وقد يكون نجاح الموسم السابق والمعروف بموسم إجازة نصف العام من خلال العدد الكبير للأفلام الذى لم تشهده السينما منذ وقت غير قصير فى مثل هذه الأوقات , بأهميتها وتنوعها أو بعودة النجوم الكبار لها , كل ذلك ربما كان سببا فى حد ذاته لإحياء هذا الموسم الجديد .و سيعرض من خلال موسم الربيع عدد من الأفلام ومن أهمها «أولاد رزق» لأحمد عز وعمرو يوسف وأحمد الفيشاوى ونسرين أمين , وهو من إخراج طارق العريان الذى يبدو أن 2015 هو عام السعد عليه , حيث شاءت الظروف أن يعرض له فيلمان مرة واحدة بعد غياب سنوات طويلة , كان الأول هو «أسوار القمر» , وسيعرض أيضا فيلم «الخلبوص» لمحمد رجب وإيمان العاصى .بالإضافة إلى بعض الأفلام التى لا يشارك فيها النجوم السوبر ستار مثل «زنقة الستات» وهو من بطولة مجموعة من النجوم الشباب مثل حسن الرداد وإيمى سمير غانم وآيتين عامر, وهناك أيضا بعض الأفلام الخفيفة الخالية من النجوم الكبار مثل فيلم «فزاع» وهو نفس اسم شخصية الفنان هشام إسماعيل فى مسلسل «الكبير قوى» لأحمد مكى والذى أستغل نجاحها لتقديم أول بطولة مطلقة له من خلال هذا الفيلم .
وكان من الصعب أن يكون لهذه النوعية من الأفلام مكان آخر على الخريطة سوى هذه الأوقات التى قد تكون بالنسبة للسينمائيين مقتولة , ولكنها بلغة العقل والمنطق هى أفضل من تركها حبيسة للعلب !
وإن كنا قد رفضنا من قبل التقسيم الموسمى للسينما ومازلنا نرفض حتى الآن , على اعتبار أن السينما طوال تاريخها الطويل لم تكن أبدا خاضعة لأى مواسم , وليته حتى كان هناك مواسم متعددة , بل هو موسم واحد يتيم يقتصر على الصيف فقط , تحشر فيه كل الأفلام دفعة واحدة , ويتعرض فيه من يتعرض إما للمفرمة أو لمحرقة هذا الزحام الذى لم يكن ينجو منه سوى عدة أفلام ونجوم الكوميديا , أو ما يطلق عليها بالسينما الشبابية , بينما تظل السينمات طوال العام خالية الوفاض , ولولا الأفلام الأجنبية التى تعرض على شاشتها لكانت أغلقت أبوابها بالضبة والمفتاح .
أما الآن فإننا أصبحنا نرحب جميعا بفتح مواسم جديدة , ليس من منطلق تغيير فى المبادئ , بل لأن الساحة السينمائية أصبحت فى أمس الحاجة لهذه المواسم , هذا من ناحية ومن ناحية أخرى لأنها أصبحت تتلافى عيوب الماضى , وأهمها أنها لم تعد تقتصر على موسم واحد كما كان فى السنوات الاخيرة , بل تعددت بشكل كبير جدا لدرجة أنها أصبحت تغطى العام بأكمله تقريبا , وهذا هو المطلوب !
ما يحدث الآن يعتبر تجربة إيجابية جدا , وتبشر بأن هناك عقليات أصبحت تفكر بحق وحقيقى فى مستقبل السينما بشكل عملى وسليم , واستغلال شاشات السينما بهذا الشكل الذى نراه الآن فى عرض أفلام مصرية جديدة عليها وبصفة دائمة ومستمرة على مدار السنة ! هو خير دليل على ذلك , حتى وإن كنا غير راضين عن كثير من هذه الأفلام تمام الرضا , فعلى الأقل نكون قد خرجنا من الحلول الأحادية وهى إما الأفلام الأجنبية فقط أو تسويد الشاشة وغلقها لحين إشعار آخر !