العرض كان مزيجا بين لوحات درامية مصرية مختارة من عرض The mime show الذى أخرجته روان الغابة، وأخرى من عرض أوروبى أبدعه راديم نفسه، بالإضافة إلى لوحتين مشتركتين بين الفنان التشيكى وطلاب المعهد المشاركين في العرض، ومن يشاهد العرض يلاحظ أن هناك مباراة حقيقية بين الفريقين، فالفنان التشيكى بلا شك يملك من المقومات التقنية والقدرات الهائلة على التحكم بجسده وتعبيرات وجهه ما يثير ابهار وإعجاب الجمهور، خاصة في لوحتى العازف الطيب الذى يتحول إلى قاتل شرير، والمهرج البرىء، بينما تبارى طلاب قسم التمثيل في المعهد لتقديم أفكار درامية براقة وجاذبة لتكتمل الصورة في النهاية بين الشكل والمضمون، خاصة في مشهد الأدوات اليومية التى يستعملها رجل أمن بأحد المتاحف، والتى تتحول لحياة كاملة وحالة من التفاعل المثير والممتع بينها وبين صاحبها، وكذلك مشهد “الركبة” الذى جسدت من خلاله روان فكرة التدين الظاهرى والانحلال الاخلاقى، والذى أدته ببراعة باستخدام ركبتها ويديها، وموسيقى معبرة عن الفكرة، ولعل حالة النشاط والحيوية التى بثها أبطال العرض في نفوس المشاهدين قد عكرها مشهد الشاب السكير الذى وقع في غرام تمثال نفرتيتى حتى تخيل أن علاقة حب جمعتهما منحتها الحياة من جديد، وبعد مشهد حركى تعبيرى بين الشاب والتمثال، أجاده الممثلان، يتحول هو إلى تمثال بينما تعود هى إلى الحياة، ولكن الحقيقة أن هذا المشهد كان صادما لى، بل وجعلنى أشعر بالغيرة على الملكة نفرتيتى التى كانت تعد من أقوى نساء مصر القديمة والتى تحولت خلال العرض إلى مجرد سيدة أذلتها لوعة الحب وعبرت عن تحررها من قيودها بشرب السجائر والخمر، وأتصور أنه لم يحالف المخرجة التوفيق في هذا التصور باعتبار أن نفرتيتى رمز واضح وصريح لمصر.. ورغم هذا يبقى جهد باقى أبطال العرض ملموسا وشاهدا على براعتهم في اكتساب العديد من مهارات التمثيل الصامت من خلال ورشة الفنان التشيكى، ومنهم مجدى البحيرى، مى الغابة، مصطفى بدر، ميشو، محمد خضر، عبدالرحمن عادل، بودى، عمر مبارك، باسل إيهاب، وخالد أنور.