رئيس مجلس الادارة

أحمد السيد النجار

رئيس التحرير

محمد عبد الهادي علام

رئيس التحرير

محمد عبد الهادي علام

دعا إلى تنقية التراث وتطبيق فقه الواقع عبد الحليم محمود.. الإمام المجدد

تحقيق- خالد أحمد المطعني:
الامام عبد الحليم محمود
ترك بصمة في عالم الفكر والتصوف، بعد أن صنع لنفسه تاريخا التصق بالأزهر (جامعا وجامعة)، متي ذكر أو دار الحديث حوله، إنه الإمام الأكبر المجدد والعالم الزاهد الدكتور عبدالحليم محمود يرحمه الله،

الذي تمر ذكرى مولده في هذه الأيام، والذي قال فى كتابه: «التراجع الحضاري في العالم الإسلامي وطريق التغلب عليه»: إن على المسلمين أن ينظروا فى تراثهم وتاريخهم وما أبدعه أسلافهم ليأخذوا منه ما يرونه ملائما لهم فى ظروف زمانهم ومكانهم، وليدعوا منه ما ليس ملائما دون حرج أو تنكر لهذا التراث، فكل يؤخذ من كلامه ويترك إلا المعصوم صلى الله عليه وسلم”.

ولد الشيخ عبد الحليم محمود فى عزبة ابو احمد بقرية السلام مركز بلبيس محافظة الشرقية فى الثانى من جمادى الأولى عام 1328هجرية الموافق 12من مايو عام 1910ميلادية، ونشأ فى أسرة مشهود لها بالتقوى والصلاح والعلم، التحق بالأزهر الشريف عام 1923ميلادية وحصل على شهادة العالمية منه عام 1932، ثم سافر إلى فرنسا على نفقته الخاصة لاستكمال تعليمه، وبالفعل حصل على درجة الدكتوراه فى الفلسفة الإسلامية، ثم عاد إلى مصر وعين مدرسا بكلية اللغة العربية بالأزهر ثم أصبح عميدا لكلية أصول الدين، ثم أمينا عاما لمجمع البحوث الإسلامية، ثم وكيلا للأزهر ثم وزيرا للأوقاف وشئون الأزهر.

ويقول الدكتور طه أبو كريشة عضو هيئة كبار العلماء، إن الإمام الراحل الدكتور عبد الحليم محمود يعد علامة بارزة فى تاريخ الأزهر، سواء من حيث المنظومة الداخلية او الواقع الخارجى الذي كان يعيشه الإمام الراحل فى المجتمع، فبالنسبة للمنظومة الداخلية بالأزهر فإن الإمام الراحل كانت بصماته واضحة فى تطوير المنظومة التعليمية به، ففى المعاهد الدينية بالأزهر فتح المجال واسعا أمام الراغبين فى إنشاء تلك المعاهد على مستوى الجمهورية، حتى بلغت أعدادا كثيرة لها حضورها المشهود بين أيدينا الآن.

عالمية الأزهر

وأضاف: وكذلك الحال بالنسبة لجامعة الأزهر، التى اتسعت مساحتها فى عهد فضيلته فى كل ربوع مصر، وذلك من خلال فروعها فى المحافظات، مما يسر الأمر على الطلاب استكمال دراستهم الجامعية دون مشقة، كما انه مما يحسب لفضيلته فى مجال التعليم الجامعى، أنه فتح المجال أمام الحاصلين على الثانوية العامة لكي يتزودوا بالتعليم الدينى في الأزهر، من خلال الترخيص لهم بالالتحاق بجامعة الأزهر بعد أن يكونوا قد حفظوا قدرا معينا من القرآن وقضوا سنة تأهيلية تسبق سنوات الدراسة فى جامعة الأزهر، مما أسهم فى نشر التعليم الديني الوسطى بين أبناء هذا الوطن. وأشار إلى انه بالنسبة لجهود الإمام الراحل في الخارج، فقد شهد عهده انطلاقا للأزهر غير مسبوق، وذلك من خلال افتتاح مراكز إسلامية متعددة في البلاد الأوروبية،

من أعلام التصوف

وفى سياق متصل، يؤكد الدكتور عبد الغفار هلال الأستاذ بجامعة الأزهر، إن الإمام عبد الحليم محمود-رحمه الله- كان رائدا من رواد الدعوة الإسلامية الكبار، وعالما من العلماء العظام الذين قلما يجود الزمان بمثلهم، كما كان سليم الصدر غيورا على دينه ووطنه، فقد تصدى بكل حزم لكل من ينالون من الإسلام، أو الذين يشككون فى ثوابته، واقفا لهم بالمرصاد سدا منيعا يدافع عن الأزهر وعلمائه ومنهجه الوسطى المعتدل ومنزلته فى قلوب الناس.

وعن دوره فى التجديد يقول: لم يكن الإمام الراحل واقفا أمام النصوص وقفة التقليد، وإنما ينظر إلى النصوص فى إطار ما يفتح الله عليه به، مما يجعل للدين صلة بأمور الحياة، فهو قد تعلم فى الغرب، كما تعلم فى الأزهر، وحاول جاهدا أن يأخذ أفضل ما فى الحضارة الغربية، بحيث تكون الحضارة الإسلامية رائدة لكل حضارات العالم، كما انه لم يكن واقفا أمام تيار المدنية، بل أراد أن يكون الدين له اثر فى الحياة العامة ليس بمعزل عنها، كان يفتى بما ييسر على الناس، دون إفراط أو تفريط، متأسيا بقول النبي عليه الصلاة والسلام فى الحديث الصحيح” أن الدين يسر ولن يشاد الدين أحد إلا غلبه..”، كما انه كان يخاطب الناس على قدر عقولهم، لذلك كتب الله له القبول عند الجميع حتى الذين لم يعاصروه ويروه، فقد عرض الإسلام عرضا جديدا، ساعده على ذلك نزعته الصوفية التى تشكلت بطريقة سليمة فى وجدانه، فانعكس ذلك على سلوكه وجوارحه قولا وفعلا، وذلك لان التصوف يؤدى الى الصلاح والتقوى، مما أهله إلى إن يصبح إماما جليلا وعلما بارزا من أعلام التصوف، ومؤلفاته شاهدة على ذلك. وقد ترك الإمام الراحل ذكرى طيبة فى قلوب الناس فى الداخل والخارج، وأكثر من 60 مؤلفا في التصوف والفلسفة، بعضها بالفرنسية، منها:أوروبا والإسلام، والتوحيد الخالص و الإسلام والعقل، وأسرار العبادات في الإسلام، والتفكير الفلسفي في الإسلام، والقرآن والنبي، والمدرسة الشاذلية الحديثة وإمامها، وفى 17اكتوبر من عام 1978 ميلادية انتقل إلى رحمة ربه بعد أن ملأ الدنيا علما ونورا.

رابط دائم: 
اضف تعليقك
البريد الالكترونى
 
الاسم
 
عنوان التعليق
 
التعليق