رئيس مجلس الادارة

أحمد السيد النجار

رئيس التحرير

محمد عبد الهادي علام

رئيس التحرير

محمد عبد الهادي علام

السياحة تتجاهل كهف «وادى سنور»!

بنى سويف – مصطفى فؤاد:
يعد «كهف وادى سنور» بمحافظة بنى سويف، تحفة جيولوجية فريدة ونادرة الوجود من نوعها باعتراف خبراء الكهوف الدوليين وأساتذة الجيولوجيا بالجامعات المصرية، فمنذ أن تم اكتشافه فى عام 1989م من القرن الماضى - بالصدفة المحضة - فى أثناء العمل فى محجر الألباستر رقم 54 الواقع بمنطقة جبل وادى سنور بشرق النيل فى بنى سويف، والدراسات والبحوث التى أجريت حوله لا تهدأ ولا تتوقف مطالبة بتنميته وتطويره والاستفادة منه كأحد أهم وأبرز روافد الاستثمار السياحي، الذى يدر أرباحا كبيرة إذا ما تم استغلاله على الوجه الأمثل.

يقع الكهف بصحراء مصر الشرقية على بعد 70 كيلو مترا جنوب شرق محافظة بنى سويف بمنطقة محاجر الالباستر، التى تم اكتشاف بعضها واستغلالها فى عهد الفراعنة، وفى عهد ( محمد على ) تم اكتشاف البعض الآخر منها، والذى استغلها فى استخراج خام الالباستر (المرمر الأحمر )، الذى استخدمه فى تكسية جدران مسجده الشهير والنافورات التى أقامها حوله بقلعة ( صلاح الدين الأيوبى ) واختبأ بنفس المنطقة الرئيس الراحل ( أنور السادات ) أثناء مطاردة الإنجليز له بعد فصله من الجيش وقبل قيام ثورة يوليو وعودته للجيش مرة أخري، كما قام المفكر الشهير الراحل الدكتور (مصطفى محمود ) فور سماعه عن هذا الكشف العظيم بزيارة الكهف وتصويره من الداخل بكاميرات الفيديو الحديثة وأعد فيلما تسجيليا مفصلا عن الكهف . 

ويتميز كهف وادى سنور بتكويناته الجيولوجية الفريدة من نوعها وشكله (الهلالى ) النادر على مستوى العالم، ويعتبر ظاهرة مثالية لقطاع (الكارست ) المتكامل وتكوينات الحجر الجيرى المتبلورة، والتى أضفت عليه جاذبية وجمالا خلابا ووضعته فى مصاف التكوينات الارضية الطبيعية النادرة، كما أنه يعتبر كهفا نموذجيا نادرا لترسيب مادة كربونات الكالسيوم فى صورها المتعددة، والتى تنتج عن عوامل التعرية (الكارستية)، حيث يعد هذا الكهف واحدا من أهم مظاهرها النادرة فى العالم، وهو كهف طبيعى يتراوح عمره من 36 إلى 40 مليون سنة فى العصور السحيقة، نتج من تأثير عوامل الإذابة على الحجر الجيرى الأيوسينى الموجود بجبل سنور. 

ورغم مرور ما يقرب من ربع قرن على اكتشاف كهف وادى سنور وإعلانه كمحمية طبيعية يتوجب تنميتها وتطويرها واستغلالها سياحيا عن طريق تحويلها لمزار سياحى عالمي، إلا أنه ومع مرور الوقت وتبدد الآمال على صخرة الروتين والواقع الأليم، فإن الجهود التى بذلت لتنمية وتطوير المحمية، لم تر النور حتى الآن وتحولت لمجرد حبر على ورق .

وفى شهر نوفمبر من عام 1994، تعرضت منطقة المحمية لسيول جارفة تسببت فى تسرب المياه إلى داخل أرضية الكهف، وتكرر نفس المشهد فى مارس عام 1995، ولكن بصورة أشد وهو ما لفت الأنظار وقتها إلى مدى ما تمثله السيول من خطورة بالغة على تكوينات الكهف الداخلية، الأمر الذى دعا المسئولين بجهاز شئون البيئة إلى الإسراع فى إعداد وتنفيذ عدد من مخرات السيول بالمنطقة لحمايتها من آثار السيول المدمرة، وقام جهاز شئون البيئة بالتعاقد مع إحدى الشركات لإنشاء مبنى إدارى وعلمى للمحمية، وتم الانتهاء منه وتسليمه بالفعل بتاريخ 10 يناير 1996، ومنذ ذلك التاريخ لم تشهد منطقة المحمية أى جهود تطوير تذكر لتنميتها وتحويلها إلى مزار سياحى عالمى وتحولت لمجرد محمية طبيعية على الورق لا أكثر وتم إغلاقها بالضبة والمفتاح .

  الدكتور مصطفى حسين كامل، وزير الدولة لشئون البيئة فى حكومة ما بعد ثورة يناير، أصدر توجيهاته بتشكيل لجنة من الإدارة المركزية للمحميات الطبيعية بوزارة البيئة بالتعاون مع مركز الحد من المخاطر بجامعة القاهرة من أجل تطوير وتدعيم كهف وادى سنور والمنطقة المحيطة به، وذلك بهدف إعادة فتح الكهف كمزار سياحى بيئى بمحافظة بنى سويف، على أن يتم ذلك بعد الانتهاء من الدراسات والأبحاث الجيولوجية والهندسية اللازمة على الكهف والمنطقة المحيطة به .

 ورغم أهمية القرار الذى جاء معبرا عن اتجاه الدولة لتنمية واستغلال الموارد الطبيعية وتحقيق الاكتفاء الذاتى من خلالها، إلا أنه لم ير النور حتى الآن وبرغم تعاقب المحافظين على بنى سويف منذ ذلك التاريخ .

من جانبه، اكتفى المستشار محمد سليم محافظ بنى سويف بتنمية الكهف سياحيا، بالإشارة إلى أن الاستثمار السياحى من أهم الأولويات فى المرحلة الحالية، ويتم دراسته كأحد أهم الملفات التى يتم العمل عليها منذ توليه المسئولية لاستغلال الروافد السياحية بالمحافظة الاستغلال الأمثل، مضيفا أنها مسألة وقت فقط لوضع التصورات التى تلزم للبدء فى عملية تطوير واستغلال كل المقاصد فى بنى سويف .

رابط دائم: 
اضف تعليقك
البريد الالكترونى
الاسم
عنوان التعليق
التعليق