هذه المدينة، على وشك السقوط ـ ان لم تكن قد سقطت بالفعل ـ فى ايدى تنظيم داعش الإرهابي. هذه المدينة تعرف فى سوريا باسم «عروس الصحراء» وظهرت فى المخطوطات البابلية التى وجدت فى مملكة مارى السورية على الفرات وتعنى بلدة المقاومين باللغة العمورية والبلد الذى لا يقهر باللغة الازامية السورية القديمة ـ وارتفع شأن المدينة قديما بعد ان أصبحت عاصمة لمملكة تدمر العظيمة التى نافست روما آنذاك.. وهذه المدينة تتميز الآن بغناها وآثارها الرائعة من معابد ومسرح واكروبول وقصور وقلعة تاريخية. وفى المدينة أيضا متحف تدمر الذى يضم مجسمات ومخططوات ونقوش. كما يوجد متحف التقاليد الشعبية الذى يجسد تراث البادية ـ وتقيم مهرجانا سياحيا سنويا بمشاركة فنانين سوريين وعرب وتقدم العروض والمسابقات التراثية والفولكلورية من سباقات الهجن... الخ
والغرض من طرح هذا الموضوع هو الخوف من المصير الذى ينتظر هذا التراث من تدمير على ايدى الدواعش كما حدث فى العراق.. وقد أيدت مديرة اليونسكو قلقها من تدمير هذا التراث الذى تم ادراجه على لائحة التراث العالمى عام 2006، وطالبت بابقاء المدينة خارج العمليات العسكرية.
وما يحدث الآن هو مخطط دولى لتدمير ومحو ذاكرة التاريخ العربية والإسلامية على ايدى هؤلاء التتار. وهل مطالبة اتحاد الأثريين العرب بحماية دولية للمواقع الأثرية فى الدول العربية التى تتعرض للنزاع المسلح سيكون له صدي؟؟ أشك فى ذلك لأن فاقد الشيء لا يعطيه، فأمريكا الراعى الرسمى للإرهاب تفتقر لهذا التراث والحضارة القديمة.. أما إسرائيل فتتمنى أن تمحى جميع الحضارات لتبقى الدولة اليهودية الصهيونية فقط بتاريخها الدموى البغيض.
د.عادل وديع فلسطين
عضو اتحاد الكتاب ونادى القصة