بحلول شهر سبتمبر سيجتمع ممثلون عن 193 حكومة من مختلف أنحاء العالم فى مدينة نيويورك للإتفاق حول مجموعة من الأهداف العالمية الطموحة للتنفيذ بحلول عام 2030.وخلال الخمسة عشر عاما المقبلة سوف تعمل تلك الأهداف التى سيتم الاتفاق عليها على توجيه نحو 2.5 تريليون دولار لتنفق على المساعدات التنموية بالإضافة إلى تريليونات لا تحصى من الميزانيات القومية.
الناس
ــ خفض معدلات سوء التغذية المزمن لدى الأطفال بنسبة 40%.
ــ خفض نسبة الإصابة بمرض الملاريا إلى النصف.
ــ تفادى إصابة نحو 1.1 مليون شخص بمرض نقص المناعة (الإيدز) خلال عمليات الختان.
ــ خفض معدلات الوفيات الناجمة عن الإصابة بمرض السل بنسبة 90 فى المائة.
ــ خفض معدلات الوفيات المبكرة الناجمة عن الإصابة بالأمراض المزمنة بنحو الثلث.
ــ خفض نسبة وفيات الأطفال بنسبة 70 فى المائة.
ــ زيادة التطعيمات لخفض وفيات الأطفال بنحو 25 فى المائة.
ــ توفير وسائل تنظيم الأسرة للجميع
مكافحة العنف ضد المرأة والفتيات
الكوكب
وقف الدعم على وقود الأحفور
خفض فقد الشعب المرجانية إلى النصف
فرض ضرائب على الدمار الناجم عن التلوث الصادر عن الطاقة
خفض معدلات تلوث الهواء فى الأماكن المغلقة بنسبة 20%
التقدم
ــ خفض القيود التجارية.
ــ تحسين المساواة بين الجنسين فى مجالات الملكية والأعمال والسياسة.
ــ تعزيز النمو الزراعى بنسبة 40%.
ــ زيادة سنوات تعليم الفتيات بنحو عامين.
ــ تحقيق التعليم الابتدائى فى منطقة جنوب الصحراء.
ــ مضاعفة تعليم ما قبل المدرسة ثلاث مرات فى منطقة جنوب الصحراء.
ــ بناء على تحليلات 82 من أبرز الاقتصاديين و44 من خبراء القطاع حول العالم والتى قام بتنظيمها مركز كوبنهاجن، قام ثلاثة منا ــ فين وتوم ونانسى- بترتيب أولوية مائة من الأهداف المقترحة وفقا لتقييمها المادى. وبالتأكيد ليست كل الأهداف متساوية حيث أن بعض الأهداف قادرة على توليد فوائد اقتصادية واجتماعية وبيئية أعلى من نظيراتها مع كل دولار يتم انفاقه.
هناك ميل سياسى طبيعى للتعهد بتوفير الخير للجميع وتسعى الأمم المتحدة فى الوقت الراهن لاختيار 169 هدفا جيدا.ولكن الدلائل المتوافرة، ورغم قلتها، تشير بوضوح إلى أن بعض هذه الأهداف واعدة أكثر من غيرها. كما تقترح تحليلات الاقتصاديين والخبراء أن بعض الأهداف لا طائل من ورائها حيث لن تنتج أكثر من دولار واحد من حيث الفائدة الاجتماعية مقابل كل دولار ينفق فى حين أن هناك أهداف أخرى قادرة على توفير عائدات اجتماعية أعلى.
اخترنا 19 هدفا نتوقع أن تولد أكبر الفوائد. وتشير تحليلات الخبراء إلى أنه فى حالة تركيز الأمم المتحدة على هذه الأهداف التسعة عشر يمكن الحصول على ما يتراوح ما بين عشرين واربعين دولارا كفوائد اجتماعيه مقابل كل دولار يتم انفاقه،فى حين أن توزيعها بالتساوى على كل الأهداف الـ 169 سيخفض الرقم إلى أقل من عشرة دولارات.تحرى الذكاء فى الانفاق سيكون أفضل من مضاعفة ميزانية المساعدات بنحو الضعفين أو الأربعة اضعاف.فقائمة الأهداف التسعة عشر تغطى الكثير من المجالات ولكن الخيط الذى يربط بين كل هدف هو الفوائد التى ستوفرها تلك الأهداف للمواطنين حول العالم فيما يتعلق بالصحة والبيئة والمصلحة الاقتصادية وهى العناوين الثلاثة التى اختارتها الأمم المتحدة كشعار "الناس الكوكب التقدم"
لننظر لبعض الأهداف التى ستساعد الناس مباشرة من خلال فوائد صحية.يعتبر السل مرضا خافيا حيث يحمل أكثر من مليارى شخص البكتيريا المسببة للمرض ، وسوف يصاب 10 فى المائة منهم بالمرض فى وقت ما ،ويتوفى1.5 مليار شخص سنويا نتيجة اصابتهم بالمرض.وعلاج المرض غير مكلف وفى غالبية الحالات شديد الفعالية.وبالتالى فإنفاق دولار على التشخيص والعلاج يعتبر طريقة منخفضة التكلفة لمنح أشخاص كثيرين حياة أطول وسنوات انتاجية أكثر.
قد يسيطر مرض الايبولا على مانشيتات الصحف ولكن مرض السل مشكلة أكبر بكثير.
يعتبر خفض معدلات سوء التعذية بين الأطفال نموذجا آخر للأهداف الممتازة. يستحق الأشخاص من كل الأعمار تغذية جيدة ولكنها مسألة حرجة بالنسبة للأطفال الصغار حيث يسمح البرنامج الغذائى الجيد بنمو أفضل لأذهانهم وعضلاتهم كما يمنحهم فوائد تمتد على مدى اعمارهم. الأطفال الذين يتمتعون بتغذية جيدة يستمرون بالمدارس لفترة أطول ويتعلمون أكثر وبالتالى يصبحون مواطنين أكثر انتاجية فى مجتماعاتهم. وتشير الدلائل إلى أن توفير تغذية أفضل لنحو 68مليون طفل سنويا سينتج أكثر من 40 دولارا كعائدات اجتماعية طويلة الأمد مقابل كل دولار يتم إنفاقه.
هناك أهداف ممتازة تتعلق بالكوكب أيضا. مازالت الحكومات حول العالم توفر الدعم على استخدام الوقود الأحفورى بما يعادل أكثر من 500 مليار دولار سنويا.وخفض الدعم سيؤدى إلى خفض معدلات التلوث ويحرر الموارد لاستثمارها فى مجالات أخرى مثل التعليم والصحة والبنية التحتية.كما أن حماية الشعب المرجانية يثبت أنه هدف فعال للغاية. حيث إنه بخلاف الفوائد المتعلقة بالتنوع البيئى فان الشعب السليمة قادرة على توفير فوائد فورية وملموسة أكثر.فهى تزيد مخزون الاسماك مما سيعود بالنفع على الصيادين والمستهلكين ويجذب السائحين لاكتشاف جمالها وبالتالى يعود بالنفع على كل العاملين بمجال السياحة بجانب السائحين أنفسهم.
ربما يعد الفقر أهم وأصعب مشكلة تواجه العالم ويعانى منه مليارات الأشخاص بل أنه المصدر الرئيسى للكثير من المشاكل،حيث تجد الأسر الفقيرة صعوبة بالغة فى توفير الغذاء الكافى والتعليم والرعاية الصحية لأطفالها.والنتيجة الفورية هى ارتفاع معدلات الوفيات بين الأطفال وتراجع المهارات والقدرة على الانتاج بين الأطفال الذين يعيشون.والنتيجة النهائية هى دورة مكتملة من الفقر.
وبالتالى فإن توفير تغذية أفضل وتعليم هدفا آخر أفضل سوف يساعد على مكافحة الفقر، ولكن هناك هدف أخر واعد بأن يكون أكثر فعالية :خفض القيود على التجارة الدولية. والدليل التاريخى على هذه النقطة واضح للغاية. فى الصين وكوريا الجنوبية والهند وتشيلى ودول كثيرة أخرى نجح خفض القيود التجارية فى رفع الدخل وخفض معدلات الفقر واعطى الانطلاقة لعقود من النمو الاقتصادى السريع. وقد تصدر خفض معدلات الفقر قائمة الأمم المتحدة لاهداف التنمية فى الألفية وقد تم تحقيق الهدف لماذا؟ النمو الاقتصادى فى الصين كان جزءا كبيرا من القصة. وكيف حقق الصينيون تلك القفزة العملاقة؟تشير أغلب التحليلات إلى أن التجارة الدولية كانت العنصر الرئيسى.توفر التجارة فوائد فورية عن طريق فتح الأسواق ولكنها أيضا تسهل تدفق الأفكار والتكنولوجيا مما يسفر عنه فوائد أكثر وأكبر على المدى الطويل.ويمكن لاتفاقية التجارة الحرة التى ينتظر توقيعها فى الدوحة ان تنجح فى رفع الفقر المدقع عن كاهل 160 مليون شخص.
لن تحل قائمة الأهداف التى اخترناها كل مشاكل العالم ولا يمكن لاى قائمة أخرى أن تحلها وفقا لميزانيات واقعية.ولكن يمكن لقائمتنا أن تساعد الأمم المتحدة أن تحدد اختياراتها مثل "متسوق ذكى بنقود محدودة".اختيار الأهداف الجيدة سيزيد الفوائد التى سيحصل عليها الأشخاص حول العالم وكذلك الأجيال القادمة.ويجب أن تتخلى الحكومات عن الرضا الفورى الناجم عن التعهد بالخير للجميع وتركز بدلا عن ذلك على اختيار أهداف التنمية الذكية.
كٌتاب المقال:
فين كيدلاند:حاصل على جائزة نوبل وأستاذ بحامعة كاليفورنيا
بجورن لومبورج: رئيس مركز كوبنهاجن
توم شيلينج: حاصل على جائزة نوبل وأستاذ بجامعة ماريلاند
نانسى ستوكى: استاذة بجامعة شيكاغو
مقال خاص تنشره «الأهرام» مع عدد من الصحف العالمية