رئيس مجلس الادارة

أحمد السيد النجار

رئيس التحرير

محمد عبد الهادي علام

رئيس التحرير

محمد عبد الهادي علام

توم كويجن العضو المؤسس لشبكة خبراء الأمن القومى بكندا:
تجديد خطاب الأزهر بداية مواجهة الإرهاب فى العالم

إتاوا ــ إسلام عزام
فى شهادته أمام لجنة الأمن الوطنى بالبرلمان الكندى أكد محلل الشئون الاستخباراتية توم كويجن والعضو المؤسس لشبكة خبراء الإرهاب والأمن الكندى أن كمية الأموال التى تمول الإرهاب داخل كندا تبدو مرتبطة بشكل أو بآخر بتنظيم جماعة الإخوان المسلمين.

الجلسة التى عقدها البرلمان الكندى كانت بهدف مناقشة ضرورات قانون الإرهاب الجديد الذى تستعد الحكومة لسنه خلال الأيام المقبلة، ويشهد جدلا واسعا بين مؤيد ومعارض.

توم كويجن الباحث فى المركز الكندى لدراسة الاستخبارات والأمن فى جامعة كارلتون، والذى قضى أكثر من عشرين عاما فى عالم الاستخبارات، وهو مؤلف كتاب متطلبات الأمن القومى وصاحب دراسة حملت عنوان جماعة الإخوان فى أمريكا الشمالية، هو أيضا واحد من النشطاء فى جمع الأدلة على علاقة تنظيم الإخوان بالإرهاب فى العالم وله دور بارز فى التحركات التى تتم داخل كندا من أجل إدراج التنظيم ضمن قائمة المنظمات الإرهابية ، ويرى أن نجاح هذه الخطوة يشكل البداية لتجفيف مصادر تمويل الإرهاب فى العالم ،وحول هذا الموضوع وغيره كان حواره مع الأهرام.

يواجه العالم عدوا شرسا هو الإرهاب فى رأيك ما هو الدور الذى يجب أن تلعبه كندا لمواجهته؟

ليست كندا بمفردها بل العالم الغربى كله،هناك الكثير مما يمكن القيام به. أولا: ينبغى على دول مثل كندا أن تدعم القادة أمثال الرئيس المصرى عبد الفتاح السيسى، وكذلك الملك عبد الله ملك الأردن و الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الإمارات العربية المتحدة، خاصة عندما يواجهون هذه القضية. كنداتحديداينبغى عليها تنسيق جهودها مع الآخرين مثل فرنسا ومصر والإمارات العربية المتحدة.

- ثانيا: فى الداخل علينا مواجهة المشكلة على عدة مستويات أهمها تجفيف منابع التمويل للمنظمات الداعمة للارهاب. فهناك العديد من الجماعات ومنهم الإخوان المسلمين تحصل على تمويل من حكومة كندا باعتبارها تقوم بأنشطة خيرية ، وهو ما يعنى أن دافعى الضرائب الكندية يدعمونهم. أخيرا اتخذت الحكومة إجراءات بسحب صفة الخيرية عن عدد من الجمعيات الإسلامية مثل "صندوق التنمية بأمريكا الشمالية والصندوق الدولى لإغاثة المنكوبين ومنظمة (عرفان - كندا). هذا بالإضافة إلى أن وزارة الأمن العام أدرجت بالفعل كيانين ينتميان بكل تأكيد للإخوان هما حماس و منظمة الجهاد الإسلامى. وهو ما يعتبر بداية جيدة، ولكن يجب القيام بما هو أكثر.

ثالثا:،على الحكومة الفيدرالية بكندا وكذا قادة المقاطعات أن يعيدوا النظر فى تراخيص المدارس والجمعيات الثقافية والاجتماعية والطلابية التى يتم تأسيسها من قبل جماعات إسلامية مثل جماعة الإخوان المسلمين، وكيفية السماح لهم بالتدريس للأطفال وبدعم مالى من الحكومة نفسها.

لكن بهذا الشكل ربما ينسحب الأمر على جميع الأنشطة الإسلامية داخل كندا، ويعد تجاوزا فى حق المسلمين الذين يشكلون 2 % على الأقل من الكنديين ؟

أعود لخطاب الرئيس المصرى عبد الفتاح السيسى الذى ألقاه فى جامعة الأزهر عندما قال نحن بحاجة لثورة فى ديننا، وأنا معه فى مطالبة رجال الدين الشرفاء وشيخ الأزهر بضرورة أن يتحملوا المسئولية أمام الله. فالعالم فى مجمله ينتظر كلماتهم..

فالقضية الحقيقية هى تسييس الدين ليختبىء خلفه من يسعى للسيطرة على الناس من خلال الديانات كان المسمى إرهابيا أو تكفيريا سلفيا جهاديا أو متطرفا. والحقيقة أنه صراع للسيطرة على روح الإسلام السمحة. فأفراد مثل حسن البنا، سيد قطب و آل المودودى اتخذوا شعارا مثل "الإسلام هو الحل" على أنه يعنى فرض سيطرتهم كما يريدونها على كل جوانب الحياة. وهم هنا لا يدافعون عن الدين بل إنهم بالأساس يريدون تدمير نظام الدولة بكامله واستبداله بنظام الفقيه أو الخلافة كما يسمونها.

من ناحية أخرى، تم إسكات العديد من الأصوات التى تتحدث عن الإسلام الحقيقى. وهكذا سيطر المتطرفون على معظم الخطاب الدينى الذى يقدم للمسلمين وللعالم أيضا. وربما لهذا صرح رئيس وزراء فرنسا بأنه يتعين على فرنسا أن تتحدى علنا الخطاب الذى تتبناه جماعة الإخوان المسلمين.

أعتقد أن من الممكن خلال المستقبل القريب إثبات أن حسن البنا ووجهات نظره المتطرفة، هى المسؤلة عن التسبب بإيجاد هذا الصراع العنيف داخل العالم الإسلامى ، وهو أمر سوف يكون له تأثير على العقيدة الإسلامية لعدة عقود ربما.

لذلك ومرة أخرى الحل الصحيح هو الاستجابة لكلمات السيسى ودعوته لتجديد الخطاب الدينى.

لكن يظل المسلمون داخل كندا يشعرون بخطر ما؟

على العكس فإن كندا هى التى تحتاج لدعم أولئك المسلمين الذين يعيشون على أراضيها و يرغبون فى ممارسة شعائرهم الدينية، وفى الوقت نفسه يرفضون من ينادى بالأفكار المعادية للديمقراطية، الكارهة للنساء والداعية للعنف مثل أفكار حسن البنا، وسيد قطب وعمر البغدادى. إذا لم يحدث ذلك ستظل كندا بلدا منتجا للإرهابيين أيضا، فيوجد بكندا شبكات عميقة تنتمى أيديولوجيا للقاعدة ولداعش ولديها من المال والتنظيم ما يجعلها قادرة على تجنيد المتطرفين والمقاتلين والانتحاريين. أمثال أحمد سعيد خضر وسلمان أشرفى ،بل إن الأمر وصل لحد تجنيد نجوم أمثال جون ماجوير.

بشكل مباشر هل يمكن أن تضع كندا تنظيم الإخوان المسلمين فى قائمة المنظمات الإرهابية؟

لقد تم بالفعل مناقشة فكرة إدراج جماعة الإخوان ككيان إرهابى فى كندا لبعض الوقت، تماما كما حدث فى بريطانيا وفرنسا. لكن حتى الآن، لم تفعل الحكومة ذلك. على الرغم من أن جماعة الإخوان المسلمين فى بيان لها نشر يوم 28 يناير عام 2015 أكدت أنه لا مفر من العودة لطريق الجهاد الذى لا هوادة فيه بل وذكرت بالنص كلمة "الاستشهاد"، وهذا قد دفع الحكومة إلى الاعتراف بأن الجماعة التى قدمت نفسها من قبل على أنها تمثل الإسلام المعتدل ربما تتخلى عن سلميتها التى طالما ادعتها . وهذا ما قد يدفع الحكومة الكندية لاتخاذ هذه الخطوة ، ولكن الأمور غير واضحة حتى الآن.

وماذا عن دور الولايات المتحدة والرئيس أوباما فى كل ما يحدث؟

يبدو أمرا غير مألوف أن العديد من الشخصيات السياسية فى كل من فرنسا، والمملكة المتحدة، ومصر، والمملكة العربية السعودية والبحرين والإمارات العربية المتحدة وروسيا وإسرائيل تتفق جميعا على أن جماعة الإخوان المسلمين تشكل تهديدا على المدى الطويل ويجب التعامل معها فى وقت قريب جدا. هذا التوافق كان أشبه بالمستحيل منذ عامين فقط.. ومع ذلك، فإن دولة واحدة كبرى تستمر فى دعم هذه الجماعة ، وحتى العمل لصالحها، هى الولايات المتحدة! الحقيقة أنه ليس من الواضح لماذا؟ وهذا يفتح الباب أمام اجتهادات فى محاولة تفسير وجهة نظر البيت الأبيض، فربما يعتقد الرئيس أوباما أن جماعة الإخوان المسلمين هى حائط الصد المعتدل بينه وبين التنظيمات الأشد تطرفا والأكثر عنفا مثل داعش. المدهش أن بريطانيا جربت هذا المنهج من قبل وثبت فشله بوضوح. أوربما الرئيس أوباما مازال متأثرا بفكرة التقارب مع إيران حتى أنه مستعد لتدمير وتجاهل العديد من الحلفاء الآخرين لتحقيق هدف "إعادة صياغة" الشرق الأوسط. أو ربما هو يصدق الأهداف والغايات السلمية المعلنة للجماعة. الأمر يبدو غامضا ولا أحد لديه إجابة شافية أو تفسير لما يقوم به البيت الأبيض وأوباما.

رابط دائم: 
اضف تعليقك
البريد الالكترونى
الاسم
عنوان التعليق
التعليق