رئيس مجلس الادارة

أحمد السيد النجار

رئيس التحرير

محمد عبد الهادي علام

رئيس التحرير

محمد عبد الهادي علام

ثلاثية العصبية والبطالة والفقر تلاحقه
دار السلام «أولاد طوق» سابقًا.. ما زال دائرة مغلقة للثأر والدم

◀ ‫سوهاج – محمد مطاوع:
مركز اشتهر باسم «أولاد طوق شرق»، واعتبروه منفى للقيادات التنفيذية والإدارية والموظفين والعاملين المغضوب عليهم لسنوات طويلة، عقابا لهم للتقصير فى أدائهم العمل المنوط بهم، ليس هذا فقط بل ما زال يعامل كقرية، لعدم اعتماد كردونه حتى الآن، بالرغم من تحويله إلى مركز إدارى منذ 59 عاما، بعد أن كانت قراه تتبع مركزى جرجا والبلينا غرب النيل.

إنه مركز «دار السلام» بمحافظة سوهاج، مسقط رأس الدكتور محمد مرسى أحمد وزير التعليم العالى الأسبق، ومحمد عبدالحميد رضوان وزير الثقافة الأسبق، وفى السنوات والشهور الأخيرة وقع العديد من الاشتباكات بين القرى والنجوع والعائلات المتناحرة مع بعضها بعضا راح ضحيتها قتلى ومصابين، وتوقفت الدراسة فى بعض المناطق، وتخلف التلاميذ عن الامتحانات خلال العام الدراسى المنقضي، وتعطلت المصالح الحكومية، وقطعت المياه والكهرباء، نتيجة تبادل إطلاق النار المستمر، واستشهاد أحد ضباط الشرطة فى مواجهة مع «المطاريد» وقطاع الطرق والهاربين من الأحكام القضائية، الذين يتخذون من الدروب الجبلية المتاخمة للمركز ملاذا، للهروب من ملاحقات الأجهزة الأمنية، لضبط هؤلاء، وما بحوزتهم من أسلحة، بالإضافة للخصومات الثارية الساخنة والملتهبة وما يصاحبها من حالات رعب وذعر بين الموظفين والعاملين هناك وتلاميذ المدارس عند تبادل إطلاق الأعيرة النارية بين الحين والآخر.

يقول السيد عبدالقادر «محامي»، إن الموقع الجغرافى لمركز دارالسلام وراء تسميته «منفى سوهاج»، حيث يبعد عن عاصمة المحافظة نحو 60 كم، والطريق الوحيد الذى يربطه بالعالم – الزراعى الشرقى السريع – مفرد ومتهالك، ويحده النيل من الغرب، والترعة الفاروقية من الشرق، مما يتسبب فى وقوع حوادث مروعة بشكل متكرر، حتى أصبح يطلق عليه «طريق الموت»، لكثرة عدد القتلى والمصابين.

وأضاف، أن المركز يعانى الكثير من المشاكل، منها ارتفاع نسبة الفقر، نظرا لضيق الرقعة الزراعية، حيث يحاصره النيل من ناحية، والجبل الشرقى من الناحية الأخري، وهو مركز طولى يواجه 5 مراكز غرب النيل، وهى المنشاة، العسيرات، جرجا، البلينا، وأبو تشت، وبه أكبر نسبة أمية على مستوى المحافظة، وتربطه بمركز البلينا عبارة نيلية متهالكة وكثيرة الأعطال، بالإضافة لتخلفه اقتصاديا، لعدم وجود مصانع لتشغيل الشباب، وبالتالى ترتفع نسبة البطالة به، إلى جانب أنه مركز يتسم بالعصبية والقبلية.

وأرجع محمد حافظ عضو مجلس الشورى السابق، مقولة ان مركز دار السلام «منفى المحافظة» إلى أنه منذ ثورة 1952 وحتى الآن لم تقم أى مصانع أو تفتح أية شركات به، وأدى تأخر انتشار التعليم بمختلف قراه إلى جعل معظم العاملين فى المدارس والمعاهد والوحدات الصحية وغيرها من خارجه، واعتبار العمل به عقابا لهم، حيث يضطرون لقطع 120 كم ذهابا وإيابا كل يوم، للوصول إلى أعمالهم، واستقلال أكثر من وسيلة مواصلات، فى ظل عدم توافر السكن هناك، والمغالاة فى القيمة الإيجارية فى حالة وجود سكن، إضافة لحاجة الطريق الرئيسى القاهرة – أسوان لتوسعة واستكمال الإنارة، للحد من الحوادث التى تقع عليه، إلى جانب عدم مراعاة أبناء المركز فى التعيينات الجديدة، رغم وجود أعداد كبيرة من الخريجين حاليا به.

وقال محمود عبدالعزيز، وياسر محمد، وزينب سعد، من شباب الخريجين بقرية صديق المنشاوى فى الصحراء الشرقية لمركز دار السلام، إن القرية تعرضت لسطو مسلح من قبل قطاع الطرق واللصوص والبلطجية والمسجلين خطر، للاستيلاء على الأراضى المخصصة لهم، ويتم طردهم منها بالقوة الجبرية، أو دفع «أتاوات»، وسرقة ماكينات الرى والمواشي، وحصاد محصول القمح الذى قاموا بزراعته، والاستيلاء عليه، وقاموا بتحرير محاضر بذلك، وإرسال استغاثات لجميع الجهات المعنية، لإنقاذهم من هؤلاء.

وقال المستشار أبو المجد أحمد على رئيس لجنة المصالحات بالمحافظة، وأحد أبناء المركز، إن مركز دار السلام كان قبل سنوات منفى المحافظة، لصعوبة المواصلات، وعدم وجود طرق ممهدة به، ولكن حاليا أصبحت الطرق ممهدة، والمواصلات متوافرة، ولا يجد الموظف أية معاناة فى الوصول إليه، أما أبرز مشاكله حاليا الخصومات الثأرية، وهى مصدر القلق والخوف للموظفين والمواطنين على حد سواء، وأكد إنه إنهاء أكبر خصومة هناك راح ضحيتها 5 أشخاص، من بينهم مدير إدارة تعليمية، ومأمور ضرائب، ورجلا أعمال، وإصابة نحو 8 آخرين، والتى كانت تقف حجر عثرة إمام إتمام باقى المصالحات بدائرة مركز دار السلام، وفتحت الطريق أمام باقى الخصومات، وعادت حالة الود والحب بين العائلتين بمدينة دار السلام، وعاد الأمن والشعور بالأمان للموظفين به، بعدما كانت تسيطر عليهم حالة من القلق والخوف، نتيجة تبادل الأعيرة النارية بين الحين والآخر. وأكد رئيس لجنة المصالحات، أنه سوف يتم الانتهاء من باقى الخصومات بدائر المركز خلال شهرين، حيث يجرى العمل على إنهاء خصومة كبيرة بـ»البلابيش بحري»، وخصومة أخرى بـ»الشيخ امبادر»، إلى جانب الخصومات الصغيرة الأخري، ليصبح بعدها مركز دار السلام اسما على مسمي.

ومن جانبه، أكد مصطفى عبادى رئيس مركز ومدينة دار السلام، إن القول بأن مركز دار السلام منفى المحافظة مجافى للحقيقة، خاصة فى الوقت الحالي، مرجعا سبب هذا القول، فى السابق، لبعد المسافة بينه وسوهاج العاصمة، وسوء حالة الطرق، وعدم وقوع المركز على شريط السكة الحديد، وعدم توافر الخدمات. وقال «عبادي» إن الصورة الآن بدأت تتغير، حيث قارب الانتهاء من أكبر محطة مياه مرشحة على النيل بـ»أولاد سالم»، وسوف يبدأ العمل قريبا فى مشروع الصرف الصحي، بينما يعتبر المركز مصدرا رئيسيا لمصنعى قصب سكر جرجا ونجع حمادي، وتزرع به أكبر مساحة للموز على النيل، مؤكدا أن هناك مطالبات جادة لاعتماد الكردون، وإضافة المناطق المتاخمة له.

رابط دائم: 
اضف تعليقك
البريد الالكترونى
الاسم
عنوان التعليق
التعليق
  • 2
    اشرف المملوك
    2015/05/31 13:31
    0-
    1+

    محافظة سوهاج الاولى بأمتياز فى نسبة هجرة سكانها وأهلها للقاهرة وباقى المحافظات
    مركز دارالسلام أولاد طوق سابقا ليس وحده الذى يعانى المشكلات وعدم الأهتمام لكن المحافظة بأكمالها محافظة سوهاج تعانى الكثير والكثير من الحرمان وعدم التخطيط والعشوائية بكل مجالات الحياة العامة خصوصا البطالة التى كادت ان تفتك بأحلام الشباب فلو نظرنا بالارقام والاحصائيات سنجد ان اكبر محافظة طاردة لشبابهاولسكانها على مستوى الجمهورية لقلة فرص العمل هى سوهاج بأمتياز لذلك نناشد ونطالب النظر لمحافظة سوهاج بنظرة اكثر واقعية واهتمام أكثر شمولية لهذة المحافظة سوهاج
    البريد الالكترونى
    الاسم
    عنوان التعليق
    التعليق
  • 1
    مصرى حر
    2015/05/31 07:03
    0-
    12+

    اطلقوا عليه مركز دار السلام فى عهد السادات .... ولم ير سلاما
    لم يشفع له أنه مسقط رأس وجذور محمد عبد الحميد رضوان وزير الثقافة الاسبق.... ولم يشفع له زيارة السادات وتناول الرومى على الطبلية البلدى
    البريد الالكترونى
    الاسم
    عنوان التعليق
    التعليق