أم هناك منظور سياسى بعد أن مرت مصر بفترات شهدت الفساد والخيانة على أعلى المستويات إلى درجة أن رئيس سابق حوكم بتهمة التربح وخيانة الأمانة، ورئيس آخر سابق يحاكم بتهمة التجسس والخيانة العظمي.
العرض الأول الذى يطرح قضية الخيانة هو «ثرى دي» أو ثلاثى الأبعاد على مسرح الطليعة، حيث تطرح المؤلفة صفاء البيلى والمخرج محمد علام حكايات الخيانة فى التاريخ والأدب والأساطير من خلال خيانة الملكة كليوباترا لقيصر وأنطونيو معا، وخيانة ديدمونة لعطيل، ثم قصة انحراف شفيقة فى القصة الشعبية ذات الأصل الحقيقى «شفيقة ومتولي»، ويختتم المخرج لوحاته المثيرة بمشهد لخيانات السياسيين السابقين لشعبهم وخيانة بعض وسائل الإعلام لأفكار وتطلعات الشباب، وقد كشف هذا العمل عن مجموعة رائعة من الممثلين المهرة تقاسموا البطولة الجماعية وهم: بسمة شوقى ورحمة وهاجر عفيفى وياسر فرج وميدو عبدالقادر وهانى سراج وإبراهيم سعيد.
أما العرض الثاني، فهو «وداد» الذى قدمه مسرح الشباب فى حديقة المسرح العائم، من تأليف حسن أحمد حسن، وإخراج أسامة مجدي، ويتناول فكرة غيرة الحماة من زوجة ابنها وغرس الشكوك فى نفس الابن معتمدة على التراث الشعبى الذى يبالغ فى التخويف من كيد النسا واعوجاج المرأة وضرورة الحرص على مراقبة الرجل لزوجته، وتنجح الأم ـ منال زكى فى أن تحول ابنها الطيب العاشق لزوجته ـ أحمد مجدى إلى وحش شديد القسوة، فيقتل الزوجة الشابة البريئة دون ذنب، ثم يكتشف خطأه بعد فوات الأوان، لعبت لقاء الصيرفى دور الزوجة الريفية البريئة المحبة لزوجها باقتدار، وتألق أحمد مجدى فى التعبير عن تغير الشخصية من الداخل تدريجيا ودون افتعال، كما قدمت رويدا نعيم دور المرأة العجوز حاملة التراث الشعبى الجائر على حقوق المرأة فى بعض الأحيان.
والعرض الشبابى الثالث الذى تناول نفس القضية هو «0891 وانت طالع»، من إخراج محمد جبر، حيث طرح فى لوحة استشراف المستقبل تنامى ظاهرة الخيانة بأسلوب كوميدى وشعور الزوج باعتياد الأمر وعدم الشعور بالغضب.. والمسرح بوجه عام يطرح رؤية وتصور المبدعين حول الظواهر الاجتماعية وليس مطلوبا منه أن يدرسها دراسة علمية أو يقدم لها الحلول، ولكنه أشبه بجرس إنذار مبكر ينبه إلى وجود المشكلة لتبحث مؤسسات المجتمع عن وسائل العلاج.