رئيس مجلس الادارة

أحمد السيد النجار

رئيس التحرير

محمد عبد الهادي علام

رئيس التحرير

محمد عبد الهادي علام

المرأة..وحكاية عيد العمال

منى الشرقاوى :
تحتفل دول كثيرة من العالم فى "الأول من مايو" من كل عام بعيد العمال، وإذا كان هذا اليوم إجازة رسمية للعاملين فى الدولة، فماذا تقول عنه السيدات اللاتى لايحصلن على إجازة وماذا يردن منه؟

تقول ناهد: وكما يطلقون عليها "أم ريهام" أعمل فى الأسواق فى تنظيف الطيور حتى أربى بناتى الخمس بعد أن هجرنى زوجى ولا أعلم شيئا عن هذا العيد، ورغم ذلك كل ماأتمناه شقة بإيجار زهيد تأوينى أنا وبناتى، لأننى أسكن فى شقة إيجار جديد بـ 500 جنيه، وأتركها كل عامين وأبحث عن أخرى ولكنها بتكون أغلى.

أما عبير: وهى تعمل فى بيع "الجرجير" فى السوق، فتقول لايهمنى عيد ولاإجازة، كل مايهمنى أن نجد العلاج، لأن والدى توفى بسبب نقصه بعد " مادوخنا " فى البحث عنه بالمستشفيات الحكومية.

8 ساعات عمل شيكاغو

وتعود نشأة عيد العمال إلى عام  1869 حيث شكل عمال صناعة الملابس بفيلادلفيا فى أمريكا ومعهم بعض عمال الأحذية والأثاث وعمال المناجم منظمة "فرسان العمل" كتنظيم نقابى يكافح من أجل تحسين الأجور وتخفيض ساعات العمل.

وجاء أول مايو 1886 ليشهد أكبر عدد من الإضرابات العمالية فى يوم واحد فى تاريخ أمريكا، حيث وصل عدد الإضرابات التى أعلنت فى هذا اليوم نحو خمسة آلاف إضراب واشترك فى المظاهرات 340 ألف عامل، وكان الشعار المطلبى المشترك لأحداث هذا اليوم هو "من اليوم ليس على أى عامل أن يعمل أكثر من 8 ساعات"، وفى مدينة شيكاغو احتفل العمال وتظاهروا فى أول مايو لتخفيض ساعات العمل، وكان شعارهم "ثمانى ساعات للعمل – ثمانى ساعات راحة – ثمانى ساعات للنوم".

وفى أوروبا تمت الدعوة فى المؤتمر التحضيرى الذى أصبح فيما بعد الأممية الاشتراكية الثانية فى 1889، لمظاهرات متزامنة فى المدن الأوروبية لليوم الأول من مايو 1890 من أجل المطالبة بقانون يحدد ساعات العمل إلى ثمانى ساعات. وكان القرار قد أصدره من قبل الجناح اليسارى الماركسى فى باريس فى يوليو 1881 بمناسبة العيد المئوى للثورة الفرنسية، ودعا القرار لمظاهرات عمالية أممية فى نفس اليوم وبنفس المطالب لقانون الثمانى ساعات، وبما أن اتحاد العمل الأمريكى كان قد قرر مسبقا أن ينظم مظاهرات مشابهة فى الأول من مايو 1890 تم اختيار نفس اليوم للتظاهر فى أوروبا، ولكن الذى حدث فى مظاهرات أول مايو 1890 فاق كل التوقعات، وقد كان أحد أسباب ذلك هو التوقيت من الناحية السياسية، فقد تزامنت تلك اللحظة السياسية مع انتصارات مهمة للحركة العمالية، وتقدم كبير فى وعى وثقة الطبقات العاملة الأوروبية. ففى بريطانيا تكونت موجة جديدة من النقابات إثر الإضراب الضخم لعمال الموانى فى 1889، وفى ألمانيا حقق الاشتراكيون مكسبًا مهمًا حين رفض البرلمان الألمانى فى نفس العام الإبقاء على قوانين بيز مارك المناهضة للاشتراكية، واستطاع الحزب أن يضاعف من أصواته فى الانتخابات العامة. واستطاع أن ينال أكثر من 20 بالمائة من مجموع الأصوات، وفى بلد تلو الآخر أخذت الحكومات البرجوازية تحول احتفال أول مايو من يوم احتجاج وصراع طبقى إلى يوم استيعاب وتعاون طبقى.

عبد الناصر.. وأول عيد رسمى للعمال فى مصر

وفى مصر أيضًا كان هناك تراث عمالى مستقل للاحتفال بعيد العمال، بدأ فى عام 1924، حيث نظم عمال الإسكندرية احتفالاً كبيرًا فى مقر الاتحاد العام لنقابات العمال، ثم ساروا فى مظاهرة ضخمة حتى وصلت إلى سينما "باريتيه. وتم تنظم المسيرات والمؤتمرات طوال الثلاثينيات والأربعينيات رغم الصعوبات والقمع، ولكن مع وصول الرئيس جمال عبد الناصر إلى السلطة، والتأميم التدريجى للحركة العمالية أخذت المناسبة شكلا رسميًا وتم استيعاب المناسبة، وفى عام 1964 أصبح الأول من مايو عطلة رسمية يلقى فيها رئيس الجمهورية خطابًا سياسيًا أمام قيادات هؤلاء النقابيين .

رابط دائم: 
اضف تعليقك
البريد الالكترونى
 
الاسم
 
عنوان التعليق
 
التعليق