وفي هذا الصدد تقول د.فاطمة العوا المستشارة الإقليمية لمبادرة التحرّر من التبغ في مكتب منظمة الصحة العالمية لإقليم شرق المتوسط بالقاهرة إن اليوم العالمى للامتناع عن التبغ يركز هذا العام على وقف الاتجار غير المشروع بمنتجات التبغ، الذى يهدد منطقتنا، وصحة شعوبها. وتؤكد أنه يتم تهريب منتجات التبغ خاصة السجائر، وتبغ الشيشة والمضغة، عبر حدود الدول فى إقليم شرق المتوسط مما يساعد على زيادة تعاطى منتجات التبغ، ومن ثم إصابة المستهلكين بالكثير من الأمراض الخطيرة، مشيرة إلى أن 6 ملايين شخص يلقون حتفهم كل عام جراء استخدام التبغ المباشر، والتعرض لدخانه.
وطبقا للمسوح الإحصائية، فإن 46% من الرجال فى مصر يستهلكون التبغ، وأن معدلات الاستهلاك تزداد إلى 62.4% و 54.7% بين الفئات العمرية 25-34 ، و 45-54 سنة من الرجال. وتؤكد د.فاطمة العوا إمكانية التصدى لهذا الوباء من خلال تشديد وزارة الصحة على تطبيق اتفاقية منظمة الصحة العالمية الإطارية لمكافحة التبغ، والمنع الكامل لاستخدامات التبغ في الأماكن العامة المغلقة دون السماح بوجود حيز للمدخنين، ورفع الضرائب على منتجات التبغ جميعا.
وعن المخاطر الصحية للتدخين فإنه ينقص المناعة، ويمهد للحساسية، ويبكر بالعديد من أمراض العصر، إذ تنبعث نحو 5000 مادة كيميائية نتيجة تدخين التبغ كما أن التدخين يكسر الكولاجين، ويزيد الشيخوخة المبكرة للجلد بمعدل من عشرة إلى عشرين سنة, ويضاعف تجاعيد الوجه خمس مرات. فالمعروف أن الكولاجين هو أكثر أنواع البروتين انتشارا فى جسم الإنسان, ويمثل نحو 30% من بروتين الجسم, وله دور مهم فى نمو الأنسجة، ويدخل فى تركيب الأسنان والأنسجة الضامة التى تضم أجزاء الجسم معا، والعظام والأوتار والجلد والقرنية. ويقول د.مجدى بدران زميل جمعية الحساسية والمناعة: إن ألياف الكولاجين مسئولة عن حيوية الجلد والأنسجة والأوعية الدموية، وعند ضمورها تظهر علامات الشيخوخة، لذلك يستخدم الآن فى عمليات التجميل وعلاج الحروق، ويساعد الجلد على الاحتفاظ بالمرونة.
وأضاف أن التدخين يضر أيضا ألياف "الإيلاستين"، وهى ألياف من البروتين توفر خاصية المرونة للبشرة، وهذه المادة متوافرة أيضا فى أنسجة الرئة والشرايين والأمعاء، ولها دور مهم فى التئام الجلد بعد التمدد. لذلك أثبتت الأبحاث الأخيرة أن زوجة المدخن تبدو أكبر من عمرها بنحو 15سنة فى المتوسط، فالتدخين يزيد جفاف الجلد، ويضيق النيكوتين الأوعية الدموية فى الجلد, مما يعنى خفض احتياجات الجلد فى التغذية والأوكسجين، وبالتالى ينخفض تدفق الدم فى الجلد بنسبة 30% بعد دقائق عدة من التدخين حتى لو كان سلبيا. كما يزيد النيكوتين من لزوجة الصفائح الدموية, مما يزيد من احتمالات سد بعض الأوعية الدموية المتناهية الصغر أو الضيقة من قبل لأسباب أخرى، فالتدخين يقلل رصيد الجسم من مضادات الأكسدة, مما يجعل الجلد أقل حماية من سموم التبغ، وملوثات الجو.
كما يسبب نقص فيتامين (أ)، وهو فيتامين صديق للجلد, ومهم لتكوين ومرونة وحيوية الجلد, ومضاد للأكسدة، فيحمى من أضرار الأشعة فوق البنفسجية، ويؤخر شيخوخة الجلد، ويحصن كل خلية فيه من التلف، وهو مرطب طبيعى، فيسحب الماء إلى سطح الجلد، مما يقلل من جفافه، وتجاعيده المرتبطة بالشيخوخة. وأضاف الباحث أن التدخين يحرم الجلد من فيتامين (ج) الذى يعمل على إصلاح عيوب الجلد أولا بأول, وهو من مضادات الأكسدة الطبيعية التى ترفع المناعة، وتقلل الإصابة بالسرطانات، علما بأن كل سيجارة تدخن تكسر 25 ملليجراما من فيتامين (ج) فضلا عن دور التدخين في تغيير لون الأصابع والأظفار، والأسنان التي تبدو مصفرة، بالإضافة إلى زيادة معدلات الإصابة بسرطان الجلد ثلاثة أضعاف بالمقارنة بغير المدخنين.