اشتهرت باسم هوليوود أفريقيا لاختيار كبار المخرجين العالميين لها لتصوير الافلام السينمائية فيها أمثال الفريد هيتشكوك ودافيد ليان ومارتن سكورسبنرى وريدلى سكوت وهذا يرجع لما تتميز به من خصائص طبيعية متنوعة من صحراء شاسعة وشمس ساطعة تجعل منها إنارة طبيعية وسهول وأودية بالاضافة الى ان جبالها تكسوها الثلوج مما يجعل منها مادة خصبة للتصوير لنوعيات مختلفة من الافلام سواء افلام تاريخية او حركة او غيرها فى مختلف الأزمنة.. ومن اشهر الافلام التى صورت هناك «نوح والمومياء»..ولمدينة ورزازات مطار خاص بها متصل بأغلب العواصم العالمية فهى مدينة سياحية تملك كل مقومات جذب السياح لمشاهدة استوديوهاتها بل ايضا للاستمتاع بمناظرها الخلابة فقد بنى فيها فنادق بمستويات مختلفة ومستشفيات ومدارس وملحق تابع لجامعة ابن أزهر بمدينة أغادير. ويتم توسيع المدينة والنهوض بها يوما بعد يوم لجذب اكبر عدد من الشركات الانتاجية لتصوير افلامهم فهى تقدم لهم كل التسهيلات اللازمة للتصوير فيها وكذلك الايدى العاملة الرخيصة لبناء الديكورات ومدهم بالحيوانات المطلوبة مثل الخيول والجمال، كل ذلك مقابل ترك ديكورات هياكل الفيلم بعد الانتهاء من التصوير وهذا يعد مكسبا للطرفين لان هدم ونقل الديكورات الى بلادهم سيكلفهم ملايين اما الاستفادة من الجانب المغربى فهو اعادة تصوير افلام اخرى فى هذه الاماكن بمقابل مادى يدر ربحا وفيرا ..بالفعل هذا التطور والنمو مستمر من سنوات طويلة ولم يتوقف حتى الآن.
وتوجد اماكن عديدة بالمدينة يمكن مشاهدتها تم تصوير اشهر الافلام العالمية منها «قصبة بن جدو» و«لورانس العرب» بطولة النجم عمر الشريف.
وهناك كم هائل من الاستوديوهات المختلفة أهمها استوديوهات اطلس التى تقع على مدخل المدينة وهى على مساحة ثلاثين فدانا.
ويعود انشاؤها الى عام 1993والاستوديوهات مفتوحة على فضاء واسع به مناظر طبيعية جميلة ..يضم معامل للمهن السينمائية تتضمن كل ما يحتاجه الفيلم من مستلزمات مهنية او بشرية.. وتم فى هذه الاستديوهات تصوير اروع افلام السينما العالمية والتى نقلتنا الى عصور اخرى منها فيلم «جوهرة النيل» لمايكل دوجلاس وإذا سنحت لك الفرصة ستشاهد اجزاء من الديكورات مثل طائرته التى تم استخدامها بالفيلم..وتستحضرنا هذه الاستوديوهات الى أزمنة اخرى مثل عهد الفراعنة حيث تم تصوير فيلم «كليوباترا» للمخرج فرانك رودام ويوجد حتى الان اجزاء متبقية من الديكور مثل السفينة ..افلام عديدة ضخمة لاحصرلها صورت فى هذه الاستوديوهات وتركت بصمة فى تاريخ السينما العالمية مثل »مملكة الجنة» والتى استعانت بعدد كبير من الأسلحة القديمة مثل السيوف والحيوانات المتوافرة فقط فى البيئة الصحراوية مثل الجياد والجمال .
وعلى بعد عشرة كيلومترات من مدينة وارزازات يوجد استوديوهات »كان زمان » وعددها أربعة والتى تقع على مساحة ستين فدانا ، وهو مكان متكامل ومهيأ لكل ما يحتاجه صناع الفيلم من متطلبات من معامل تحميض ومونتاج ومخازن ومكاتب انتاج ، هذا بخلاف جميع الوسائل الترفيهة اللازمة لصناع الفيلم من متاجر ومطاعم وفنادق .
لعل ضيوف مهرجان مراكش السينمائى الدولى شاهدوا هذا المجهود الجبار فكانوا أوفر حظا لمعرفة ما تقوم به دولة المغرب للنهوض بصناعة السينما والعمل على جذب اكبر عدد من السائحين الى هذه المدينة الصحراوية الصغيرة وجعلها مكانا مهيئا لتصوير الافلام السينمائية العالمية وهذا ليس فقط بسبب جغرافيتها المتنوعة بل لقيام جميع الأجهزة الرسمية بالاهتمام عن طريق تقديم التسهيلات الإدارية والمالية التى من خلالها تنخفض تكلفة الافلام المصورة بها مابين 30-40% عن مثيلاتها فى الدول الأوروبية وامريكا كما اننا لا نستطيع ان نغفل العنصر البشرى الدءوب على العمل المتواصل للقيام بمهمته من بناء الاستوديوهات والتى اكتسبوا من خلالها خبرة ودراية واسعة وكذلك تقديم المساعدة من العائلات لطاقم الاعمال السينمائية عن طريق خدمتهم ورعايتهم مما شجع كثيرا من السينمائيين على التوافد عليها للتصوير..
لعل هذا يكون درسا نتعلمه من مدينة صغيرة عربية استطاعت بجهود أبنائها و معونة الدولة ان تجعلها فى مكانة مهمة سينمائيا وسياحيا..والسؤال هنا رغم كل ما تتمتع به مصر من مناظر خلابة وطبيعة جغرافية متنوعة وايد عاملة رخيصة الا ان البيروقراطية الادارية لأخذ التصاريح لتصوير الافلام بها جعلت صناع الافلام العالمية يبتعدون عنها ويتجهون لمكان آخر يوفر لهم ما يحتاجونه دون عناء او تعقيدات وهذا الامر لا ينطبق فقط على الافلام الاجنبية بل على الافلام المحلية المصرية، فلتصوير اى مشهد فى مكان سياحى مثلا يتطلب رحلة عذاب بيروقراطية بين وزارات مختلفة وفى النهاية وبعد العناء الشديد تبوء المحاولات بالفشل رغم انه لو كانت هناك تسهيلات فى التصوير ستدر عائدا ماديا كبيرا للدولة ويعود بالسينما المصرية لازهى عصورها ويرجع بها كمصدر مهم للدخل القومى المصرى، كما أن علينا ايضا ان نقوم بتوعية فئة من الشعب التى تحاول ان تستغل السائح بأبشع الطرق مما يجعله ينفر من البلد ولا يعود اليه مرة اخرى كسائح فما بال الشركات الإنتاجية السينمائية التى يتطلب عملها أن تمكث مدة طويلة فى البلد.