عمرى تسعة وثلاثون عاما، ولم أتزوج حتى الآن، إذ سافرت بعد التخرج للعمل فى الدول العربية، وعدت إلى مصر منذ فترة وجيزة، وعندما تقدمت لأكثر من واحدة ممن رأيت أنهن مناسبات لي، واجهتنى «أزمة السن» فعندما أبوح لأحداهن بسنى تعتذر على الفور لأننى «كبير» واستغربت جدا أن يكون تفكير الكثيرين منصبا على مسألة السن وحدها، التى لا تصلح معيارا لنجاح الحياة الزوجية، فكم من زيجات تمت بين شباب وفتيات متقاربين فى الأعمار، ولم تحقق النجاح، وبعضها فشلت بعد أيام من الزواج.
لقد فكرت فى الزواج من فتاة عربية، فما عرفته عن البنات فى الدول العربية أنهن لا ينظرن إلى السن بهذه النظرة الضيقة التى ينظر بها المصريون إلى فارق العمر، ثم فكرت فى الزواج من أجنبية لكن هذا الطريق لا أعرف نهايته.
وأنى أسألك: هل أفقد الأمل فى الزواج من فتاة تناسبنى فكريا واجتماعيا بعيدا عن السن؟.. إننى أشعر بخيبة الأمل، وأخشى ما أخشاه أن أرتبط لمجرد الزواج، ثم يحدث الطلاق، فبمادا تشير عليّ؟!.
ولكاتب هذه الرسالة أقول:
ليست هناك قواعد جامدة للزواج الناجح فيما يتعلق بالسن، والأفضل أن يكون الزوجان متقاربى العمر، ومن الأفضل ألا يزيد فارق السن بينهما على عشر سنوات، فكلما اتسع الفارق زادت فجوة التفكير، ويجد كل منهما نفسه بعيدا عن الآخر تلقائيا، ولذلك فإن التوافق العمرى مع الشروط الأخرى من التقارب الثقافى والفكرى والاجتماعى والمادى هى العوامل المؤهلة للزواج الناجح، كما أن عمرك ليس بالسن الكبيرة التى وصفتها، وأغلب الظن أنك طرقت أبواب فتيات دون سن العشرين، ولذلك أرى أن تعيد النظر فى المسألة برمتها، وهناك المئات من الفتيات المناسبات لك، فاختر من بينهن من ترتاح إليك وترتاح إليها، أما التفكير فى الزواج من أجنبية سواء من دولة أوروبية أو عربية، فإنه سوف يجر عليك المتاعب لأسباب كثيرة، وربما اشترطت عليك أن تسافر معها، مع فى ذلك من مغامرة غير محسوبة العواقب، فاهدأ وفكر فى الأمر جيدا، وخذ قرارك على بينه، وفقك الله وسدد خطاك.