هل هذه المقولة صحيحة؟
خلق الله الإنسان جسدا ونفسا وروحا ولا ينكر كائن من كان أن الصحة النفسية جزء لا يتجزأ من الصحة العامة، فإذا لم تتمتع بالصحة النفسية فإن حالتك الداخلية ليست على ما يرام.. إذن هل يكفى فى هذه الحالة العقل والجسم؟ برغم أهميتهما كمكونين أساسيين لحياة ملؤها الصحة والسعادة.. لكننا هنا بحاجة إلى مكون ثالث.. مكون من شأنه الاهتمام بالروح والنفس, والأفكار، إنه الوجدان الذى لديه القدرة منقطعة النظير على نسف الأفكار المتهالكة, وايجاد رؤى جديدة ثم تعديل دفة الحياة، من حياه يلقى عليها الليل سدوله من تشاؤم وعدم رضا, وسلبية .. إلى حياة تنعم بالهدوء والسلام الداخلى والتصالح مع الآخرين.
إذا اتفقنا على أهمية الصحة النفسية للأفراد فإن مكون الوجدان يمكنه التحكم فى الصحة النفسية والتوافق النفسى بالتحكم فى أفكار الشخص ومشاعره وانفعالاته .. هيا بنا لنرى مدى أهميته ولنضرب مثالا على ذلك.
دكتور مالتز، احد الأساتذة الكبار المتخصصين فى جراحات التجميل وجد انه فى أحيان كثيرة عندما يقوم بنزع الضمادات عن أعين المرضى بعد إجراء عمليات كبرى فى جراحات التجميل,
المرضى ينزعجون جدا لأنهم لم يشعروا بأى تغيير ولا بأى اختلاف فى مظهرهم .. وقد كان مندهشا جدا من ذلك لأنه الوحيد الذى يعلم ما عاناه لاحداث التغيير المطلوب, ومدى الوقت المستنفد فى مثل هذه العمليات والقدر الكبير من التركيز الشديد والانتباه حتى يخرج بهذه النتيجة التى يعتنقها وجدانه وعلى العكس من ذلك المرضى الذين لم يبذل وجدانهم أى مجهود للاقتناع بذلك، ولكنه ارجع ذلك فى النهاية إلى عدم تغير القناعات الداخلية وعدم اقتناع الوجدان بما تم من تغيير وبالتالى عدم الراحة الذى بدوره يحجب عن البشر شمس السعادة.