رئيس مجلس الادارة

أحمد السيد النجار

رئيس التحرير

محمد عبد الهادي علام

رئيس التحرير

محمد عبد الهادي علام

عصام .. شهيد بتوقيع الإخوان

المنصورة ــ إبراهيم العشماوى :
كان عم إبراهيم الحسيني يشاهد التلفاز مع أسرته البسيطة المكونة من زوجة وأربعة أولاد وبنت ، الجميع كان يتابع بترقب بإهتمام مظاهرات تخريبية لجماعة الإخوان الإرهابية بدمياط حيث يخدم إبنه عصام في الأمن المركزي ، الترقب تحول إلي قلق ودعاء وخوف رهيب وإن كان بعض أفراد الأسرة يحاول بث الطمأنينة في النفوس قائلا أنها بعيدة عن معسكر عصام.

وبعدها بساعتين إتصل أحد زملائه في الوحدة وأخبرهم أن عصام مصاب في المظاهرات نتيجة إعتداء الجماعات الإرهابية بالخرطوش علي رجال الأمن ، وحينما ذهبت الأسرة مهرولة إلي مستشفي دمياط وجدت إبنها جثة هامدة وعدة رصاصات جبانة إخترقت وجهه ورأسه دون رحمة .

عصام هو الإبن الثالث للحاج إبراهيم بعد إبراهيم ومحمد ولديه أخ أصغر إسمه محمود وشقيقة أخري متزوجة ، والأسرة كلها لم تحصل علي أي قسط من التعليم نتيجة الظروف الإجتماعية القاسية التي عاشتها علي مدار سنوات حاول الأب أن يكفي أولاده لقمة العيش والستر ، فالأب لا يملك أرضا للزراعة ويعتمد علي العمل هنا وهناك بذراعه وكتفه وزنده ، تارة يزرع عند غيره وتارة أخري يشتغل بالأجرة عاملا وحاول تعليم أولاده بعض الصناعات الفنية لمساعدته في تأمين الرزق الحلال ، وعصام مثل الأمل الكبير والسند المنتظر لوالديه وإخوته .

بصوت مخنوق بالعبرات والحزن يتحدث عم الشهيد ، الحاج مصطفي الحسيني عن إبن إخيه : مصطفي زينة الشباب وأحسنهم أخلاقا ونحن حتي الآن لا نصدق أن الإخوان قتلوه مع إيماننا الكامل بالله وبقضائه وقدره ، مصطفي كان عريسا يبحث عن بنت الحلال وعليه الدور في الزواج بين إخوته وتقريبا كان متكلم علي إحدي البنات لكن القدر لم يمهله لإكمال نصف دينه .

ويضيف عم الشهيد : والده ووالدته إمتنعوا عن الطعام وعن الشراب ويعيشون لحظات عصيبة وصدمة كبيرة بعد نبأ إستشهاده ، بل أن القرية كلها غاضبة مما جري لولدنا من غدر جبان . وبينما رفض والده ووالدته التحدث لعدم قدرتهما علي الكلام ، طالب جيران عصام بالإنتقام والثأر له في أقرب فرصة حتي يستريح في قبره ، وإقترحوا أن يطلق إسمه علي مدرسة ميت تمامة الإعدادية بالقرية وأن يخلد ذكره كنموذج للشاب الغيور الذي فدي الوطن بروحه ، كما طالب كثير من الأهالي بنظرة حانية من الدولة والحكومة ومحافظ الدقهلية إلي حال الأسرة وتثبيت معاش لوالده وفرص عمل لأشقائه كواجب من الدولة تجاه أبنائها المخلصين .

وكان آلاف المواطنين من قرية ميت تمامة مركز منية النصر والقري المجاورة لها شاركوا في تشييع جثمان الشهيد عصام ولوحظ مشاركة مئات من سيدات القرية اللائي حرصن علي وداع الشهيد بالزغاريد والهتافات المنددة بالجماعة الارهابية.

وحضر الجنازة لفيف من قيادات الشرطة بالدقهلية ودمياط بالاضافة الي العميد سمير الشيخ مامور مركز منية النصر والرائد محمد الشربيني رئيس مباحث منية النصر واللذين تلقوا العزاء مع القيادات العسكرية بعد تشييع الجنازة أمام المقابر.

وبمجرد وصول الجثمان إلي مسجد القرية، تعالت هتافات المشاركين: الله أكبر، وعلت أصوات النساء بالزغاريد، وسط انهيار تام لأشقاء الشهيد ووالده ووالدته، وأدي الجميع صلاة الجنازة علي الجثمان، وخرجوا في مسيرة كبيرة تتقدمهم سيارة الإطفاء، وعزفت الموسيقي العسكرية الألحان الحزينة، فيما ردد المشيعون هتافات: الإرهاب عدو الله.

وصرخت أم الشهيد مرددة : ابني مامتش ابني عايش، وتجمع زملاء الشهيد حول والده لتعزيته وتهدئته من الفاجعة التي تعرض لها، وأكدوا أنهم جميعاً أبناؤه ولن يهدأ لهم بال حتي يقتصوا من القتلة الذين تخفوا وسط النساء في مظاهرات غير مرخصة عزموا فيها علي إزهاق الأرواح والتخريب والقتل ، مؤكدين لهم أن قوات الأمن تمكنت من ضبط المتهم الرئيسي في قتل إبنهم وأنه سوف يحاكم ويحصل علي العقاب الرادع بالقانون . ويؤكد السيد عبدالحليم مجند وأحد زملاء عصام وهو مصاب أيضا أن قوات الأمن توجهت لفض مسيرة إخوانية بميدان سرور، ولدي وصول القوات قامت عناصر الجماعة بإطلاق النيران علي القوات والأهالي بطريقة عشوائية . ذهب عصام إبن قرية ميت تمامة شهيدا ، وفي كل قرية ومدينة شهيد يروي بدمه الزكي الطاهر طريق الأمان والإستقرار ، ومع كل لحظة وداع لشباب في عمر الزهور تزداد اللعنات علي التخريبيين الحاقدين ، ويزيد الإصرار علي إجتثاث الإرهاب من كل ربوع مصر .

رابط دائم: 
اضف تعليقك
البريد الالكترونى
 
الاسم
 
عنوان التعليق
 
التعليق