..مازال التاريخ يعيد نفسه; أحمد شوقي يصيح للخروج من الكهف ومازلنا في مكاننا محلك سر نعود الي الوراء وكأننا نمضي الي الأمام, ومازالت أمتنا العربية وثقافتنا العربية تستعيد ليالي هذا الكهف.
هذا الليل الطويل الذي لا نريد الخروج منه او لا نعمل للخروج منه بأي حال.. والعبور الي شعر أمير الشعراء في القرن الماضي يؤكد لنا ان ما يحدث يتكرر, هو هو, دون أن نتعلم من درس التاريخ, ودون ان نلاحظ ان التاريخ يكرر نفسه بشكل درامي قاتم, يري أحمد شوقي نكبة دمشق( النكبة التي نراها اليوم أيضا) فيصيح:
بني سورية اطرحوا الأماني
وألقوا عنكم الأحلام ألقوا
وقفتم بين موت أو حياة فإن
رمتم نعيم الدهر فاشقوا
وللأوطان في دم كل حر
يد سلفت ودين مستحق
وللحرية الحمراء باب
بكل يد مضرجة يدق
سلام من صبا بردي أرق
ودمع لا يكفكف يا دمشق
وكما أنه يصيح في أبو الهول دون جدوي, فانه يصيح في العرب دون جدوي:
فلا الأذان أذان في منارته** إذا تعالي ولا الآذان آذان
مستعيدا ما يرسله الجامع الأموي بعد قرون:
مررت بالمسجد المحزون أسأله** هل في المصلي أو المحراب مروان
تغير المسجد المحزون واختلفت** علي المنابر أحرار وعبدان
فلا الأذان أذان في منارته** إذا تعالي ولا الآذان آذان
أستعيد صوت شوقي عن سوريا( الآن وهي تئن تحت عنف حركات داعش و لواء عاصفة الشمال ودير الزور الرقة والنصرة و حلب والحسكة), واستعيد حين كنت في دمشق من سنوات, وتهيأت للرحيل الي العراق لأمر ثقافي, وفي هذا الطريق الرملي البعيد تمهلت عند هضبة صفراء عالية عاتية مع صوت السائق وهو يشيرانظر, هذا, هنا هو الكهف الذي جاء ذكره في القرآن الكريم هنا أهل الكهف وأصحاب الرقيم, دهشت مضيفا انني رأيت الكهف في بيرت, فأجاب بسرعة نعم هو هنا وهنا, لم أكن في حاجة لأستعيد القصة الآن فأصحاب الكهف بيننا الآن أيضا, لكن من يتنبه ويستعيد الدرس؟
رابط دائم: