رئيس مجلس الادارة

أحمد السيد النجار

رئيس التحرير

محمد عبد الهادي علام

رئيس التحرير

محمد عبد الهادي علام

التكريم العظيم لسيد المرسلين

بقلم:د. حامد شعبان
فى احتفال كبير، لا نظير له ولا مثيل، كرم المولى عزوجل نبيه الأمين، محمد صلى الله عليه وسلم، سيد المرسلين، بمعجزة الإسراء والمعراج، ونعمته العظيمة، التى بهرت الأرض والسماء، وأسعدت الحق والعدل والشرف والحياة. وقد سجل سبحانه عظمة هذا التكريم، فى كتابه العزيز، فى سورتى الإسراء والنجم.

فقال فى سورة الإسراء: «سبحان الذى أسرى بعبده ليلا من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى الذى باركنا حوله لنريه من آياتنا إنه هو السميع البصير». وقال فى سورة النجم: «لقد رأى من آيات ربه الكبرى». إن التكريم العظيم منة جليلة، ودرس رائع مجيد، للمناضلين المخلصين، يقرر أن الله ينصر من ينصره، ويعز جنده، ويهزم الظالمين. والمطلوب من المجاهدين فى سبيل الحق أن يثبتوا، وأن يعلموا أن صلابة يقينهم، وروعة صبرهم ونضالهم، وسمو كفاحهم وإحسانهم، دعائم لا يستهان بقوتها، فالعاقبة لهم مهما صنع الطغيان، ولهم فى رسول الله أسوة حسنة، فالله لم يضع حقه، بل حفظه ونصره، وعنايته دائما ترعى المتقين الصالحين. ففى مكة سدت قريش الطريق فى وجه الدعوة، وتحمل الرسول صلى الله عليه وسلم ما تنوء الجبال بحمله، وكان يستعذب كل الأذى فى سبيل الله، ولكن موت السند والملاذ، عمه أبى طالب وزوجته خديجة فى عام واحد، زاد المعاناة والمصاعب والمحن، وخرج سيد المرسلين إلى الطائف، يعرض دعوته، فسلط الكفار السفهاء والعبيد والصبيان يسبونه، ويرشقونه بالحجارة، حتى دمى مؤخر رجليه، وسال دمه الزكى ولم يكن أمامه إلا ربه، فاتجه إليه بدعاء كريم، يفيض بالإيمان واليقين، ويلتمس رضوانه وعونه ورحمته، ويقول: «اللهم إليك أشكو» ضعف قوتي، وقلة حيلتي، وهوانى على الناس، يا أرحم الراحمين، أنت رب المستضعفين، وأنت ربى إلى من تكلني؟.. إن لم يكن بك غضب على فلا أبالي.. «وما أحسن هذا الدعاء! إنه وفى نبيل، يجعل رضوان الله تعالى هو الهدف الأعلى عند الرسول الأمين، وهو يلجأ إلى ربه، راجيا فرجا ومخرجا من الرحمن الرحيم، ويعود إلى مكة ليواصل مقاومة الكافرين، ومجاهدة الظالمين، واستجاب الرحمن الرحيم، وجاءه التكريم العظيم، حيث أسرى الله به سبحانه من المسجد الحرام بمكة إلى المسجد الأقصى بقوته وقدرته، فى ليلة واحدة، وذلك أنه ركب البراق، يشق عنان السماء، مزدانا بالجلال والبهاء، فى رحلة عجيبة فريدة، من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى بالقدس، ثم كان المعراج عقب هذه الرحلة، ليرتفع فى طباق السموات، حتى الوصول إلى مستوى تنقطع عنده علوم الخلائق، ولا يعرف كنهه أحد، فقد صعد إلى السماء السابعة، وإلى سدرة المنتهي، وعاد بعد رؤية آيات الله وتكريمه له، إلى المسجد الحرام بمكة، وفى التكريم العظيم فتحت أبواب السماء، وتدفقت النفحات، ورؤية الآيات، أى العجائب والآيات العظيمة لله، وحظى الرسول بحفاوة وإجلال وإبهاج، أذهب الضيق والحزن، وأبرز منزلته السامية، ومكانته الشامخة بين الأنبياء والرسل، فالكل يشهد عظمتها وتميزها وفضلها، والكل يرحب به، ويشهد له بالصلاح حين جمعهم الله ليستقبلوه، ويصلى بهم إماما، لقد رأوا تكريمه، وسعدوا بالاحتفال به، وخلال المعراج رأى الجنة والنار وما فيهما، وأعطاه الله أشياء فوق مقدور عقول البشر، وفوق مقدور تصور البشرية كلها، ورأى الآية الكبرى فى السماء، وهى المرحلة الأخيرة للمعراج، التى لم يقدر عليها جبريل ولا أحد من الملائكة. إن أسعد ما فى المنحة رضوان الله، والتقاؤه به مباشرة دون رسول ولا حجاب، أما خير ما أهدى إليه فى التكريم العظيم فهو فرض الصلاة، وهى دعوة الفلاح والرشاد، التى تتضمن كل معانى الهدى والطهر والاستقامة والسلامة والنجاة، ولم يقف الأمر عند هذا الحد، فالمشاهد والعجائب والآيات التى رآها المصطفى صلى الله عليه وسلم، فيها الكثير من التوجيه والعبر والدروس والتربية، إن فيها منزلة المجاهدين السامية، وعقوبة خطباء الفتن، والتهاون فى الأمانة، والغيبة والمغتابين، وأكلة أموال اليتامي، وصورا من الحلال والحرام، وغير ذلك، مما يؤكد أن التكريم العظيم ظفر بخير كثير، وعظم منهج التقوى والاستقامة والعمل الصالح الرشيد، ومازالت دروسه الرائعة تدعونا إلى تخليص المسجد الأقصى من الاحتلال اليهودي، والاعتصام دائما بالوحدة، وهدى سيد المرسلين.

الأستاذ بجامعة الفيوم

رابط دائم: 
اضف تعليقك
البريد الالكترونى
 
الاسم
 
عنوان التعليق
 
التعليق