رئيس مجلس الادارة

أحمد السيد النجار

رئيس التحرير

محمد عبد الهادي علام

رئيس التحرير

محمد عبد الهادي علام

ومازالت مصر تخطف عقول وقلوب الفرنسيين!

◀ عائشة عبد الغفار
« الأكاديميون يتحدثون عن مصر».. هو عنوان أحدث الكتب الصادرة قبل أيام عن دار نشر «فلاماريون» الفرنسية الشهيرة. وقد كتب مقدمة الكتاب الدكتور بطرس بطرس غالى سكرتير عام الأمم المتحدة الأسبق.

 وأما مضمون النص فقد عرضته المؤرخة الفرنسية آن جوفروا، ومعها هيلين رينار الباحثة فى المعهد المصرى بباريس. ويشرح الكتاب لماذا انبهر الأكاديميون والفنانون والعلماء والكتّاب الفرنسيون بمصر هبة النيل، وتغنّوا بهذا البلد الأسطورى؛ ومن هؤلاء: مونج ودينون وشاتوبريان وكوكتو وإريك أورسينا وشامبليون وماسبيرو.. وغيرهم.الدكتور بطرس بطرس غالى كتب فى المقدمة- التى أعطاها عنوان «لم ننته أبدا من وصف مصر»- قائلا: إن مصر أبديّة؛ فهى أرض الحضارة التى لا تزال منذ قرون تثير الفضول، وتحرك المشاعر، وتبهر الكتاب والباحثين الذين يحاولون كشف أسرارها. إنها أرض النيل الخالد. ويضيف الدكتور غالى: «لقد بلغت 91 عاما ومازلت أنظر إلى مصر ونيلها نظرة خشوع وانبهار بعظمتها وجمالها.. فأنا فى أعماقى ابن لمصر وخادمها، مثل أجدادى الذين وهبوا حياتهم لمصر جيلا بعد جيل.»


وقال: لقد تحمست لهذا العمل، الذى يدعونا إلى زيارة مصر، من خلال نظرة» الكتّاب المسافرين الذين هم من أعظم أدباء الأدب الفرنسى، ومن خلال نظرة علماء التاريخ والآثاروالفنانين.. وأرجو أن تسهم هذه التحية المقدمة منهم جميعا فى استئناف إشعاع الحضارة المصرية، كما آمل أن يتعرف القارئ لهذا الكتاب على مصر المعاصرة؛ رائدة حركات التحرر فى إفريقيا وآسيا، والتى تسعى الآن لتحقيق الاستقرار والرفاهية والحرية.


الباب الأول من هذا الكتاب الموسوعى جاء تحت عنوان» بعض لحظات التاريخ.. بورتريه لكليوباترا».. بقلم واحد من ألمع المتخصصين فى التاريخ الإغريقى، هو فرانسوا شامو.. ثم وصف لمصر الإغريقية الرومانية بقلم مارجريت يوريسينير.. ومقال لجان ريشارعن ملك فرنسا لويس التاسع، الذى قاد حملة صليبية على مصر، وتم اعتقاله فى المنصورة، بدار ابن لقمان.. ثم مقال لجان دورميسون.. عميد الأكاديمية الفرنسية؛ يتحدث فيه عن أنور السادات، الذى قال عنه إنه سيبقى حيا فى ذاكرة ووجدان الإنسانية، حيث رآه يجسد الشجاعة بكل معانيها؛ العسكرية والمدنية، وشجاعة الإقدام على تحقيق السلام.


.. وأتى الباب الثانى تحت عنوان «مصر فى عيون كتّاب رحالة».. ويتحدث عن عشق الفرنسيين مصر قبل وفى أثناء القرن الثامن عشر. ثم يتناول الحملة الفرنسية على مصر. وسنجد مقالا للدكتور إسماعيل سراج الدين، يشرح فيه الصلة بين المعهد المصرى؛ الذى يترأسه حاليا العالم الجليل الدكتور إبراهيم بدران، ومكتبة الاسكندرية.. ويسرد المقال الطابع العالمى لهذا المعهد منذ تأسيسه فى القرن التاسع عشر وحتى الآن، وقد ضم المعهد أعضاء موقرين، مثل طه حسين والأمير عمر طوسون ومحمود الفلكى والدكتورعلى إبراهيم. وفى هذا الباب أيضا جزء من مراسلات نابليون بونابرت بمنفاه فى جزيرة سانت هيلين.. والاحتفالات التى حضرها نابليون فى مصر.


وحمل الباب الثالث عنوان» مصر فى ق 19 .. ولع فرنسى».. وسوف يستمتع القارئ بمقال لشاتوبريان.. وصف فيه مصر بأنها مهد العلوم وأم الأديان والقوانين.. وقال إنه شرب من ماء النيل، ووصف هرم خوفو بأنه الباب الأبدى الذى بنى فى عالم الخلود. وسنقرأ يوميات فيردينان ديليسبس عن احتفال افتتاح قناة السويس، وكيف صرحت الامبراطورة أوجينى فى بور سعيد يومها:«لم أر فى حياتى شيئا أجمل من هذا الاحتفال!» . وبعد ذلك سنجد فصلا بعنوان «الهروب الثقافى والانفجار السكانى» ؛ وبه مقالات لجان كوكتو، وبيير لوتى.. وكيف أن لوتى أهدى كتابه «وفاة فيله» لصديقه المصرى مصطفى كامل. وكان لوتى قد أطلق فى هذا الكتاب صرخة تحذير من ضياع جزيرة فيله وغرقها.. وهو ما انتبه له العالم بعد 60 عاما من تأليف الكتاب.


وبالكتاب أيضا جزء بعنوان «مصر وعلماء الآثار».. ويحدثنا عن عطاء عدد ضخم من العلماء الفرنسيين؛ مثل جان إيف امبيرور.. الذى أنقذ آثار الاسكندرية الغارقة، وبيير مونتيه.. عالم آثار كنوز الدلتا، ومارييت باشا.. نابغة علم المصريات فى القرن التاسع عشر، وجاستون ماسبيرو أستاذ علم المصريات الحديث، وشامبليون.. الذى قال:» إننى كلى لمصر.. ومصر هى كل شىء لى!» .. ولا يبقى إلا أن أوجه دعوة إلى المترجمين بسرعة ترجمة هذا الكتاب الفذ.


 


الكتاب: الأكاديميون يتحدثون عن مصر


المؤلف: مجموعة من كبار مثقفى فرنسا


التقديم: د. بطرس بطرس غالى


الناشر: دار فلاماريون 2015


رابط دائم: 
اضف تعليقك
البريد الالكترونى
 
الاسم
 
عنوان التعليق
 
التعليق