رئيس مجلس الادارة

أحمد السيد النجار

رئيس التحرير

محمد عبد الهادي علام

رئيس التحرير

محمد عبد الهادي علام

فى بيتنا مراهق بدرجة ثانوية عامة

منال بيومى:
الأمهات يطلقن عليها "بعبع البيوت المصرية".. والآباء يحذرون منها الأبناء أنها الثانوية العامة "عنق الزجاجة الذى يجب أن يخرج الأبناء منها لحياة الجامعة " وباقى من الزمن أقل من شهرين -7 يونيو المقبل-

وإلا.. "فالويل والثبور وعظائم الأمور" وكأنهم يقولون لأولادهم ومن طرف خفى "إن لم تنجحوا وإن لم تحققوا مجموعا عاليا، فسنلقى بكم الى الجحيم ومن علٍ، فالثانوية العامة وإما حياتكم أيها الأوغاد الأحباء الصغار!، والحقيقة أن الأسرة بما تكبدته من عبء مادى فى الإنفاق طوال العام -ومازالت- على الدروس الخصوصية ودفع فاتورة الفشل فى وضع نظام تعليمى يعبر بالطلاب الى بر الأمان قد أرهقها وهى ليس لديها استعداد لدفع تكاليف ثانوية عامة لعام جديد آخر فى حالة فشل ابنهم –لاقدر الله-، بالاضافة إلى أن هناك عبئا آخر تتحمله الأسرة وهو أن طالب الثانوية العامة الذى يستذكر دروسه يمر بأصعب مرحلة من مراحل عمره وهى مرحلة المراهقة التى يجتازها أى الفرد مرة واحدة فى حياته، وهنا تكون الأسرة فى هذا العام –عام الثانوية العامة- أمام مشكلتين عويصتين فى التعامل مع هذا الابن هما مشكلة الثانوية العامة التى تحدد مصيره المهنى مدى الحياة، ومشكلة المراهقة بما تحمله من تمرد وعناد وأهواءأحلام وتقلبات فى المزاج وغيرها من الأعراض الجارفة لمرحلة المراهقة التى يمر بها جميع طلا ب الثانوية العامة .. فكيف يمكن للأسرة الخروج بالابن بسلام، من هاتين المشكلتين بتحقيق أكبر قدر من النجاح العلمى وبأقل قدر من الخسائر.

د. ليلى علم الدين أستاذ علم النفس تؤكد: إن كنا نواجه مشكله فى التعامل مع الابن الطالب فى مرحلة المراهقة من عناء هاتين المشكلتين، فان الابن نفسه -أو الابنة- فى مرحلة الثانوية العامة يواجه من نفسه- بشكل أكبر من معاناتها ، فهو قد خرج ومنذ قليل من طور الطفولة وأصبح شخصا بالغا ومن المؤكد أنه يعانى ... ونحن كأسرة كأهل شاركنا فى تفاقمها وتسببنا فى حيرته دون أن ندرى، فاذا ما صدرت عنه تصرفات طفل صغير أنتقدنا طفولته ووبخناه .. واذا تصرف كشخص بالغ استغربنا سلوكه وأوقفناه عند حده وعاقبناه، لأنه لم يكبر بعد ومازال صغيرا على مثل هذه التصرفات مما يوقعه فى حيرة بالغة تجعله لايعرف كيف يتصرف؟.. وبأى طريقة .

وفى العالم المتقدم يدركون خطورة مرحلة المراهقة التى يمر بها طالب الثانوية العامة ويدرسون للأمهات كيفية التعامل معها، بحيث يتم تقليل العبء النفسى الذى يعانى منه وحتى يستطيع تحقيق النجاح على الصعيدين النفسى والتعليمى، وقد راعوا فى نظامهم التعليمى ألا تكون النتيجة مرتبطة بالسنة النهائية فقط -كما يحدث فى مصر- بل على الدرجات النهائية للسنوات الدراسية السابقة ، وتؤخذ الدرجة "بالمتوسط" –مجموع تراكمى-، فلا يتوقف الأمر على امتحان واحد، يكون فيها المراهق والاسرة يعيشان تحت وطأة القلق النفسى الشديد –كما فى مصر- بما تحمله من شد وجذب ونزاع بين رغبة الأهل فى تحقيق النجاح، وتلك الطاقة الشابة للطالب المتمردة على نصائح الآباء وأوامر الكبار.

وتضيف د. ليلى علم الدين أن فترة المراهقة تتميز بالعناد، وعلى الأسرة أن يكون لديها صبر وأن تخلق جسرا من الحب والتفاهم مع الابن منذ الصغر، وأن تلجا الى الحافز الايجابى فى تعاملها معه فى مرحلة الثانوية العامة كالوعد بتقديم هدية ثمينة ، فى حال نجاحه، ولكن مع ضرورة الوفاء بالوعد حتى يكون هناك ثقة لدى المراهق فى والديه .

فمراهق الثانوية العامة يحتاج الى معاملة نفسية خاصة لأنه يمر بمرحلة عمرية تتطلب منه المحاولة المستمرة لاثبات الهوية أو الذات، كما يؤكد محمد السيد عبد الرحمن أستاذ الصحة النفسية جامعة الزفزيق

ويضيف أنه يمكن تصنيف المراهقين الى أربع فئات أساسية هى:

 "مشتتو" الهوية:

وهم الذين لا يدركون ماذا يريدون، ولا يستطيعون تحديد رغباتهم واحتياجاتهم وهؤلاء يمثلون طلبة الثانوية العامة والذين يحتاجون من أسرهم الى جهد شديد، لأنهم عادة ما يكونون رافضين للدراسة ولا يستجيبون لرغبات الكبار، وليس لديهم أى أهداف أو طموحات يسعون الى تحقيقها، لذلك على الأهل أن يعاملوا طالب الثانوية العامة "مشتت" الهوية معاملة حسنة، مع توجيهه وارشاده الى ضرورة الحرص على مستقبله ومساعدته فى تحديد ما يريده واختيار المهنة التى يتمنى أن يمتهنها بعد الانتهاء من دراسته، وتنبيهه أن السبيل الوحيد للوصول الى تحقيق حلمه هوالجدية وبذل المجهود .

 "  منغلقو" الهوية:  

ومنغلقو الهوية هم المراهقون الذين يستوحون أفكارهم من الأب والأم ويؤمنون بها وينفذونها دون تفكير أو تمحيص، وهم يحتاجون من الأسرة أن تساعدهم فى أن تكون لهم فلسفتهم الخاصة، وأن يكون له رأيهم المستقل عن رأى الآباء، وعلى الطالب منغلق الهوية أن يتخذ قراراته المستقبلية بشكل مستقل لأن حياته التى سيعيشها ومستقبله الذى سيحياه مختلفة عن تلك التى عاشها أبواه مهما كانت عصرية.

"معلقو" الهوية:

والمراهقون معلقو الهوية هم الذى يحددون لأنفسهم بعض الخيارات ولكنهم لم يتخذوا خطوات ايجابية لتنفيذها، فهم يتمنون مثلا أن يكونوا أطباء أو مهندسين، ولكن لا يبذلوا أى مجهود ليحققوا هذه الأمنية ويصبح لزاما على اسرهم أن يأخذوا بأيديهم، ليساعدوهم فى اتخاذ خطوات ايجابية لتحقيق أهدافهم المنشودة.

 "منجزو" الهوية:

والمراهقون الذين ينتمون الى هذه الفئة يكونون محددين لأهدافهم وهويتهم ومدركين تماما كيفية الوصول الى أحلامهم التى يصبون اليها، وهم مراهقون مثاليون خلال المرحلة الثانوية، وعلى الأسرة أن تشجعهم دائما وأن تتعامل معهم بشكل ايجابى وأن تقودهم الى الاعتماد على ذواتهم.

وعموما فان من أهم صفات المراهقين "التشتت" ومهما تكن طبيعتهم شخصياتهم فان معظمهم يميلون للدخول فى علاقات عاطفية تصرفهم عن المذاكرة، لذلك لابد من محاولة ادراجه فى أنشطة رياضية وثقافية تبعده عن الانخراط فى علاقات عاطفية فاشلة لا تقوم على أى أسس تتسبب له فى الإحباط وبالتالى انخفاض درجاته أو –فشله- فى اختبارات الثانوية العامة.

وعموما ينصح د. محمد السيد عبد الرحمن كل أسرة لديها مراهق أن تتقرب اليه، وأن تشعره بالحب والحنان لأن من أهم صفات المراهق العناد والتمرد وارفض، لذا فهو يحتاج لأن يشعر بالأمان وأن يتعامل باللين وليس القسوة، وألا يكون هناك تمييز فى التعامل بينه وبين أحد من اشقائه، وينبغى أن يكون هناك تقدير لذاته كانسان بعيدا عن طبيعة صفاته سواء كانت ايجابية أم سلبية.

رابط دائم: 
اضف تعليقك
البريد الالكترونى
 
الاسم
 
عنوان التعليق
 
التعليق