فهناك نسبه كبيرة من العرائس مازالن يفضلن الحمامات الشعبيه على -الجاكوزى والسونا- والأساليب التجميلية الحديثة فى ليالى العرس ولازالت النساء يبحثن عن الحمامات الشعبية ليقضين فيها أياما بطولها بحثا عن الاسترخاء ويفضنها عن الحديثة باهظة الأثمان، ويؤكدن أن للحمام الشعبى رواده ومحبيه من جميع المستويات الاجتماعية ففى أرجائة عبق التاريخ وأصالة المهنة وجودتها وفى أحواضها راحة للأبدان.
محمود الحمامجى صاحب حمام التلات بابو العلا يؤكد على زيادة الاقبال حمامه الشعبى خلال فترتى الربيع والصيف، وأن رواد حمامه الشعبى من جميع فئات المجتمع خاصة من السيدات حيث أن الحمام الشعبى خبرته واسعة وقديمة فى هذا المجال وهو صحة ونظافة واستجمام،وأن من أهم اسباب الاقبال المتزايد على حمامه أو أى حمام شعب آخر هو سمعته الجيدة ونظافته الدائمة.
العصر الفرعونى
يؤكد كثير من الرواة والمؤرخين القدامى أن أول من أنشأ الحمامات الشعبية هم الفراعنة ، وهناك إشارات أخرى الى أن النبي سليمان عليه السلام هو أول من صنع الحمام بمساعدة الجن، وقد حرص المصريون في العصور القديمة على نظافة الحمامات حتى أن بريقها خاطف للأنظار، والتي ظهرت في بناء الحمامات العامة والتى بهرت الرحالة الاجانب وعلماء الحملة الفرنسية الذين زاروا مصر وقتها وأعتبروها مظهرا حضاريا افضل من تلك التى كانت موجودة في أوروبا نفسها في نفس الفترة. .
وكانت الفكرة في إنشاء الحمامات الشعبية بسيطة للغاية، تقوم على مجموعة من الأحواض الصغيرة التي تحتوي على الماء البارد والساخن وبعض دهانات المساج وبعض طرق التدليك، وكانت هذه الحمامات مفتوحة أمام العامة صغارا وكبارا دون مقابل، ووجدت حمّامات خاصة بالأباطرة،اتسمت بضخامتها وفخامتها إذ ضمّت بين جنباتها مكتبات وملاعب وحدائق، فكانت بذلك تقوم بدور ترفيهي استجمامي الى جانب دورها في عملية الاغتسال.
«ياخارجة من باب الحمام»..
وكان الحمام الشعبى رمزا للحضارة ، فلم يكن هناك حى فى القاهرة الا ووجد به حمام شعبى أواثنان، بل أن بعض هذه المناطق اشتهرت بسبب فخامه حماماتها مثل(القلعة والغورية وباب الشعرية الدرب الاحمر والحسين والجمالية) " ويؤكد المؤرخون أن القاهرة وحدها كان بها 365حماما وان كل سلاطين القاهره كانوا من رواد الحمامات الشعبيه وكذلك كبار القوم وقاده الجيوش، وكانت القاهرة أيامها بلامياه فكان الساقى ينقل المياه الى الحمامات من النيل فى قربة صغيرة وهو مالم يكن متوافرا فى معظم البيوت يومها فكان الحمام الشعبى هو الوسيلة الوحيدة لنظافة البدن واحتفالات المصريين بافراحهم أو ميلاد ابنائهم، وكان الحمام الشعبى هو المكان الوحيد لاقامه هذه المناسبات السعيدة حيث تخرج العروس من باب الحمام وسط زفة كبيرة وهى تركب الجمل وتحيط بها الخيول والفرق الشعبية، قد أنشأت الحمامات الشعبية العامة مع بداية العصرالإسلامي حيث أنشئت عمرو بن العاص حمام الفسطاط وهو أول حمام عام بني في مصر، ويذكر –المقريزي- أن الخليفة العزيز بالله هو أول من بني الحمامات في العصر الفاطمي، إلا أن ازدهار هذه الحمامات في مصر كان في العصر العثماني، ومنها ما خضع للترميم ومنها لا يزال علي حالته القديمة التي أنشئ عليها،(وكان يغنى للعروس خارجه من باب الحمام..وكل خد عليه خوخه ..مشيتى حافيه وخدتى زكام ..ورابطه راسك م الدوخه).
هكذا كان المصريون يغنون للعروس وهى خارجة من باب الحمام الشعبى فى شوارع القاهره القديمة وهى تركب الجمل وتحيط بها الخيول وفرق الطبل البلدى.
ومن أشهر الملكات اللاتى كن يرتدن الملكة كليوباترا وشجرة الدر، ومن اشهر الحمامات حاليا حمام كليوباترا فى ساحل مطروح.
الجاكوزى للمعاصرة
د. شاهنده محمد رضوان اخصائية الامراض الجلدية والتناسلية والتجميل تنصح رواد الحمامات الشعبية خاصة المرأة اختيار الحمام ذى السمعة الجيدة، وعند الدخول التاكد من عدم وجود كاميرات تصوير وأن الحمام مرخص وتحت اشراف ورقابة الصحة، والتأكد من تعقيم الحوض ونظافة المكان لأن خطر عدم وجود التعقيم ينقل العدوى ويتسبب فى الاصابة بالامراض الجلدية والتناسلية وأيضا التأكد أن نسبة الكلور فى الحوض فى معدلها الطبيعى لأن الزيادة تتسبب فى الاصابة بأحد انواع الحساسية أو الأكزيما وقلة الكلور يسبب العدوى والاصابة بالفطريات الجلدية أوفطريات الجهاز التناسلى والتى قد تسبب العقم وعلاجها يستغرق ستة أشهر، وتنصحها بعدم استخدام الأدوات غير الشخصية لها مثل (المنشفة واللوف والمتعلقات الشخصية واختيار الأدوات الصحية)، ومن المفيد استخدام اللوف والكريم المغربى للتخلص من الجلد الميت ولاحداث ليونة وترطيب للجلد، وهى من مميزات الحمام والتى تسبب راحة واسترخاء للجسم ، وتنصح بعدم الافراط فى ازالة الجلد الميت حتى لايحدث حساسية بالبشرة، وبالنسبة لصالات الجاكوزى والسونا فتراها د.شاهنده أنها أفضل للنساء المعاصرات لضمان الصحة والتعقيم.