منذ عشر سنوات تعرضت بيتينا سورجر التي تعمل كممرضة لتجربة لم تنسها قط، حيث حاول أحد المرضى خنقها رغم أنه لم يفق بعد من التخدير، ثم اعتذر لها لاحقا. ففكرت لماذا لا توجد وسيلة لمساعدة المرضى المصابين بشلل كامل على التواصل من خلال النشاط الذهني فقط. انتقلت سورجر من التمريض إلى دراسة الأمراض العصبية وأصبحت الآن باحثة في التعرف على الإشارات العصبية، وطورت مع زملائها هذا الجهاز ليستخدمه المصابون بالشلل في التواصل مع غيرهم. خلال الدراسة التي أجرتها سورجر تعلم ستة بالغين أصحاء كيفية الإجابة على الأسئلة من خلال الكتابة الذهنية لحروف بعينها على شاشة الكمبيوتر، وكان هؤلاء البالغون تلقوا تدريبا على كيفية انتقاء حروف متنوعة من خلال أنماط ذهنية متميزة أثناء الرقود في جهاز التصوير المغناطيسي الوظيفي الذي يقيس بدقة النشاط الذهني في أجزاء المخ المختلفة من خلال رصد كمية الدم. هدف هذه التجربة هو الوصول إلى صور ذهنية لكل حرف من حروف الأبجدية لأن هذه الصور لن تختلف بين الشخص السليم والشخص المشلول، ومن ثم يمكن تفسير الصور الذهنية من أدمغة المعاقين لتفسير ما يرغبون في قوله أو حتى الإشارة إليه.