رئيس مجلس الادارة

أحمد السيد النجار

رئيس التحرير

محمد عبد الهادي علام

رئيس التحرير

محمد عبد الهادي علام

المتحف الجيولوجى.. شاهد على كنوز سيناء والصحراء الشرقية

نعمة الله عبدالرحمن
تمتلك مصر المتحف الوحيد من نوعه فى إفريقيا والشرق الأوسط، وهو المتحف الجيولوجى، الذى يعتبر بمثابة شهادة تاريخية تصور عمق الحضارة المصرية فى دروب التاريخ،

إذ يضم العديد من الموروثات البيئية، التى تشير إلى صفات التحولات الإيكولوجية التى مرت بها البيئة المصرية عبر ملايين السنين، فيروى فى أروقته المراحل التاريخية للكائنات، والمكونات الطبيعية للبيئة المصرية، منذ فجر التاريخ. والأمر هكذا، تجولت صفحة زالبيئةس فى قاعات المتحف لتنقل لقرائها بعض ملامح هذا الصرح الكبير.

فى الصالة الخاصة بعرض الحفريات الفقارية يوجد جسم ديناصور مصرى عاش منذ 96 مليون سنة.

ويقول محمد فهمى الجيولوجى بالمتحف إن هذا الديناصور عثرت عليه بعثة مصرية أمريكية فى منطقة الواحات البحرية عام 2001، وإن الموجود الآن بالمتحف يمثل 15% من حجمه الأصلى، وهو أقدم العينات بمصر، إذ يصل طوله إلى 33.5 متر، ووزنه إلى 80 طنا، وكان يعيش على تناول الأعشاب . وعلى بعد خطوات يوجد هيكل لحيوان الارسينوثيريوم (وهو شعار المتحف) فنجد جسمه يشبه فرس النهر، وأرجله تشبه أرجل الفيل، أما أسنانه فتشبه أسنان الأرنب، وكان يعيش منذ 38 مليون سنة فى الفيوم، وانقرض منذ 30 مليون سنة، وهو ذو أربعة قرون، وكان يعيش على تناول الأعشاب وأوراق الشجر وبعض الفاكهة. وهذه العينة تعد من أحسن العينات لهذا الكائن عن مثيلاتها المشوهة الموجودة فى أماكن أخرى فى العالم .

فيل بدون«زلومة»

كما توجد عينة لفيل المورثيريوم، وهى أنواع لأفيال قديمة ظهرت منذ 40 مليون سنة (وبدون زلومة)، حيث وجدت قديما 11 عائلة من الأفيال فى العالم، خمس منها كانت توجد فى مصر لكنها انقرضت جميعا، وبقيت عائلة واحدة موجودة الآن فى العالم كله. أيضا يوجد هيكل لحوت مصرى قديم له يدان ورجلان كان يستخدمهما فى حركته على الأرض منذ 40 مليون سنة، وعندما انتقل إلى العيش فى المياه تطور شكله لما هو معروف الآن.

كما يعرض بالمتحف نموذج للمصرى الذى كان يعيش منذ 35 مليون سنة فضلا عن عرض لبعض أدوات الصيد القديمة التى كان يستخدمها الإنسان القديم منذ مليون سنة بجانب مجموعة من الحيوانات اللافقارية مثل أم الخلول والكابوريا والجمبرى وهى عينات ممثلة لكل عصر جيولوجى ولحقب تاريخية متتابعة من تاريخ الحياة على الارض. ويضيف محمد فهمى أنه من أجل الحفاظ على السمات المشكلة لتلك الحيوانات، يتم ذلك من خلال الإحلال المعدنى بمعنى أن المعادن تدخل محل مكونات الكائن لتحافظ على شكله مع مراعاة أن تكون بعيدة عن الهواء، وهذه هى طرق الحفظ .

كنوز مصرية

فى استعراض للأحجار والصخور بالمتحف يشير حمدى السيد - كبير الباحثين بالمتحف - إلى أنه يوجد فى الصالة الخاصة بالأحجار الكريمة عرض للأحجار المصرية مثل الفيروز، وهو - كيميائيا - عبارة عن مركب من فوسفات الألومنيوم والنحاس، يتأثر بتعرضه لأشعة الشمس إذ يتغير لونه، وهذا الحجر يستخرج من سيناء فى منطقتى سرابيط الخادم والمغارة، كما يوجد حجر الزبرجد ذو اللون الذهبى بمنطقة رأس بناس على البحر الأحمر.

كما توجد مجموعة من أحجار الكهرمان ذات الأصل العضوى، ونتاج إفراز صمغى لبعض أنواع أشجار الصنوبر، وأيضا الزمرد المصرى (البيريل الأخضر)، وهو غير شفاف نتيجة لوجود آثار عنصر الكروم به، ويستخرج من مناطق وادى الجمال فى الصحراء الشرقية.

كما يوجد حجر السليكا، وهو محصلة النيازك التى تسقط على الرمال، حيث ترتفع درجة حرارتها، ويتغير شكلها، وتصبح سائلة ثم تتحول إلى أشكال مختلفة، ويكون لونها أخضر فاتحا، وهى توجد على الحدود بين مصر وليبيا. ويضيف حمدى السيد أن النيازك المصرية أو النخلايت نزلت على بلدة النخلة البحرية فى منطقة أبو حمص بين دمنهور والإسكندرية عام 1911، وقد شوهد أثناء سقوطه، وتلك النيازك عامة، ويعتبرها العلماء رسائل قادمة من الفضاء، لإمكان التعرف على الكواكب الأخرى، وهذا النيزك وجد فيه بعض المعادن المائية الموجودة على الأرض، واستدل من ذلك أنها قادمة من المريخ الذى به مياه منذ ملايين السنين. هذا فضلا عن احتواء المتحف على بعض مقتنيات الأسرة الملكية مثل صدفة مشغول عليها بدقة تابلوه لأوبرا عايدة، وأخرى لتابلوه عليه صورة الملك فؤاد أهديت للملك فاروق بمناسبة العثور على خام النيكل فى مصر عام 1940.

علم مصر بالقمر

كما توجد قطعة من صخور سطح القمر أهديت لمصر من البعثة الأمريكية التى وصلت للقمر عام 1972، وقد أحضرها لمصر الدكتور فاروق الباز المخطط للرحلة، إذ تم وضع علم مصر فوق سطح القمر خلال تلك الرحلة . وبالنسبة للصخور المعروضة بالمتحف يشير حمدى السيد إلى أنه توجد صخور نارية مثل الجرانيت والباريت والمعادن المكونة لتلك الصخور مثل الكوارتز والجابرو، والصخور الرسوبية، وهى الفوسفات والفحم. أما الصخور المتحولة فيضم المتحف العديد منها وتترسب بها المعادن فى صفوف متوازية نتيجة الضغط الموجه من الحرارة مثل: الرخام والكوارتزيت كما يوجد صخر ديورايت خفرع، وهو المصنع منه تمثال أبو الهول وصخور الجرانيت المستخدمة فى تبطين الأهرامات والمسلات وصخور الألباستر المصرى الموجود فى تل العمارنة ببنى سويف .

ويوجد فى المتحف خامات سيناء مثل الفحم الموجود فى منطقة المغارة والمنجنيز فى أم بجمة والكبريت فى شرق العريش ورمل الزجاج فى جنوب سيناء، كما يضم خامات الصحراء الشرقية مثل الزنك والرصاص فى منطقة أم غيج والحديد فى وادى كريم والكروم فى البرامية، والفوسفات الموجود فى سفاجة والقصير والنحاس فى أبى سويل .

رابط دائم: 
اضف تعليقك
البريد الالكترونى
الاسم
عنوان التعليق
التعليق
  • 1
    جيولوجى / عبد العال عياد
    2015/05/27 01:14
    0-
    1+

    يرجى توخى الدقة
    منذ 35 مليون عام كان العصر الجيولوجى الذى تمر به الأرض هو عصر الإيوسين، ولم يكن الإنسان قد ظهر بعد. ويقدر العلماء أن الإنسان قد ظهر منذ حوالى مائة ألف عام خلال العصر الحالى وهو المسمى بالعصر الحديث (الهولوسين) ويسمى أيضا بعصر الإنسان. ولعل المقصود هو 35 ألف عام.
    البريد الالكترونى
    الاسم
    عنوان التعليق
    التعليق