ومن التجارب التى مرت بى شخصيا فى عملى بالشركة العامة للبترول أنه فى السبعينيات فى أثناء حفر بعض آبار الاستكشاف البترولى فى منخفض القطارة بالصحراء الغربية ومنطقة البحرين جنوب شرق واحة سيوة، وجدنا طبقات من الرمال محملة بالمياه الجوفية العذبة فى الأعماق من 125: 200 متر من سطح الأرض، وفى ذلك الوقت لم تكن مصر فى حاجة لاستعمال المياه الجوفية فى الزراعة لوفرة مياه النيل، ولعدم الخبرة بالزراعات الحديثة، وطرق الرى بالتنقيط بدلا من الغمر، ومن ثم فإن بيانات الآبار التى مرت بهذه المنطقة من المياه الجوفية لم تكن لها الأهمية التى أصحبت لها الآن.
ولحرصى على المساهمة فيما تقوم به أجهزة الدولة الآن، وبالأخص وزارتا الزراعة والرى لاستصلاح مليون فدان وزراعتها باستخدام المياه الجوفية فإننى أؤكد المعلومة بأن منطقة منخفض القطارة، وبالأخص الجزء الشمالى منه، هو أنسب مكان لاستصلاح وزراعة نحو نصف مليون فدان، لوجود وفرة فى المياه الجوفية العذبة الصالحة للزراعة، وقربها من سطح الأرض، ولتأكيد هذه المعلومة يرجى مراجعة بيانات آبار عين حسين وغزالات وغراب فى شمال منطقة القطارة من سجلات الشركة العامة للبترول.
وأنتهز هذه الفرصة لأدعو من مازال حيا من جيلى ولديهم بيانات عن ثروات مياه أو معادن أو غيرها فى أرض مصر، للكتابة لتوصيل هذه البيانات للمسئولين فى الدولة، كما أنى أحث الوزراء والمسئولين عن كتابة ونشر أرقام تليفونات يمكن الاتصال بها لتسجيل أى بيانات مثل التى ذكرتها الآن، حتى يمكن الاستفادة منها فيما ننشده الآن من نهضة صناعية وزراعية، وتنمية شاملة فى مصر.
د. نبيل عبدالهادى ـ جيولوجى