لكنها رأت منه ما يناقض ذلك تماما.. إنها مروة، سيدة تقترب من سن الثلاثين وكان أبوها فكهانيا بإحدى قرى الصعيد وأمها ربة منزل، ولها ثلاثة إخوة، وقد رحل الأب فى ريعان الشباب وعكفت على تربيتهم بالعمل فى المنازل، وبمعونة أهل الخير، ونالوا جميعا مؤهلات متوسطة، وتزوجوا وصارت لهم بيوت مستقلة، ومنهم مروة التى تزوجت بشاب من القرية المجاورة لقريتهم، وأنجبت منه ثلاثة أبناء أكبرهم عمره ثمانى سنوات والأصغر ثلاث سنوات، وبرغم صعوبة الحياة إلا أن الذى يقلقها هو ضرب زوجها المستمر لها لأتفه الأسباب فهربت إلى بيت والدتها، وظلت تتأرجح بين المعيشة هنا وهناك إلى أن جاء يوم كبلها فيه بالحبال زيادة فى التعذيب لكى توقع على إيصالات أمانة على بياض حتى لايدفع لها أى نفقة أو مؤخر وطردها من البيت بأطفالها، فخرجت وهى حافية القدمين وبعدها تزوج من أخرى كان يحبها، ولم يستدل أحد على عنوانه لكى يدفع لها مستحقاتها، ولا دخل لها ولأولادها، فى الوقت الذى تسكن فيه بإيجار أربعمائة جنيه.. والأمور تتأزم حولها ولا تعرف ماذا تفعل؟
صفاء عبد العزيز