ولم تدر بما يجري حولها بعدما أصابها احد المسلحين بخلفية سلاحة الالي، الذي كان يصوبه ناحيتها ليسقطها أرضا، وهرب الخاطفون ومعهم طفلها هذا المشهد كان كافيا في أن ينهي أمل عودة انطونيوس مرة أخري.
تفاصيل مؤلمة روتها الأم المكلومة، ووالده التاجر الميسور الحال أمام العقيد ابراهيم سليمان رئيس فرع البحث بنجع حمادي، وهما يبكيان علي طفلهما والدنيا تدور من حولهما ويجهشون بالبكاء، الذي وصل لحد الهستيريا ، فالحادث غريب والأغرب حدوثه وسط المدينة وفي الصباح
بدأ اللواءان عادل عبدالعظيم أيوب مساعد وزير الداخلية ومدير الأمن، وهشام خطاب مدير ادارة البحث الجنائي بوضع خريطة للجريمة بحضور العميدين اشرف نصحي رئيس فرع الأمن العام وايمن فتحي رئيس مباحث المديرية لساعات ظلت الجريمة مبهمة فوالدا الطفل ليست لهما خصومة مع أحد وفي ذات الوقت لم تصل بعد أي اتصالات لطلب فدية، ساعات مرت توقفت فيها عقارب الساعة تارة وسط تخيلات ملأت وجدان وعقل والدي الطفل بأنهما لن يريا أبنهما مرة اخري،
وظل كل منهما جالسا في المنزل ممسكا بهاتفه لعلا يأتي خبر ووسط زخم المكالمات ورنين الهاتف الذي لم ينقطع من الأقارب والجيران جاء فك الشفرة سريعا مع رنين هاتف "هاني" والد الطفل انطونيوس حاملا معه كلمات مقتضبة " لو عاوز تشوف انطونيوس تاني جهز مليوني جنية " انقطع الخط واغلق الهاتف وهرول والدي الطفل للاتصال بالعقيد ابراهيم سليمان رئيس فرع البحث وابلغه بمضمون المكالمة، الـذي طلب من والد الطفل مجاراة الجناة ليبدأ فريق البحث عن المقربين من والد الطفل، وإعادة سؤال والده لماذا حدد المبلغ هذا بمليونين جنية تحديدا، ليكشف والد انطونيوس انه كان قبل أسبوع يتفاوض مع سماسرة لشراء عقار بمليونين ونصف المليون تلك الكلمات كانت كافية ليتم فحص السماسرة والمقربين من والد الطفل المختطف ليظهر علي الخريطة 8 مشتبه بينهم معاملات مالية وتجارية
كانت معلومات المراقبه تشير إلي تردد الشخص المشتبه به منذ أيام علي منطقة قرية بركه ذات الغطاء الجبلي بالقرب من مدينة نجع حمادي، وأن هناك 4 أشخاص يتناوبون الحضور والمبيت مع الشخص المشتبه به داخل احد المساكن، التي تم تأجيرها، وبالاتصال بمالك العقار المؤجر، أكد ان ذات الشخص المشتبه به جاءه قبل أسبوعين، وطلب تأجيرها لمدة شهر ودفع له ما طلب من مبلغ شريطة ان لا يتردد علي المسكن المؤجر احدا لأن معه سيدات تمنع العادات مشاهدتها لأشخاص أغراب، المعلومة كانت كافية لتوضع الخطة المحكمة لضبط الجناة، والأهم هو الحفاظ علي حياة الطفل انطونيوس لحظة الهجوم دون أن يصاب أو يفتك به من قبل خاطفية وكانت الساعة الرابعة ونصف عصرا نقطة انطلاق لـ7 مجموعات قتالية تحركت من ثلاث اتجاهات للتأمين وضباط البحث تنكروا في زي الجلباب ليتم مداهمة الجناة، ويؤمن حياة الطفل انطونيوس قبل ان يحدث الاشتباك مع اثنين من المسلحين ليقف الوالدين علي ابواب مركز شرطة نجع حمادي، وهم لايصدقان انهما سيريان طفلهما مرة أخري، حتي توقفت سيارات الشرطة، وركاب القوات، واعين الابوين تتفحص الجميع دون جدوي حتي خرج صوت من بين رداء أحد الضباط الذي وضعه عليه لتدفئته، لإصابة الطفل بهزال شديد "بابا هاني " ماما " هنا التف الضباط والأفراد والمارة لمشاركة الأبوين فرحتهما بعودة الطفل وشكرهما لقوات الشرطة التي أعادت طفلهما للحياة حسبما قال الأبوان وهما يصران علي مصافحة وشكر المجندين قبل الضباط.