وإذا كان ذوو الإعاقة محقين فى رؤيتهم، فإن علينا أن نسأل أنفسنا:
من أين يستقى المجتمع معلوماته؟ وهل الإعلام وحده قادرعلى التغيير؟
دعونا نتخلى عن التفكير النمطى ونعترف بأن هناك أربعة أطراف رئيسية تشكل نظرة المجتمع لذوى الإعاقة يمكننا أن نطلق عليها مربع الوعى:
الضلع الأول هو الأطباء: فهم أول مَن يواجه المريض والأسرة، فإما يوجهونهم إلى الطريق الصحيح، وإما يتركونهم تائهين، وبالتالى يجب أن تكون لديهم خلفية عامة عن حياة ذوى الإعاقة، وعدم الاقتصار على المعلومات الطبية البحتة.
الضلع الثانى هو الأسرة: وتعتبر العنصر الأهم فى المعادلة؛ لأن وعى الأسرة يجعلها قادرة على اختيار المؤسسات المناسبة وتقييمها، كما يجعلها قادرة على مواجهة المجتمع دون خوف أو خجل، والأهم أن وعى الأسرة يجعلها تدعم الشخص للتكيف مع إعاقته، وإيجاد الطرق البديلة للاعتماد على نفسه، بل ومساعدة الآخرين، مما يجعله نموذجا حيا أمام الجميع.
أما الضلع الثالث فيتمثل في المؤسسات المهتمة بملف ذوى الإعاقة: وهى إحدى الأطراف الهامة، فغالبا ما يلجأ إليها الشخص خصوصا في الفترة الأولى للإعاقة، بل أن بعضها يلعب دورا بارزا فى حياتهم، خصوصا المؤسسات التعليمية والتأهيلية التى يقضي فيها الشخص فترات طويلة، لتصبح بمثابة بيته الثانى، وكذلك فإن لهذه المؤسسات دورا كبيرا فى توعية ذوى الإعاقة وأسرهم، وكثيرا ما تلعب دور المتحدث باسمهم.
الضلع الرابع هو وسائل الإعلام: وهى العنصر الأوسع انتشارا؛ فهى تخاطب فئات المجتمع المختلفة، وهى المصدر الرئيسى للمعلومات لكثير من الأشخاص.
ونلاحظ أن كل هذه الأضلاع متصلة تتدفق المعلومات بين أطرافها المختلفة، ليبقى ذوو الإعاقة فى المركز باعتبارهم الأساس فى تلك المعادلة الصعبة، لذلك فعليهم أن يدركوا أننا نعيش في مجتمع يعتمد معظمه على التعميم فى إطلاق الأحكام، وعليهم أن يتيقنوا أنهم يتحملون المسئولية الأكبر فى التوعية والتغيير.