رئيس مجلس الادارة

أحمد السيد النجار

رئيس التحرير

محمد عبد الهادي علام

رئيس التحرير

محمد عبد الهادي علام

.. ‬وللمرأة‭ ‬نصيب فى‭ ‬مدرسة‭ ‬الحبيب‭ ‬محمد

الحديث‭ ‬عن‭ ‬نبى‭ ‬البشرية‭- ‬محمد‭ ‬عليه‭ ‬أفضل‭ ‬الصلاة‭ ‬والسلام‭- ‬يبقى‭ ‬دائما‭ ‬كالبئر‭ ‬التى‭ ‬لا‭ ‬تنضب‭ ‬أبدا؛‭ ‬مهما‭ ‬ارتشفت‭ ‬منها‭ ‬ازددت‭ ‬شوقا‭ ‬إلى‭ ‬المزيد‭. ‬قبل‭ ‬أيام‭ ‬صدر‭ ‬عن‭ ‬دار‭ ‬الفكر‭ ‬العربى‭ ‬كتاب‭ ‬جديد‭ ‬عن‭ ‬حياة‭ ‬الرسول‭ ‬الكريم‭ ‬بعنوان ‭‬‮«‬محمد‭ ‬صلى‭ ‬الله‭ ‬عليه‭ ‬وسلم‭ ‬إنسانا‭ ‬ومعلما‭ ‬للمرأة‮»‬‭.. ‬ من‭ ‬تأليف‭ ‬الدكتورة‭ ‬سامية‭ ‬منيسى‭.. ‬أستاذة‭ ‬التاريخ‭ ‬الإسلامى‭.‬

‭يبدأ‭ ‬الكتاب‭ ‬بمقدمة،‭ ‬شرحت‭ ‬فيها‭ ‬المؤلفة‭ ‬مدى‭ ‬الرقى‭ ‬الذى‭ ‬تعامل‭ ‬به‭ ‬الرسول‭ ‬الكريم‭ ‬مع‭ ‬كل‭ ‬النساء‭ ‬اللائى‭ ‬أحطن‭ ‬به،‭ ‬بدءا‭ ‬من‭ ‬أمّه‭ ‬فى‭ ‬الرضاعة‭ ‬حليمة‭ ‬السعدية،‭ ‬مرورا‭ ‬بزوجاته‭ ‬وبناته‭ ‬وحفيداته،‭ ‬وانتهاء‭ ‬بكل‭ ‬الصحابيات‭ ‬اللاتى‭ ‬عشن‭ ‬فى‭ ‬حياته‭. ‬تقول‭ ‬المؤلفة‭» : ‬كان‭ ‬للمرأة‭ ‬دور‭ ‬بارز‭ ‬فى‭ ‬مدرسة‭ ‬الرسول؛‭ ‬فاتخذن‭ ‬منه‭ ‬الأسوة‭ ‬الحسنة،‭ ‬وكانت‭ ‬هناك‭ ‬رائدات‭ ‬بارزات‭ ‬فى‭ ‬بناء‭ ‬الأمة‭ ‬الإسلامية‭ ‬فى‭ ‬عهده‭ ‬وما‭ ‬بعده‭.. ‬فى‭ ‬ميادين‭ ‬الجهاد‭ ‬فى‭ ‬سبيل‭ ‬الله؛‭ ‬سواء‭ ‬بالهجرة،‭ ‬أو‭ ‬بحمل‭ ‬السلاح،‭ ‬أو‭ ‬المجاهدة‭ ‬بالمال‭ ‬والنفس‭ ‬والولد‭.. ‬أو‭ ‬فى‭ ‬ميدان‭ ‬رواية‭ ‬الحديث،‭ ‬أو‭ ‬الشاعرات،‭ ‬أو‭ ‬الفقيهات‭.. ‬وكانت‭ ‬لهن‭ ‬بصمات‭ ‬واضحة‭ ‬امتدت‭ ‬عبر‭ ‬التاريخ‭ ‬وحتى‭ ‬يومنا‭ ‬هذا‭.«‬

الكتاب‭ ‬ينقسم‭ ‬إلى‭ ‬ثلاثة‭ ‬فصول‭ ‬وخاتمة؛‭ ‬ففى‭ ‬الفصل‭ ‬الأول‭- ‬الذى‭ ‬حمل‭ ‬عنوان‭ ‬محمد‭ ‬الإنسان‭.. ‬صلته‭ ‬بمحارمه‭ ‬ونساء‭ ‬أهل‭ ‬بيته‭- ‬تتناول‭ ‬المؤلفة‭ ‬علاقة‭ ‬محمد‭ ‬(الابن‭ (‬بأمهاته‭ ‬فى‭ ‬الرضاعة،‭ ‬مثل‭ ‬ثويبة‭ ‬جارية‭ ‬أبى‭ ‬لهب،‭ ‬أو‭ ‬حليمة‭ ‬السعدية،‭ ‬أو‭ ‬أم‭ ‬أيمن‭ ‬بركة‭. ‬وتنتقل‭ ‬بعد‭ ‬ذلك‭ ‬إلى‭ ‬علاقة‭ ‬الرسول‭ ‬الكريم‭ ‬بأخته‭ ‬الشيماء‭.. ‬ثم‭ ‬بعماته‭ ‬وخالاته‭ ‬وذوات‭ ‬رحمه‭.. ‬وعلاقته‭ ‬ببناته؛‭ ‬وهن‭ ‬زينب،‭ ‬ورقية،‭ ‬وأم‭ ‬كلثوم،‭ ‬وفاطمة‭ ‬الزهراء‭.. ‬ثم‭ ‬بحفيدتيه‭ ‬زينب‭ ‬ابنة‭ ‬فاطمة‭ ‬وعلى‭ ‬بن‭ ‬أبى‭ ‬طالب،‭ ‬وأمامة‭ ‬ابنة‭ ‬ابنته‭ ‬زينب‭.‬

وفى‭ ‬الفصل‭ ‬الثانى‭ - ‬الذى‭ ‬حمل‭ ‬عنوان‭ ‬محمد‭ ‬الزوج ‭ - ‬سنقرأ‭ ‬قول‭ ‬أم‭ ‬المؤمنين‭ ‬عائشة‭ ‬زوج‭ ‬النبى‭ ‬رضى‭ ‬الله‭ ‬عنها‭:‬‮«‬‭ ‬كان‭ ‬الرسول‭ ‬أحسن‭ ‬الناس‭ ‬خلقا،‭ ‬لم‭ ‬يكن‭ ‬فحاشا‭ ‬ولا‭ ‬متفحشا،‭ ‬ولا‭ ‬صخابا‭ ‬فى‭ ‬الأسواق،‭ ‬ولا‭ ‬يجزى‭ ‬السيئة‭ ‬مثلها‭ ‬ولكن‭ ‬يعفو‭ ‬ويصفح‮‬‭. «‬وفى‭ ‬هذا‭ ‬الفصل‭ ‬سنجد‭ ‬شرحا‭ ‬لكيف‭ ‬كان‭ ‬الرسول‭ ‬ينفق‭ ‬على‭ ‬زوجاته،‭ ‬وكيف‭ ‬أنه‭ ‬كان‭ ‬دائم‭ ‬الصدق‭ ‬معهن،‭ ‬وما‭ ‬تفاصيل‭ ‬حياته‭ ‬فى‭ ‬بيوتهن،‭ ‬وعن‭ ‬محنة‭ ‬حادث‭ ‬الإفك‭ ‬مع‭ ‬عائشة‭ ‬عندما‭ ‬اتهمها‭ ‬المنافقون‭ ‬باتهامات‭ ‬باطلة‭ ‬فنزل‭ ‬القرآن‭ ‬الكريم‭ ‬يبرئها‭ ‬فى‭ ‬سورة‭ ‬النور‭. ‬وبطبيعة‭ ‬الحال‭ ‬لم‭ ‬تنس‭ ‬المؤلفة‭ ‬فى‭ ‬ختام‭ ‬هذا‭ ‬الفصل‭ ‬أن‭ ‬تقدم‭ ‬لنا‭ ‬شرحا‭ ‬للحكمة‭ ‬من‭ ‬تعدد‭ ‬زوجات‭ ‬الرسول‭ ‬الكريم‭.. ‬فتقول‭: ‬‮«‬إن‭ ‬هذا‭ ‬التعدد‭ ‬كان‭ ‬لحكمة‭ ‬إلهية؛‭ ‬تشريعية؛‭ ‬أو‭ ‬اجتماعية؛‭ ‬أو‭ ‬دينية‭.. ‬وكان‭ ‬معظم‭ ‬هؤلاء‭ ‬الزوجات‭ ‬كبيرات‭ ‬فى‭ ‬السن،‭ ‬فجاء‭ ‬زواجه‭ ‬منهن‭ ‬لحمايتهن‭ ‬وأولادهن‭.. ‬وليقتدى‭ ‬به‭ ‬الصحابة‭ ‬فى‭ ‬توفير‭ ‬تلك‭ ‬الحماية»‮‬‭.‬ وننتقل‭ ‬بعد‭ ‬ذلك‭ ‬مع‭ ‬الدكتورة‭ ‬سامية‭ ‬منيسى‭ ‬إلى‭ ‬الفصل‭ ‬الثالث‭- ‬الذى‭ ‬حمل‭ ‬عنوان‭ ‬محمد‭ ‬معلما‭ ‬للمرأة‭- ‬فنقرأ‭ ‬حديثا‭ ‬عن‭ ‬المجاهدات‭ ‬فى‭ ‬سبيل‭ ‬الله‭ ‬بكل‭ ‬أنواع‭ ‬الجهاد،‭ ‬وكذلك‭ ‬راويات‭ ‬الحديث‭ ‬والشاعرات‭ ‬والفقيهات‭. ‬والواقع‭ ‬أن‭ ‬هذا‭ ‬الفصل‭ ‬من‭ ‬أمتع‭ ‬ما‭ ‬تضمنه‭ ‬الكتاب،‭ ‬نظرا‭ ‬لعدم‭ ‬معرفة‭ ‬الكثيرين‭ ‬منا‭ ‬بمعظم‭ ‬النساء‭ ‬اللاتى‭ ‬تحدثت‭ ‬عنهن‭ ‬المؤلفة‭. ‬ويبقى‭ ‬أن‭ ‬الكتاب،‭ ‬الذى‭ ‬يقع‭ ‬فى‭ ‬128‭ ‬صفحة،‭ ‬موثق‭ ‬بعدد‭ ‬وافر‭ ‬من‭ ‬المراجع،‭ ‬بما‭ ‬يزيد‭ ‬على‭ ‬70‭ ‬مرجعا‭. ‬والدكتورة‭ ‬المنيسى‭ ‬حاصلة‭ ‬على‭ ‬الدكتوراه‭ ‬من‭ ‬جامعة‭ ‬القاهرة،‭ ‬وعملت‭ ‬أستاذة‭ ‬بكليات‭ ‬البنات،‭ ‬وبجامعة‭ ‬الملك‭ ‬خالد‭ ‬بالمملكة‭ ‬العربية‭ ‬السعودية،‭ ‬وهى‭ ‬عضو‭ ‬بالمجلس‭ ‬الأعلى‭ ‬للشئون‭ ‬الإسلامية،‭ ‬ولها‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬25‭ ‬كتابا‭ ‬فى‭ ‬مجال‭ ‬السيرة‭ ‬النبوية‭ ‬والصحابة‭ ‬والمرأة‭ ‬فى‭ ‬الإسلام‭.. ‬وغيرها‭. ‬

 

الكتاب‭: ‬محمد [ ‭ ‬إنسانا‭ ‬ومعلما‭ ‬للمرأة

المؤلفة‭: ‬د‭. ‬سامية‭ ‬منيسى

الناشر‭: ‬دار‭ ‬الفكر‭ ‬العربى‭ ‬2015‭ ‬

رابط دائم: 
اضف تعليقك
البريد الالكترونى
 
الاسم
 
عنوان التعليق
 
التعليق