رئيس مجلس الادارة

أحمد السيد النجار

رئيس التحرير

محمد عبد الهادي علام

رئيس التحرير

محمد عبد الهادي علام

وجه فى الأنباء..ساجد جاويد..من رحم الفقر إلى قمة السلطة

شيماء مأمون
ساجد جاويد
«ساجد .. سوف يحمى جزيرتنا العظيمة» تلك الكلمات القليلة كانت نبؤة رئيسة وزراء بريطانيا الراحلة مارجريت تاتشر والتى على مايبدو انها فى طريقها أن تتحقق الآن بعدما تعهد وزير العمل الحالى فى الحكومة البريطانية الجديدة منذ أيام قليلة على إصلاح الأحوال الاقتصادية فى بلاده.

تأتى هذه التعهدات التى صرح بها الوزير الجديد فى ضوء قانون يرمى إلى حل النزاعات بين الشركات الصغيرة والكبيرة للمساعدة فى معالجة المدفوعات المتأخرة، كما تعهد ايضا بتوفير ما لا يقل عن عشرة مليارات جنيه استرلينى من خلال خفض الروتين الحكومى، ومساعدة الشركات الصغيرة التى يعتبرها قاطرة التنمية فى الاقتصاد البريطانى قائلا إنه يجب أن نكون فخورين بأن بريطانيا تعد جزيرة كاملة من المحال التجارية.

فذلك الشاب المسلم ذو الأصول الباكستانية الذى انضم لحزب المحافظين وعمره لم يتجاوز ٢٠ عاما لم يكن نجاحه يوما ما من قبيل الصدفة بل جاء بعد طريق طويل وشاق من الجهد والمثابرة ليستطيع سريعا أن يشغل مكانة بارزة على مسرح الأحداث السياسية فى بريطانيا لدرجة أن البعض يرشحه لخلافة رئيس الوزراء الحالى ديفيد كاميرون فى زعامة حزب المحافظين ورئاسة الحكومة البريطانية. ولم تأت هذه التوقعات من فراغ بل ترجع إلى امتلاك جاويد كاريزما عالية وشعبية كبيرة داخل الأوساط السياسية البريطانية بعد أن خاض معترك الحياة السياسية منذ عام ٢٠١٠ عبر فوزه بعضوية المجلس عن بلدة برومسجروف الواقعة قرب مدينة برمنجهام البريطانية بنسبة أصوات بلغت ٧٠ ٪ ليخوض غمار الانتخابات العامة، تاركا عمله كمصرفى واعد حيث شغل منصب نائب مدير احد المصارف الشهيرة وعمره لم يتجاوز ٢٤ عاما بعد. ويعد ساجد جاويد نموذجا يحتذى به للسياسى المنحدر من أصول الطبقة العاملة، وهو ما يؤكد عليه فى تصريحاته الصحفية دون أى خجل .

فقد نشأ فى منزل صغير فى إحدى الضواحى الفقيرة فى بريطانيا، وهو الأمر الذى يمثل تنوعا جديدا على التركيبة السياسية الخاصة بالصفوف الأولى لساسة حزب الحافظين والتى طالما وصفت بأنها مقتصرة على خريجى المدارس الخاصة وأبناء الطبقات العليا فى المجتمع إلا ان ساجد جاويد قد كسر هذه القاعدة فقد تلقى تعليمه الاساسى فى مدرسة حكومية قبل أن يحصل على منحة لدراسة السياسة والاقتصاد فى جامعة إكستر.

ويرجع الفضل فى حياة جاويد (٤٦ ) عاما لوالده المسلم الذى هاجر من باكستان إلى بريطانيا ليعمل سائقا لإحدى حافلات شركات النسيج البريطانية، وقد كان يعمل على مدار الساعة كى يستطيع ان يربى أولاده الخمسة و يمنحهم حياة أفضل كما كانت والدة ساجد أيضا إمرأة دءوبة حيث حرصت على أن تتعلم القراءة و الكتابة فضلا على حياكة الملابس الأمر الذى مكن زوجها من امتلاك محل لبيع الملابس التى تحيكها.

وقد مهدت عضوية جاويد فى البرلمان لبريطانى الطريق لترك بصمات قوية فى عالمه الجديد حيث ذكرت صحيفة "فاينشيال تايمز" أن ساجد يعد واحدا من ست نواب من حزب المحافظين الذين كان لهم تأثيرا واضح فى البرلمان، كما صنفته صحيفة" دايلى تلجراف "البريطانية باعتباره من أفضل ١٠٠ شخصية تأثيرا فى العدالة والحق ووصفته بالطموح صاحب الموهبة مما جعله يشغل بعدها عدة مناصب وزارية فى حكومة كاميرون السابقة، كان أولها عام ٢٠١١ كوزير للخزانة والمالية البريطانية، ثم وزير الثقافة البريطانية والتى تضم داخلها عدة وزارات منها الإعلام والرياضة والذى شغله خلفا لماريا ميلر التى استقالت من منصبها بعد أن تم اتهامها بانها تعرقل التحقيق معها فيما يخص مصروفاتها الخاصة .

ومن ابرز المواقف التى اتخذها جاويد عندما تولى هذا المنصب المهم دفاعه عن حرية الإعلام وحق الصحافة للتحقيق فى المخالفات من قبل السياسيين والمسئولين، غير أن خبرته الكبيرة فى مجال التجارة والاقتصاد جعلته يشغل منصب وزير العمل فى الحكومة البريطانية الجديدة للاستفادة من خبراته، ولا سيما فى المشكلة التى تهدد سوق العمل فى بريطانيا وهى الاضطرابات المتعددة التى تدعو إليها النقابات العمالية والتى تهدد الاقتصاد البريطانى بصورة كبيرة . وبالفعل كشف جاويد من خلال تصريحاته بعد تسلمه مهام منصبه الجديد أنه من ضمن القوانين الجديدة التى يخطط حزب المحافظين لتطبيقها هو كبح الإضرابات بالنسبة للعمال وخصوصا فيما يتعلق بالخدمات العامة. مشيرا إلى خطط أخرى لتحرير الشركات وتوفير مليونى فرصة عمل فى السنوات الخمس المقبلة. كل ذلك يجعل من الأيام القادمة هى وحدها التى سوف تجيب عما سيفعله هذا الوزير الطموح بالوفاء بتحقيق وعوده والخروج ببريطانيا من الازمات الاقتصادية التى تجابهها أم لا .

رابط دائم: 
اضف تعليقك
البريد الالكترونى
الاسم
عنوان التعليق
التعليق