رئيس مجلس الادارة

أحمد السيد النجار

رئيس التحرير

محمد عبد الهادي علام

رئيس التحرير

محمد عبد الهادي علام

إيناس عبد الدايم‏:‏الإخوان سعوا لتحويل
الأوبرا إلي دار مناسبات‏!‏

حوار‏:‏ هاجر صلاح
كانت قاب قوسين أو أدني من كرسي الوزارة‏..‏ وكادت تكون أول امرأة في تاريخ مصر تتولي زمام الثقافة‏..‏ إلا أنه وخلافا للمنطق السليم‏-‏ كانت الغلبة للأقلية الرافضة‏,‏ وتم الرضوخ لها بمنطق آخر شعاره خللي المركب تمشي‏!‏

عاشقة الفلوت وابنة الكونسرفتوار ورئيس دار الأوبرا المصرية الدكتورة إيناس عبد الدايم, لم تكن تتصور أن يكون قرار اقالتها ضمن مجموعة من قيادات الثقافة علي يد وزير الإخوان هو المسمار الأخير في نعش الجماعة, فتجسدت الحكمة الشهيرة رب ضارة نافعة, وبقدر ما كانت التجربة قاسية بقدر ما كانت مثمرة.. وفي ظل موجات عنف وتدمير يقودها شباب مندفع, فلا يظلم إلا نفسه, سألناها أين نحن من مقولة أفلاطون الشهيرة: علموا أطفالكم الفنون.. ثم أغلقوا السجون.. الأهرام التقت الفنانة إيناس عبد الدايم.. استحوذ علينا الماضي الذي ترتب عليه الحاضر.. فكأن الحوار التالي:
بمنتهي الصراحة.. من أضاع علي مصر أن يكون لديها أول سيدة تتولي وزارة الثقافة؟
اعتقد أنها الظروف والأحداث التي كنا نمر بها, بالإضافة إلي أن النظام لم يكن بالقوة الكافية للتمسك بقراره, فبالنسبة لي لم تكن لدي أي مشكلة, لكن طلب مني التراجع, وتفهمت ذلك جدا, فالمصلحة العامة أهم من المصلحة الشخصية, وما كأن يهمني قبل كل شيء أن تبدأ الحكومة عملها ولا يتم تعطيلها لأي سبب كان, وكنت أري أن هناك ما هو أهم للمصريين من فكرة تولي امرأة لمنصب وزاري, وتعلمين جيدا القلق الشديد الذي كأن يعترينا جميعا في تلك الأيام.



لكن هل يمكن القبول بتكرار الأمر ذاته الآن, بأن يفرض تيارالإسلام السياسي رؤيته علي المصريين؟
بالطبع لا يمكن القبول بذلك علي الإطلاق, وأعتقد أن ما حدث من استجابة ورضوخ لذلك الرأي يعد ضعفا لكني أكرر أن المصلحة العامة حينها كانت تقتضي تجنب الدخول في أي جدال, وعلي أي الأحوال نحن نرد علي هؤلاء بشكل عملي من خلال النجاح والعمل واثبات الكفاءة..
ما الذي تغير في الأوبرا بعد30 يونيو؟
ضاحكة: أشياء كثيرة..فبقدر ما كانت التجربة قاسية, بقدر ما أثرت بشكل ايجابي علي روح كل العاملين بالأوبرا من فنانين وإداريين, بل ردود فعل الجمهور, فما تم تجاهنا قبل30 يونيو حيث قرار الإقالة وتداعياته, وضع الأوبرا علي الخريطة بشكل قوي وأصبحت في بؤرة الضوء والاهتمام, وأهم ما فزنا به هو اشتعال نفوسنا بـالحماس, واهم ما يمكن استثماره في الفنان هو حماسه, وبالفعل أصبحنا جميعا كتلة واحدة,و أنجزنا برنامجا حافلا كما وكيفا وكنا سعداء بما نفعل, فلم نقدم نوعا واحدا من الحفلات بل كل أنواع الفنون, وفتحنا الباب أمام الجميع من الخارج, سواء فرق شباب, أو فرق مستقلة, وغيرها, وعندما نجد أن هناك أربعة عروض باليه كاملة العدد, كنا نضيف حفلة موسيقي عربية, وبرنامجا قويا للاوركسترا السيمفوني,وهكذا, فالجمهور شجعنا بسبب إقباله الكثيف, وهنا ظهر معدن المصريين, فعندما شعروا بأن هويتهم معرضة للانهيار, ترجموا ذلك بالإقبال الشديد, وهذا ما فزنا به, و حفزنا للعمل أكثر, وأنا مؤمنة أن النجاح يجلب المزيد من النجاح.
هل يمكن القول إن الأوبرا بدأت تستقطب شرائح جديدة من الجمهور؟
بالطبع, خاصة أننا نقدم معظم أشكال الفنون, ويهمني أن أقدم حفلات بسعر10 جنيهات, وهذا ما سنحرص عليه في الفترة المقبلة,وبالمناسبة في أثناء اعتصام المثقفين الشهير أمام وزارة الثقافة قبل30 يونيو, اكتشفت أننا كفنانين كأن لدينا وهم بأن الجمهور المصري لا يحبذ الفنون الكلاسيكية, كالباليه والموسيقي الكلاسيكية وأن جمهورها من النخبة فقط.. والدليل, أننا قدمنازوربا في الشارع, والتف حولنا المارة, والآمر نفسه عندما قدمنا جزءا من أوبرا عايدة, حيث تجمع الناس بكثافة ولسان حالهم يقول: المزيكا جميلة فعلا, وبعد أن كان جمهورنا في البداية من الزمالك, أصبح لا حقا من أهالي إمبابة ووسط البلد, والمعتصمون عندما كانوا يركبون التاكسيات للزمالك, كان السائقون يسألونهم فورا: رايحين اعتصام المثقفين؟ فرجل الشارع تعرف علينا عن قرب, وعندما سيأتي ليحضر حفلة بالأوبرا ويستمتع, سيأتي مجددا خاصة أننا نقدم الفن بعناصره مكتملة من مسرح مجهز وإضاءة وديكور يبهر المتفرج.
لكن هل تعتقدين أنالأوبرا في ذهن رجل الشارع البسيط الآن ؟
ربما اختلف الأمر الآن, ولهذا نحن نسعي للخروج والوصول إلي الناس, ولدينا خطط كثيرة لكننا مقيدون بالأوضاع الأمنية, خاصة أن موقع الأوبرا في وسط الأحداث, وقد بدأنا خطة وسنستكملها بإذن الله عندما يبدأ الجو في التحسن, حيث بدأنا نقدم عروضا في ساحة الأوبرا, فبنينا مسرحين وقدمنا عروضا لأطفال مركز تنمية المواهب, وكانت تجربة رائعة, لكن لا استطيع الخروج واضغط علي الدولة لتوفير حماية لي في ظل الأوضاع الحالية, علي الأقل أبدأ بالمتاح لدي..
بم شعرت كفنانة ومسئولة عن صرح ثقافي كبير عند إعلان نتيجة الانتخابات الرئاسية وفوز مرشح الإخوان؟
أصبت باكتئاب وانهيار نفسي, وما توقعته وجدته خاصة عندما أتوا بالوزير الأخير. وأتذكر أني قلت لزملائي اننا لسنا في مرحلة عادية, بل هناك متطلبات جديدة لمواجهة الوضع الجديد, لكن بسلاح الفن أيضا, فأكثرنا من حفلات الموسيقي العربية, ليس بهدف السلطنة والطرب, وإنما أردنا أن يخرج الجمهور كل مرة برسالة, فالذي حرك المصريين في كل ثوراتهم هو الفن بدءا من أم كلثوم وحليم وعبد الوهاب, فكلمات أغانيهم تؤثر فينا وتحركنا حتي يومنا هذا, فقدمنا حفلات ريبرتوار لكل هذا التراث, فتبدأ شرارة الثورة من القاعة, حتي أني أذكر أن احد الحضور قال لي:هتخلونا نخرج علي ميدان التحرير, وهذا بالضبط ما كنا نهدف إليه.
ماذا لو استمر الإخوان في الحكم؟ وما السيناريو الذي يمكن رسمه لوضع الأوبرا حينئذ؟
كانت تنتظرها مأساة, فالأوبرا كانت ستتحول إلي ما هو أشبه بدار مناسبات, واذكر أن وزير الثقافة دكتور صابر عرب قال في تصريحات صحفية انه طلب منه تحويلها إلي ذلك بالفعل لخدمة المناسبات الاجتماعية للجماعة.... ببساطة الأوبرا والثقافة بشكل عام كأن مصيرهما إلي بؤس.. وبصراحة أكثر كنا رايحين في داهية! وما فعلوه في الدولة وبنا كمصريين, يسهل علينا تخيل ما كان سيحدث في الأوبرا, واليك التعليم كنموذج, وما يتم حذفه الآن من المناهج, واعتقد أن اعتصام المثقفين أوقف أشياء كثيرة, وتصدي للمخطط الإخواني, ففي تلك الأثناء كان يتم العمل بدأب علي تخريب مؤسسات كثيرة في الدولة, وما حدث في الأوبرا كان جزءا بسيطا مقارنة بما كان مخططا للقطاعات الأخري في الوزارة.
لكن أتذكر أنه في أثناء حكم الإخوان, كنت تنفين في تصريحات صحفية وجود أية مشاكل أو تدخل في عملك؟
لسبب بسيط هو أنه لم يحدث مواجهة معي مباشرة إلا عندما جاء الوزير الأخير, وكان القرار أصلا برحيلي فهم لم يفكروا أصلا في الإبقاء علي وجابوا من الآخر فلم تكن هناك فرصة لأي مواجهة. أما الدكتور صابر عرب فقد حمانا وجنبنا الكثير, وحدثت مناوشات كثيرة تصدي لها, اذكر منها مثلا أنه تم رفض إقامة حفلات معينة في الأوبرا, نظرا لحضور شخصيات معينة, مع ضرورة تحجيب البنات في فرقة الغناء, ونحن لدينا بالفعل بنات محجبات لكن برغبتهن ولا يمكن فرضه, ورفضنا الأمر برمته بشكل قاطع.
وما حقيقة اعتداء الإخوان علي فرقة الموسيقي العربية في باريس ولندن في أكتوبر الماضي؟
حدث فعلا وتصدينا لهم بكل قوة وتم طردهم من المسرح واستكملنا حفلنا بشكل عادي جدا, واخص هنا بالشكر الملحق العسكري وفريقه بباريس والجالية المصرية في لندن, وتحول الحدث إلي احتفالية في حب مصر, ووصل لكل الحضور الأجانب أن الشعب المصري لا يريد هؤلاء, بل أن الضيوف الأجانب نفروا منهم بشكل كبير.
هل أغفلت مصر في الفترة الماضية قوتها الناعمة؟
للأسف في الفترة السابقة مصر ذاتها أغفلت, لكن المهم تدارك الأخطاء وهو ما يتم الآن وبشكل سريع علي مستوي جميع المؤسسات في الدولة, وكلمة حق تقال: الأوبرا دائما كان لها تمثيل خارجي كبير حتي من قبل أن أتولاها, ولابد هنا أن أؤكد أن الفرق المصرية التي تقدم حفلاتها في الخارج ليس مهمتها فقط الوجود وإنما الهدف منها توصيل رسالة للآخر أن هذه هي مصر, وأن هؤلاء الفنانين جنود يحاربون من اجلها بأسلحتهم, و لن يخافوا أحدا..
عندما نري شباب الجامعة يحرق ويخرب ويشمت في الموت, وهؤلاء هم مستقبل مصر, فأين دور الفن هنا لانتشالهم مما هم فيه؟
الأمر يتطلب مشوارا طويلا, وبالفعل أنا حزينة للغاية, فبقدر ما نحاول تقديم دور ايجابي لإخراج الناس من الكآبة التي يعيشونها, إلا أنني عندما أعود لمنزلي اشعر- أنا نفسي- بالاكتئاب, لما يجري من أحداث مؤسفة ومحزنة, وأنه مازال في مجتمعنا من يفكر بهذه الطريقة, ويريد تدمير بلده.. هذا ما كان يجب أن تعمل عليه الحكومات السابقة, وتوفر لهؤلاء الشباب المناخ السليم للتفكير, ورغم أن هناك جهودا فردية لتهذيب الأطفال والشباب بالفنون, إلا أنها تظل جهودا متناثرة, فنحن دولة كبيرة, تحتاج إلي جهود أجهزة ومؤسسات.
هذا ينقلنا إلي مشكلة احتكار العاصمة لكل الأنشطة الثقافية, فماذا عن مشروعي الأوبرا في طنطا والمنصورة؟
تجيب بأسي: كانت هناك بوادر لمشروع المنصورة, وكنا سنقوم بزيارتها بالفعل إلا أن الأحداث الأخيرة منعتنا.. أنا معك في أن المحافظات مظلومة في النشاط الثقافي, لكن التنقل الآن صعب في المحافظات, ورغم ذلك قمنا بجولات في بورسعيد عقب الأحداث التي شهدتها وفرض حالة الطوارئ وحضر أهالي الشهداء, كما قدمنا حفلات في سهل حشيش وشرم الشيخ لكن كل ذلك بمجهودنا الشخصي, أما الوجود بشكل منتظم في مختلف المحافظات فلابد له من خطة ومنهج تدعمه مؤسسات الدولة, واعتقد أن العبء يقع في المرحلة القادمة بشكل أساسي علي قصور الثقافة, ويجب أن تلتفت لها الدولة وتخطط لها علي مدي بعيد.
ما مدي رضاك عن المواد المتعلقة بالثقافة والإبداع في مشروع الدستور؟
راضية تماما سواء بالنسبة لمواد الثقافة ووضع المرأة, وبغض النظر عن أي شيء يكفي أن المصريين بدأوا يهتمون بقراءة دستورهم والتعرف علي حقوقهم.
و ما هي الضمانات للالتزام بما جاء فيه من أن الثقافة حق لكل مواطن, وأن حرية الإبداع مكفولة؟
الحديث عن ضمانات يعني التخوين وعدم الثقة, ثم أن هناك قوانين تنظم الأمر, المهم أن دستور الدولة يقر تلك الحقوق ويرفض التعدي عليها بأي شكل من الأشكال.

رابط دائم: 
اضف تعليقك
البريد الالكترونى
الاسم
عنوان التعليق
التعليق
  • 3
    SE
    2014/01/17 20:52
    0-
    0+

    Ya
    ممكن من مخاطبه الجميع على كل المستويات بئن اختلاف الفكر نعمه, والاختلاف فى الرئى مهم والاختلاف الثقافى يٌهمش الكثير, ولاكن اذا اتفقنا, لكم دينكم وليا دين , ممكن المجتمع يسع الجميع , بدون اقصاء احد.ولاكن سياسه الاستحواز الاجتماعى مازالت فى الثقافه العربيه ويضاف اليها المصالح ورحنا فى دهيه. نحتاج مخاطبه العقلاء والبعد عن التشهير بالاخر حتى نصل لبر الامان.
    البريد الالكترونى
    الاسم
    عنوان التعليق
    التعليق
  • 2
    الديوانى
    2014/01/17 20:35
    0-
    0+

    مأساة الفنون الرفيعة حول العالم
    الأوبرا مثل الفنون الرفيعة الاخري تعانى معاناة مادية فى جميع أنحاء العالم حتى فى اغني دول العالم والذي اضطر الكثير منها الى إغلاق ابوابها. تتلقى مؤسسات الفنون الرفيعة جزء صغير من ميزانيتها كدعم من الحكومة ولكن تعتمد فى الجزء الأكبر على المنح الفردية او شركات القطاع الخاص والدخل من العروض. المنح الحكومية يجب ان توازن فى ضوء الأولويات الأخري. فى ظل الاحوال الاقتصادية المتدهورة فى مصر الإنفاق على الأوبرا اصبح عبأ على الحكومة وخاصة ان مستمتعي الأوبرا اقلية الاقلية. من السهل تعليل المشكلات المالية التى تواجهها الأوبرا انه "فرض تيارالإسلام السياسي رؤيته علي المصريين" والذي قد يكون صحيحا ولكن حان الوقت لخصخصة فرقة الأوبرا وغيرها من الفنون الرفيعة ولا تكون عالة على الحكومة والشعب.
    البريد الالكترونى
    الاسم
    عنوان التعليق
    التعليق
  • 1
    سامي
    2014/01/17 12:23
    0-
    0+

    منطق غريب
    انطلاقا من منطق خللي المركب تمشي‏!‏ ، عُين الببلاوي ووزارته
    البريد الالكترونى
    الاسم
    عنوان التعليق
    التعليق