أصبح الغموض هو سمة كل شيء فى حياتنا ويضرب بجذوره
فى جميع المجالات تقريبا، خذ مثلا فى المجال الاقتصادى تجد الأسعار فى ارتفاع مستمر دون مبرر، وقد ضربت بقانون العرض والطلب الشهير فى مقتل، فالمعروض من منتج ما قد تجده بكميات كبيرة ومع ذلك تجد سعره مرتفعا عكس ما ينادى به هذا القانون، فمثلا الطماطم يتراوح سعر الكيلو منها بين خمسة وستة جنيهات، مع أن سعرها منذ أسبوعين كان جنيها واحدا، قس على ذلك كل المنتجات بالأسواق حتى إن التوت المنتشرة أشجاره فى الشوارع ويدوس الناس عليه بأقدامهم بدون قصد بلغ سعره عشرة جنيهات للكيلو الواحد.. فهل لدى أحد إجابة شافية؟ أم أن الغموض هو السمة السائدة من جانب المسئولين؟وفى المجال السياسى تجد الغموض ـ أيضا ـ يكتنف كل جوانبه، فلا تكاد تدري، من مع من؟ ومن ضد من؟، فالعدو مثل الصديق، والصديق مثل العدو، يأتى إلينا العدو فى زيارة كأنه صديق حميم لنا ونحن نعلم عنه غير ذلك، ومع ذلك نقيم له تشريفة عظيمة بالمطار لاستقباله، وتشريفة أخرى عند رحيله. وفى البلاد العربية تجد نفس الغموض، أبناء الوطن الواحد يتقاتلون، فإذا سألت أحدهم لماذا تقتل أخاك؟ يرد عليك: إنه خائن، فإذا سألت الخائن السؤال نفسه أجاب هو الآخر الإجابة نفسها. حتى المجال الأدبى قصة أو شعرا طالته يد الغموض ـ أيضا ـ فقد شاهدت فى إحدى القنوات الفضائية مسابقة فى الشعر فى برنامج يسمى «أمير الشعراء»، قبلها منيت نفسى بسهرة ممتعة مع الشعر والإبداع، فإذا بى قد خاب ظنى وذهب أملى أدراج الرياح، فلقد استمعت إلى هراء وألغاز وطلاسم ولم أفهم شيئا، وقد أحسست أننى أستمع إلى لغة غير اللغة التى نتكلمها، وقلت لنفسى ياربى هل هذا شعر؟، وتذكرت على الفور مقولة الأديب العالمى «نجيب محفوظ» فى هذا الشأن: (الطلاسم والألغاز فى العمل الأدبى لا تعد إبداعا ولا يظن من يفعل ذلك أنه مبدع).
رابط دائم: