رئيس مجلس الادارة

أحمد السيد النجار

رئيس التحرير

محمد عبد الهادي علام

رئيس التحرير

محمد عبد الهادي علام

المغامرة الخطرة

فوزية فتاة فى الصف الثالث الثانوى، عمرها ثمانية عشر عاما، ووالدها عامل بعقد مؤقت فى إدارة الصرف الصحى،

 وهى البنت الوحيدة له وأصغر أشقائها الثلاثة، وتقيم مع الأسرة فى شقة بالدور الثالث بمنزل العائلة فى محافظة الشرقية، وذات يوم منذ عام ـ تقريبا ـ كانت فوزية تلتقط قطعة ملابس خاصة بها من على حبل الغسيل المثبت فى «البلكونة»، فسقطت منها على سلك الكهرباء المدلى من عامود الإنارة فى الشارع، ولحرصها الشديد على استعادتها قبل أن يلتقطها أو يراها أحد غيرها، بحثت عن شىء سريعا تستخدمه، فلم تجد أمامها سوى ماسورة حديد طويلة، فاستعملتها دون تفكير فى مدى تأثير هذه المغامرة الخطرة على حياتها، حيث إنها بمجرد بدء محاولتها لرفع قطعة الملابس من على السلك صعقتها الكهرباء، وأطاحت بها فى الشارع مغشيا عليها بين الحياة والموت، فى حالة يرثى لها.

فقد أصيبت بجرح كبير فى رأسها تسبب فى نزيف شديد، وما أن تم نقلها إلى المستشفى، حتى تم إسعافها أولا بخياطة الجرح الذى تعدى عشرين سنتيمترا، كما تم عمل أشعات وتحاليل لها وتبين وجود كسور فى العمود الفقرى، مما أدى إلى إصابتها بشلل نصفى، وخضعت لجراحة عاجلة لتثبيت الفقرات.

وأفاد الأطباء بضرورة عمل جلسات العلاج الطبيعى لها فى مركز متخصص، وتكلف علاجها الكثير، خاصة أنها كانت تحتاج إلى إسعاف مجهز لنقلها من بلدتها إلى القاهرة، وهذا بخلاف نفقات السفر، وثمن الجلسات أسبوعيا، وقد بدأت حالتها فى التحسن تدريجيا حتى إنها يمكنها حاليا الوقوف على قدميها لمدة خمس دقائق بواسطة عكازين، وهى مازالت تحت العلاج، وتخضع لجلسات العلاج الطبيعى المكثف، والذى يتكلف بالإقامة فى المركز الطبى نحو ألف جنيه يوميا، ونظرا لظروف عمل والدها وإمكاناته المحدودة، فقد تولى عمها الكبير نفقات علاجها والانتقالات، والإقامة، وأنفق كل ما يملك، واستدان من أقاربه فى سبيل إنقاذها، ولكنه هو الآخر لم يعد يستطيع تحمل مزيد من النفقات، حيث أنه على المعاش، ولديه أبناء فى التعليم، ويقف أمام حالة ابنة أخيه مكتوف اليدين، وينظر إليها متأملا حالها بعد هذا الحادث الأليم، ويتمنى استكمال مشوار علاجها حتى لا تتدهور حالتها ثانية، ولكى تهدأ أسرتها وتستقر حالها.

إيناس الجندى

رابط دائم: 
اضف تعليقك
البريد الالكترونى
الاسم
عنوان التعليق
التعليق