وهي تعين علي تحمل لحظات التشكل والظلمات العابرة لكي يظهر الحق وتتجلي الحقيقة، ويصبح النور منهمرا ومتدفقا كاسحا في طريقة كل اسباب التعامل في الملاحظة، وربط الاجزاء وصولا الي حالة تكامل لكل مايحوطنا في هذا الوجود، فيما يسهل التوصل الي حكمة وعظمة خالقه. إن ارتكاب العقل علي المخاوف من المجهول من كل النواحي، يحد من قدرات العقل من تلمس جوانب وخفايا الاحداث ومجاراتها، ويتحول الخوف من هذا المجهود الي لغة الخطف والجري، وتوقع ما لم ولن يحدث، فنخمس في لحظة شديدة العقد عمرا وتأثيرا، ويكاد يتوقف مشوار البحث لمن الاسباب والتفاصيل والخارج، ويتعرقل المنهج كله. ويقف العقل قاصرا عن الادراك والحركة وحتي عن عدم تحمل النتائج. أيضا يصبح التوصل الي قوانين عامة تحكم حركة الكون بما فيها من خصوصية الآداء الفردي موقوفا أو معطلا، وبدلا من الخروج برؤية قوانين الخالق في كونه وخلقه اضناء التفاعلات واشتباك الاداءات علي سبيل الاعتبار والشكر لدقة واحكام صنعه، نجد التبرم والسخط الذي هو سبيل أكيد للتشاحن والتغابن والتربص وهدر الطاقات.
ان الفهم القاصر لمعني الايمان. حتي لو كانا ايمانا بفكره، وليس الايمان بالخالق لا يبني إلا علي التدبر والتمهل في الرصد والاعتبار من الفائت للتعامل مع الآتي وحتي مع القادم.
فالبحث عن ذات الخالق لايجوز الا في سننه، ولايمكن أن نتصور أن تكون البراهين الدالة علي وجوده إلا بالنظر في جميل صنعه بدقته، وعدم تماثله أو حتي اقترابه من أي قدرات بشرية مهما عظم شأنها.
أما ادراك القوانين بالعقل أو حتي النظر أو اللمس، يتيح اتساع القلب ليكون شاهدا ومشهودا عليه بالاقدار علي عظمة الخالق.
أتصور أن هذه المهمة ممكنة وقد اباحها الله لنا، لتكون المدخل الوحيد للتسليم والتوحيد، فتحقق كل معاني العبودية المبنية علي حقائق سلم وصدق عليها العقل الذي هو متسع الحكمة، فلا يمكن تلمس عظمة وتميز الخالق إلا بادراك البيان المحكم لكل ما خلق، وهو ادراك يتجدد كلما سعينا للمزيد من الفهم المتبصر بعظمة هذا الخالق التي تنعكس علي خلقه، وذلك استنادا «لي» «وما أوتيتم من العلم الا قليلا» سبحانه يبدل ولا يتبدل، وبنظرة متفحصة لهذا الكون سوف نري الله في أروع صورة لا نملك أمامها إلا أن نقول سبحان الله.