وكيف يلوون الأدلة من الكتاب والسُنَّة لتناسب هواهم ومآربهم ويوهمون العامة بأنها أدلة علمية محكمة؟ هذه الأسئلة- وأسئلة أخرى كثيرة مهمة- يجيب عنها الشيخ الدكتور عيد الكيال فى كتابه “منهج الاستدلال عند أهل الأهواء”.. وهو الكتاب التاسع عشر من سلسلة “تصحيح المعتقد”.
يؤكد د. الكيال أن سبب العصمة والنجاة هو الاعتصام بكتاب الله وسُنَّة نبيه صلى الله عليه وسلم، وأن الاعتصام بالكتاب والسُنَّة معناه التزام أوامرهما واجتناب نواهيهما والوقوف عند حدودهما، مشيرا إلى أن المتأمل لحال أهل الأهواء المبتدعين على مر العصور يجد ظاهرهم خَدَّاعا مراوغا؛ فهم –ظاهرا- يزعمون التمسك بالكتاب والسُنَّة، بينما باطنهم على ضلال مبين، ويُعرف باطنهم من أقوالهم وأفعالهم. ويبحث الكتاب فى كيفية استدلال أهل البدع والأهواء على باطلهم وضلالهم، وكيف يخدعون العوام من المسلمين بأنهم على الجادة متمسكون وللكتاب والسُنَّة مخلصون، بينما هم أهل باطل وكذب وخداع، ويظهرون عكس ما يبطنون، وهكذا صاروا فتنة للملايين من المسلمين.
ويشير الكيال إلى أن أهل السُنَّة يستدلون أولا ثم على ضوء الدليل من الكتاب والسُنَّة يكون معتقدهم، بينما أهل الأهواء يعتقدون أولا بأهوائهم وأغراضهم وزيغ قلوبهم ثم يبحثون عن أدلة توافق هواهم وزيغهم، فراحوا يبحثون عن الأدلة الضعيفة تارة، والمتشابهة تارات، ويؤولون الأدلة الصريحة الصحيحة بما لا يحتمل التأويل، ويلوون عنق النصوص ويُحَمِّلونها ما لا تحتمل.
ويلخص الكتاب المنهج الباطل الذى يتبعه أهل الأهواء فى الاستدلال من الكتاب والسُنَّة فى خمسة عشر مأخذاً، يُلخص فيها “بالأدلة” طرقهم الملتوية فى خداع المسلمين وإيهامهم أنهم ما يفعلون شيئا إلا بدافع الدين، وهذه المآخذ هى: اعتمادهم على الأحاديث الواهية الضعيفة والمكذوب فيها على النبى صلى الله عليه وسلم، وردهم الأحاديث الصحيحة التى لا توافق مذاهبهم، وتخرُّصهم على الكلام فى القرآن والسُنَّة، و انحرافهم عن الأصول الواضحة إلى اتباع المتشابهات التى للعقول فيها مواقف، وطلب الأخذ بها تأويلا – تحريف الأدلة عن مواضعها – وبناء الظواهر الشرعية على تأويلات لا تُعقل، وكتمان النصوص المخالفة لمذاهبهم.
اسم الكتاب: منهج الاستدلال عند أهل الأهواء
المؤلف: عيد بن أبى السعود الكيال
دار النشر: مكتبة الكيال للأبحاث العلمية الشرعية