فى تحسين حالتى، بحيث أستطيع الحمل والإنجاب، وزوجى رجل طيب، يراعى ظروفى، ويكتم حزنه داخله، ولم يجرحنى ابدا بكلمة أو نظرة أو إشارة، لكنه فى الوقت نفسه يحب الأطفال، وبمرور الوقت فكرت فى أن أخطب له إنسانة تتقى الله، وتخشاه، وتقبل الحياة معنا كأخت لى، ونكمل بعضنا، ويكون أولادها أولادى.
واننى راضية طوال عمرى بما يقدره الله لى، وكنت قد تعرضت لحادث فى طفولتى، وفقدت ذراعى اليمنى، واؤدى مسئولياتى فى البيت بقدر ما استطيع، حيث إن هناك أعمالا ترهقنى، لكنى لا أبالى بأى متاعب فى سبيل إسعاد زوجى، وهو من أصل طيب، وكان والده رجلا شهما يشهد له الجميع بالخلق الرفيع، وكان يعيش معنا، وأكرمنى واعتبرنى ابنة له، ووالدته تتسم بالطيبة وحسن العشرة.
وانى أسالك: ما المانع أن يتزوج زوجى بأخرى تقبل بأن أحيا معها حياة مشتركة، وأن تحاول كل منا أن ترضى الله فى أختها، وتسعد بصحبتها... إننى على استعداد لأن أوفر مع زوجى الأمان والمأوى والحب لإنسانة قد تكون فى أشد الاحتياج إلى الزواج بعد تجربة مريرة أو حياة صعبة، وسوف تجد نوعية جديدة ونادرة من البشر.. وأتمنى أن أجد من لا تطمع فى شىء إلا فى رضا الله وجنته، وتكون كريمة النفس. وتخشى الظلم، وأنا لست من أهل المدينة التى نقطن بها، فأهلى بعيدون عنى فى محافظة أخرى، فهل أجد ضالتى من بين بطلات قصصك وقارئاتك المنتشرات فى ربوع البلاد، وتكون واحدة ممن صهرتهن ابتلاءات الحياة، فأظهرت معدنهن الأصيل، وقدرتهن على التواصل مع الآخرين، وسعيهن إلى عمل الخير ابتغاء وجه الله؟.
< ولكاتبة هذه الرسالة أقول:
ما أروع صفاء نفسك، ونقاء سريرتك، فلقد وضعت الأمور فى حجمها الصحيح، ولم تشغلك الدنيا بزينتها، وكأن لسان حالك ينطق بالآية الكريمة «المال والبنون زينة الحياة الدنيا، والباقيات الصالحات خير عند ربك ثوابا، وخير املا» فلم تشغلك الدنيا لا بالإنجاب، ولا بالثروة، ورضيت بحياة بسيطة مع رجل فاضل أراه خيرا من كنوز الدنيا وما فيها، وإننى أحيى فيك روحك الجميلة واستعدادك لاقتسام لقمة العيش مع زوجة أخرى تكون أختا لك. وربما يهبها الله الأولاد، فتكونان أمين لهم... ومن يدرى؟.. فلعل الله يدخر عطاء أكبر، وتنجبين أنت الأخرى، حين يأذن سبحانه وتعالى، وأعتقد أن كثيرات سوف يرغبن فى التعرف عليك أنت وزوجك. وسوف يتحقق لكما المراد، لكنى أؤكد لك أن الأمر فى حاجة إلى التفكير العقلانى الهادئ، تحاشبا لعواقب التسرع فى مثل هذه الامور، والله المستعان.