء الأطفال، ويساهم أكثر فى ظهوره تعرض الطفل للصدمات النفسية خاصة وجود أمومة أو أبوة سيئة، وتبلغ نسبة الإصابة بهذا المرض بين الذكور والإناث 1:4. ويظهر اضطراب التوحد فى سن ما قبل المدرسة أو سن المدرسة، وذلك بظهور تأخر اكتساب اللغة فى حالات التوحد الشديدة.. إلا أن علامات وأعراض التوحد من الممكن أن تظهر عندما يكون عمر الطفل من 12ـ 18 شهرا، وتكون السلوكيات المؤيدة للتوحد مؤكدة عند سن ثلاث سنوات.

أما أعراض المرض فتكون عبارة عن خلل فى التعامل الاجتماعى.. وأمثلة لذلك: افتقار الطفل الى التواصل البصرى وتعبيرات الوجه والإشارات وافتقاره لإدراك مشاعر الآخرين، وعدم القدرة على التعبير عن الانفعالات مثل السرور(الضحك) أو الحزن (الصراخ)، وتفضيله للعزلة عن الوجود مع الآخرين، وبالطبع يفشل الطفل التوحدى فى عمل صداقة مع الأقران، أما بالنسبة للتواصل اللفظى فوجد أن أغلب الذين يعانون من التوحد لديهم مشكلة فى استخدام اللغة، وأيضا فى تفسير ما يدور فى العالم الخارجى حولهم أو الاستجابة لهم بشكل ملائم.. ولهؤلاء الأطفال نمط متكرر من التصرفات وتكرار لحركات الجسم مثل خبط اليد أو ضرب الرأس والدوران والافتنان بالحركات المتكررة مثل إطفاء النور وإضاءته.

وتؤكد د.جيهان رأفت أن هناك عددا من السمات والتصرفات المصاحبة التى يمكن رؤيتها عند بعض الأطفال المصابين بالتوحد.. وتتفاوت مستويات ذكائهم فحوالى 75% من المصابين بالتوحد يكون عامل الذكاء لديهم أقل من المتوسط، وحوالى 25% منهم يتمتعون بالمعدل العادى أو فوق العادى من الذكاء فى مجال معين مثل الرياضيات، ويفكر الأطفال التوحديون بالصور وليس الكلمات، كما أن الذين يعانون من التوحد يظهرون حساسية زائدة أوناقصة فى استجابتهم للألم، كذلك قد يبدو عليهم الرعب كاستجابة للأصوات المرتفعة، وقد لايكون عند البعض منهم خوف فى مواضع الخطر، وبالنسبة لتناولهم للطعام قد لا يأكلون إلا أنواعا معينة من الطعام.

ومن الأمور المهمة جدا أن تعلم الأم أن من حق طفلها الذى يعانى من مرض التوحد أو سماته أن يلتحق بالمدارس العادية مع توفير شخص مساعد له "shadow" يكون حلقة الوصل بينه وبين المعلمين فى الفصل، يقوم بمساعدته على فهم الأوامر المطلوبة منه وتنفيذها بدقة وبالتالى يستطيع التواصل بشكل أفضل مع المحيطين.

ويستمر التوحد طوال عمر الشخص المصاب به، ولكن يمكن تعليم وضبط وتعديل سلوكه الى حد كبير خاصة اذا كان منتظما على تناول العلاج الدوائى الخاص بارتفاع النشاط الكهربى للمخ، حيث وجد أن كثير من أعراض التوحد الموجودة عند الأطفال المصابين به تزول بنسبة كبيرة جدا بالانتظام فى العلاج الدوائى مع اتباع البرامج السلوكية الخاصة بعلاج التوحد.

وبالنسبة لعلاج اضطراب التوحد تؤكد د. جيهان أنه بسبب طبيعة اضطراب التوحد الذى تختلف أعراضه من طفل لآخر، ونظرا للاختلاف الطبيعى بين كل طفل وآخر فإنه ليست هناك طريقة واحدة للعلاج السلوكى يمكن أن تنجح مع كل الأطفال المصابين بالتوحد.. ومن خلال هذه المفاهيم المختلفة عن الأطفال التوحديين يمكن التحكم فى سلوكهم عن طريق مكافأة كل منهم عن كل سلوك جيد يقومون به أو على عدم ارتكابهم لسلوك سيىء، وبذل محاولات لاختراق العزلة التى يعيشون فيها، وأول هذه المحاولات هى التقاء العيون وتبادل النظرات بين الأمهات وأطفالهن، والاستعانة بأنواع من الأدوات المرئية مثل المواد المطبوعة، والأشياء الحسية الملموسة، وتجميع قطع الألغاز، وقراءة الكتب وحروف الهجاء والكتابة، واستخدام الكمبيوتر ولكن فى حدود.

وتدريبه على التقليد بأن تقلد الأم بعض الأصوات ولتكن أصوات الحيوانات الأليفة مثل القطة والكلب والخروف، وتحاول مع الطفل أن يكررها وراءها، وتدريب الطفل على أن يكتسب مهارة الابتسام بالتقليد، وتدريبه على الاستجابة لبعض التعليمات البسيطة .

و تدريب الطفل على بعض الأمور الحياتية المهمة لتحسين تواصله الاجتماعى مثل: التعرف على الأشياء المحيطة به فى المنزل، وليس من الضرورة نطق أسماء هذه الأشياء بواسطة الطفل، وتعريف الطفل بكلمة "نعم" للشىء الذى يريده، وكلمة "لا" للشىء الذى لايريده، والتعرف على أجزاء الجسم من خلال استخدام عروسة لعبة، وتدريب الطفل على الأكل بمفرده على مفرش بلاستيك، وتدريبه على شفط العصائر باستخدام الشفاطة، ثم التدريب على النفخ، وتدريبه على خلع ملابس بسيطة مثل بنطلون بأستيك أو شورت، وتدريبه على استخدام النقود للتعرف عليها وذلك باعطائه مبلغا ثابتا يوميا ليشترى "باكو من البسكويت" مثلا.. الى أن يعرف قيمة المبلغ وهكذا.

وباتمام هذا البرنامج يكون الطفل الذى يعانى من مرض التوحد أو سماته قد خطا خطوات مهمة للتواصل مع البيئة المحيطة بما فيها من أشياء وأشخاص.. واكتسب مهارات مهمة لحياته اليومية.

رابط دائم: 
اضف تعليقك
البريد الالكترونى
 
الاسم
 
عنوان التعليق
 
التعليق