ويهاجم فرنسا، ويطالبها بأن تترك المسلمين فى حالهم ليعيشوا فى اطمئنان .. وحذرها من وضع كل المسلمين فى سلة واحدة كما سبق وفعلت مع اليهود فى ثلاثينيات القرن الماضى.وقد هاجم تود النخبة السياسية لبلاده وحكومته من منطلق أن الذين خرجوا إلى الشوارع للتظاهر ضد الإرهاب هم من المثقفين أو الطبقة الراقية والمتوسطة، وليس من فقراء الضواحى ومعدميها، أو من العمال والفلاحين. وكان قد خرج ما يزيد على 4 ملايين فى مظاهرة بباريس للتنديد بالإرهاب، وشاركهم العديد من زعماء العالم. ويرى المؤلف أنه لا يقبل الفكرة التى بدأت تنتشر داخل المجتمع الفرنسى ومفادها أن الإسلام يشكل خطرا كبيرا على حياة اليهود.ويشير تود فى كتابه الصادر فى 7 مايو الحالى إلى أن المسلمين أبرياء من تلك الاتهامات التى توجه لهم فيما يتعلق باليهود.. ويرى أن المسلمين هم الفئة الأضعف الآن فى فرنسا التى يسعى الجميع لإذلالها.. ويفصح عن مخاوفه من طريقة التعامل الراديكالية التى تتعامل بها قوات الأمن الفرنسية مع الجمهور بذريعة مكافحة الإرهاب. ويستنكر تود استدعاء أطفال لم يبلغوا من العمر 8 سنوات إلى أقسام الشرطة؛ وهو ما وصفه بالهيستيريا، مشيرا إلى أن مخاوف هذا التعامل مع المسلمين والأطفال قد تكون أكبر بكثير من مخاوفه من حفنة من المختلين عقليا، يقومون بأعمال إرهابية باسم الإسلام.
ويرى المؤلف أن تلك التظاهرة التى تصدرها رئيس فرنسا، وأثارت الضجة فى أوساط السياسيين والإعلاميين باعتبارها أكبر مظاهرة منذ انتهاء الحرب العالمية الثانية، ما هى إلا تضليل، ولابد من رؤية جديدة للأحداث. وهنا فإن تود يشكك فى مشاركة جميع أطياف المجتمع الفرنسى فى المظاهرة، وقال إنها مجرد محاولة للفت الأنظار عن الكارثة الحقيقية فى فرنسا؛ ألا وهى الأزمة الاقتصادية الخانقة، والتى فشل النظام السياسى هناك فى حلها.
والواقع أن الكتاب أثار ردود فعل قوية، وقوبل بصدى شديد فى المجتمع.. والدليل على ذلك أن الطبعة الأولى منه نفدت بمجرد خروجها إلى منافذ التوزيع بشهادة الموزعين.
الكتاب: من هو شارلى؟
المؤلف: إيمانويل تود
الناشر: دار نشر سوى بباريس 2015