وهى التى أعلنت مسئوليتها عن مقتل المدون الشاب، الذى لم يقترف ذنبا سوى انتقاده للتطرف الدينى الذى تتبعة مثل تلك الجماعات، والتى لا تجد من يردعها فى ظل انشغال السلطة بالصراعات الداخلية على الحكم.
وبالرغم من التهديدات التى تلقاها المدون الشاب وشكير رحمن، الذى لم يتجاوز الـ 27 عاما، على مدونته وحسابه على الفيس بوك، وتحذير أصدقائه له من أن كتاباته قد تجعله مستهدف من قبل تلك الجماعات، إلا أنه لم يبال بل وظل يهاجم تشددهم وتطرفهم ورفضهم لأى أراء مناقضة لهم، حتى أنه ذات يوم لم يكد رحمن يمشى عدة أمتار من منزله، الذى يقع بأحد الشوارع المزدحمة بالعاصمة دكا، حتى وجد 3 عناصر من تلك الجماعة كانوا يتربصون له ليقتلوه أمام المارة بالأسلحة البيضاء ثم لاذوا بالفرار، فيقع رحمن جثة هامدة ضحية لأفكارة وآرائه. وقد أشعل هذا الحادث موجة من الغضب بين صفوف الشعب حيث أنه الحادث الثانى من نوعه خلال شهر واحد فقط، فقد لقى الكاتب المتخصص فى العلوم الإنسانية والمدون الأمريكى ذو الأصول البنجالية أفيجيت روى 40 عاما ــ مصرعة على أيدى عدد من عناصر الجماعة بعدما قرر حضور حفل توقيع كتابه فى دكا، وأثناء عودته هو وزوجته وجدهم فى أنتظاره وبعد أشتباكات بينهم قاموا بقتله وأصابة زوجته. وقد أعلنت الجماعة مسئوليتها أيضا عن الحادث وأن قتله هو عقاب له على توجهة العلماني، ومهاجمته للتطرف والتشدد الدينى بأشكاله، ودعوته إلى حرية العقيدة والاعتقاد من خلال مدونته الخاصة، والتى أطلق عليها أسم "العقل الحر".
وقد خرج العشرات للمطالبة بحرية الرأى والتعبير والتنديد بمقتل المدونين ومطالبة المسئولين بضبط تلك العناصر المتورطة فى قتلهم، فالتوتر السياسى فى البلاد هو أحد الأسباب الأساسية فى توحش تلك الجماعات وتزايدها فى أعمالها الإرهابية حيث إن الحكومة تركز على الصدام الواقع بينها وبين أكبر جماعة معارضة، وهو ما تسبب فى الخلل الأمنى الواقع فى البلاد. وهناك تخوف من تكرار ما كان يحدث فى الأعوام الأخيرة حيث استهدفت الجماعات المتطرفة عددا من الكتاب والمدونيين ذوى التوجهات العلمانية والناقدة للتطرف الديني، وكان من بينهم المدون أحمد رجب حيدر الذى قتل فى 2013 بالقرب من منزله فى داكا بعد أن قاد احتجاجا للمطالبة بعقاب مدنى للزعماء الذين أدينوا بإرتكاب جرائم حرب أثناء حرب استقلال بنجلاديش. وفى 2004 تعرض أيضا همايون أزاد، وهو كاتب علمانى وأستاذ فى جامعة داكا لهجوم على يد مسلحين أثناء عودته إلى منزله من معرض داكا للكتاب.. وتوفى لاحقا فى ألمانيا أثناء خضوعه للعلاج.
وهو ما جعل منظمة "صحفيون بلا حدود" تصنف بنجلاديش فى المركز الـ 146 ضمن 180 دولة شملهم تقرير عن حرية التعبير، وبعد قتل المدونيين مؤخرا فقد يتراجع الكثير من الكتاب والصحفيين عن أرائهم المناهضة لتلك الجماعات المتطرفة خوفا على حياتهم، وهو ما قد يمنح تلك الجماعات الفرصة لنشر أفكارهم بشكل أوسع أو الأقتداء بالجماعات الأكثر تطرفا، وتصبح تلك الدولة التى تضم ما يقرب من 160 مليون نسمة وبالا إرهابيا جديدا.