رئيس مجلس الادارة

أحمد السيد النجار

رئيس التحرير

محمد عبد الهادي علام

رئيس التحرير

محمد عبد الهادي علام

«بن لادن».. مفتاح الوساطة بين الغرب وداعش

دينا عمارة
هل أخطأ الغرب بقتل بن لادن؟ هل بقي لهم أحد إن أرادوا أن يوسطوه للتفاوض يوما ما مع تنظيم داعش؟ أسئلة كثيرة طرحها الصحفي البريطاني روبرت فيسك في مقال له بصحيفة "الإندبندنت" حول الأسباب التي دفعت الغرب للتخلص من أسامة بن لادن

 والحقيقة أن فيسك لا يخرج بسؤاله هذا من فراغ، فهو يصنف أسامة بن لادن اليوم جهاديا ناعما على حد قوله . حين يقارنه بتنظيم داعش قاطع الرءوس والمتخصص فى التعذيب والاستيلاء على مدن بكاملها، فهو رجل كان يحب زوجته وكان يوجه ابنه لقيادة التنظيم من بعده، كما أنه كان حريصا على تعليم وتثقيف نفسه.

وينتقل فيسك إلى وصف بن لادن بأنه بالتأكيد الرجل الذي كان بإمكان الغرب العمل معه، فهو "المعتدل" الذي كان من الممكن اللجوء إليه لتدمير العدو، والطرف الوسط لبدء حوار مع أتباع داعش الجامحين, مضيفا أن ما فعله الغرب بـ «لادن» هو استنساخ لما فعله الفرنسيون إبان الحرب الجزائرية، إذ بعد أن قرر الجنرال شارل ديجول إسدال الستار على حرب الجزائر، بحث عن محاورين مناسبين يستطيعون الحوار مع حركة التحرير الوطني الجزائرية، فوجد أنه قتل كل المحاورين المحتملين، وهذا ما فعله الغرب تماما مع بن لادن.

الحقيقة أن فيسك في مقاله يثير شكوكا كثيرة حول خداع الناس في مسألة قتل بن لادن، فهو مندهش من طريقة الكشف عن كنز المعلومات حول أعمال وأفكار الرجل العجوز، الذي حصل عليه الأمريكيون من "أبوت آباد"، المزرعة النائية التي كان بن لادن مختبئا فيها حتى قتله الأمريكيون عام 2011. ويتساءل: "لماذا يفشونها الآن بعد فترة طويلة من نشر الحزمة الأولى من رسائل بن لادن, لماذا تنشر الاستخبارات الأمريكية الآن رسائل عثر عليها في مقر إقامته؟هل هذا رد على سيمور هيرش الذي قدم رواية أخرى مريبة لقتل زعيم تنظيم القاعدة السابق؟

فوفقا للمقال المثير للجدل الذي نشره المحقق الصحفي سيمور هيرش لم تكن وفاة أسامة بن لادن على أيدي قوات البحرية الأمريكية مطلقا كما صورتها الرواية الرسمية الأمريكية, حيث يزعم هيرش أنه في عام 2006 ألقت الاستخبارات الباكستانية القبض على مؤسس تنظيم القاعدة, وبدلا من تسليمه إلى الأمريكيين قررت السلطات الباكستانية إخفاء "بن لادن" بعيدا من أجل استخدامه كوسيلة ضغط في المفاوضات المستقبلية, وقد وُضع في نهاية المطاف قيد الإقامة الجبرية في المجمع المشهور في أبوت آباد, ولكن بعد ذلك بأربع سنوات وعقب أن أطلع جاسوس باكستاني الولايات المتحدة على مخبأ "بن لادن"، أبرمت إسلام آباد صفقة مع واشنطن مضمونها أن ترسل الولايات المتحدة وحدة خاصة لقتل "بن لادن", وفي المقابل ستمنح إدارة أوباما مزيدا من المساعدات إلى باكستان ودورا أكبر في مستقبل أفغانستان.

وبالفعل – كما يقول هيرش- وصلت وحدة «SEAL» إلى أبوت آباد في الثاني من مايو في عام 2011، لكنها لم تواجه أى مقاومة, وانتهت تصفية بن لادن بوابل من الرصاص من الوحدة أدت إلى تمزيق جسده إلى أشلاء متناثرة قاموا لاحقا بقذفها من المروحيات فى أثناء عودتهم إلى قاعدتهم في أفغانستان، وهو ما يتنافي مع الرواية الأمريكية التى إدعت إلقاء جثة بن لادن فى البحر.

ويواصل هيرش تأكيد على كلامه موضحا كذب الرواية الأمريكية بشأن تحديد مكان بن لادن, فقد ادعت أمريكا أنها استخدمت طرقا قاسية للإستجواب عن طريق الإيهام بالغرق وغيرها, وهو ما يراه هيرش تلفيقا,

لأنه حسب روايته فإن أحد الوشاة هو من أبلغ المسئولين الأمريكيين في باكستان بمكان وجود بن لادن مقابل مكافأة قدرها 25 مليون دولار.

غير أن رواية هيرش وإن كانت مثيرة بكل تأكيد، لكنها أيضا موضع شك كبير, خاصة بعد نشر صحيفة «دويتش فيلا» الألمانية أن وكالة الاستخبارات الخارجية الألمانية وفرت معلومات مهمة للولايات المتحدة في عملية بحثها عن أسامة بن لادن، وهو تصريح قد ينسف رواية هيرش من الأساس, كما أن الكاتب لم يجب أبدا بشكل واف عن السؤال الوحيد الذي ينسف كل نظريات المؤامرة: لماذا؟

لماذا مارس الباكستانيون وإدارة أوباما حيلة كهذه على العالم؟ إن تفسير هيرش لدافع باكستان وراء إبقاء «بن لادن» كرهينة لضمان أن القاعدة وطالبان لا يقومان بتنفيذ هجمات على الأراضي الباكستانية لا يصمد أمام التدقيق, فلم تظهر أي من المجموعتين أى اهتمام بشن هجمات داخل باكستان, فقد ركزت حركة طالبان على قتال قوات التحالف الذي تقوده أمريكا في أفغانستان، وبما أن أعلى القيادات في الحركة تعمل من داخل باكستان، فإن إسلام آباد تمتعت بنفوذ كبير عليهم منذ زمن طويل.

بينما تعتمد القاعدة على وكلائها في مناطق بعيدة، في اليمن والعراق وشمال أفريقيا، لتنفيذ معظم عملياتهم الكبيرة، فكلا المجموعتين تبدوان سعيدتين تمامًا بترك مهمة صنع الفوضى في باكستان لأبناء عمومتهم في الفكر، حركة طالبان باكستان. فالاحتفاظ بـ «بن لادن» كرهينة لم يكن سيمنح باكستان أى نفوذ على الإرهابيين المحليين. ومن الجدير أيضا أن نسأل لماذا تحتاج باكستان إلى موافقة الولايات المتحدة حتى تلعب دورًا أكبر في باكستان، فعندما ينسحب الجنود الأمريكيون من البلاد، ستتمتع باكستان وحليفتها طالبان بحرية كبيرة في العمل هناك, ولماذا يخطط الباكستانيون لهجوم أمريكي على أبوت آباد والذي سيفضح ازدواجيتهم، فضلا عن أنه سيظهر الجيش الباكستاني في مظهر العاجز عن منع عملية أمريكية في عمق الأراضي الباكستانية؟

رابط دائم: 
اضف تعليقك
البريد الالكترونى
الاسم
عنوان التعليق
التعليق
  • 1
    [جمال القاضي
    2015/06/01 13:20
    0-
    0+

    تموية
    هل تعتقد مثلي أن الكاتب يريد أن يأخذنا بعيدا لنفكر في بن لادن وننسي أن داعش صناعة واعداد وتميل وتدريب امريكي ؟ الكاتب يريد أن يبيض وجه أمريكا الأسود ..............
    البريد الالكترونى
    الاسم
    عنوان التعليق
    التعليق