رئيس مجلس الادارة

أحمد السيد النجار

رئيس التحرير

محمد عبد الهادي علام

رئيس التحرير

محمد عبد الهادي علام

أنا لاأحبك ميتا

مدحت منير
ربما أكون قد عرفته أقل مما يجب، عندما شعرت فى لحظة ما أنى أعرفه جيدا. فأنا دائما على عهدى أحرص على أن أبتعد عن النجوم لأن الهواء فاسد والسماء شاحبة , فقلت فى نفسى عندما اقترح بعض الأصدقاء زيارته منذ عدة أعوام

(لكم عبد الرحمانكم ولى عبد الرحمانى) لأننى كنت دائما أخشى أن تتغير فى نفسى صورة الرجل الذى فتح أمامى بوابة الشعر والثورة فى مقتبل العمر فأكتفيت بنصيبى منه، ولكنه فاجأنى قبيل رحيله بساعات عندما قال للإعلامية المشهورة ( المرض شغال فى ناحية وأنا شغال فى ناحية تانية خالص)... فعرفت أنه هو..... الشاعر الذى لم تخطئه الحياة.استطيع الزعم بكثير من الإطمئنان أنك أذا أردت أن تعرف كيف تجلت الواقعية الأشتراكية على أرض مصر فعليك بأعمال كثيرة لكتاب عظام أبرزها (جوابات حراجى القط) و(أحمد سماعيل) و(الأرض والعيال) وغيرها من الأعمال الأولى للأبنودى


لكن .....


هل أتخذ هو من الأيديولوجيا متكئا لشاعريته فى هذه الأعمال؟


لاأظن


فهو شأنه شأن أى فنان عظيم يعى جيدا أنه لايليق بفنه أن يعيش متطفلا على الأفكار، لكنه فطن بموهبته الكبرى أن للفن مهاما أخرى غير إعادة إنتاج الشعار، لأنه يقع فى المنطقة التى تعيد للأفكار أنسانيتها لكى تستطيع أن تسكن الأرض لا أن تحلق فى الفضاء وهو ربما لذلك لم يجد أبدع من مأثوره الشعبى لكى يتماهى معه ليصل خطابه الأدبى والإنسانى إلى فقراء هذا الوطن محمولا على أجنحة الوعى والجمال حاضنا رائحة الألم والحلم.


وربما لهذا السبب تحديدا توجوه سماسرة النجوم على أنه الشاعر صاحب لهجة الجنوب بينما هو شاعر بحجم الوطن


وجعل من المغنين أن يحسبوه أحد عناصر الغناء وهو الغناء كله


وجعل من أنصاف الثوار يرددونه فى الميادين ثم يرجمونه فى عزلته بينما كان قلبه أحد ميادين الثورة


فهو الطائر الذى رفرف على سواعد التراحيل بين صخور السد


وأنات الشواديف على مشارف الحقول


وقصف المدفعية على ضفاف القناة


وجدران المعتقل حين أعتصر القلب


 

(أنا اللى مشوارى رحيل

منك لكى


أنا اللى لاجئ لك


وأنا المظلوم بكى


وأنا أستحق الصلب يوم الأحتفال


أنا استحق الزهر


يوم الأحتفال


وأنا أستحق أتلعن


وانبكى)


 


(صمت الجرس)


 


فياصديقى عبد الرحمن.....


أنا لاأحبك ميتا مثلهم


لم أسير فى جنازتك


لأنى ....


أسعى اليك حيا دائما


 


وياأصدقائى


أعرفوه معى


أحبوه حيا


ربما أستطعنا فى لحظة ما


أن نبكى حيواتنا


بكاءً حراً

رابط دائم: 
اضف تعليقك
البريد الالكترونى
 
الاسم
 
عنوان التعليق
 
التعليق