بعد أكثر من مشاهدة للبطل سامح حسين ليس على خشبة المسرح ولكن فى أعمال تليفزيونية كان أشهرها وأهمها أيضا الحلقات الكوميدية السريعة التى أخرجها أسد فولدكار «راجل وست ستات» وكان سامح حسين هو مساعد أو لنقل صاحب الدور الثانى فى المسلسل فى كل حلقاته.
هذه هى أول مرة أشاهد سامح حسين ممثلا مسرحيا وهو بالفعل يحمل كل مواصفات أو صلاحيات الممثل الكوميدى من خلال الأداء وأيضا الحركة ثم لا تنسى أيضا ذلك أو تلك الموهبة التى ينعم بها الخالق على البعض دون الآخر.
النص للكاتب الساخر العظيم الراحل يوسف عوف والذى يتصدى فيه للفساد عندما يضطر الشاب الناجح دراسيا إلى العمل سباكا لأنه لا يجد الوظيفة التى يستحقها ويستحقها أيضا تفوقه فى الدراسة.
يذهب إلى الشركة التى تنتظر رئيسا جديدا لها فيتخيل البعض أن هذا القادم لتشابه اسمه مع اسم الرئيس القادم.. يتخيلون أنه هو الرئيس وبالطبع يتعامل على هذا الأساس لتنفجر أساليب النفاق والكذب وكل ما له علاقة يضعف الإنسان تجاه الرئيس خاصة والشركة تغوص فى الفساد بكل أشكاله.
ويسير النص بالتعديل الذى أضافه إليه المخرج محسن رزق ليتناسب مع الواقع الحالى الذى نعيشه.. يسير فى هذا الاتجاه وهو ليس الكوميديا السوداء ولكن ما يشبه هذه الكوميديا عندما تقوم بكل ما يرسم الابتسامة وأحيانا الضحكة على وجوه المتلقى المتفرج.
أمام سامح حسين الفنانة الشابة حنان مطاوع التى شاهدتها منذ سنوات فى مسرح الغد لأشهدمنذ وقتها أنها تتمتع بكل مواصفات الممثلة المسرحية.. تملك الصوت والأداء وأيضا القوام الذى يساعد البطل فى أن تكون له «هلة» مميزة على خشبة المسرح.
حاولت حنان أن تقدم نوعا من الكوميديا أمام البطل لكن دورها أعادها إلى ما أقول إنها خلقت له وهو الأداء المسرحى المتمكن والجاد أيضا عندما قامت بدور إبنة رئيس الشركة الحالى الذى تفضح كل ممارساته فى مجال الفساد فالمهم عندها أن البلد تتخلص من الفساد حتى لو كان صاحب هذا الفساد هو والدها.
من خلال هذا النص أو التوليفة على النص برزت لنا الكوميديا وهى أهم ما يطلبه المتفرج المتلقى خاصة حاليا حيث استطاع المخرج أن يقدم عنصر الفرجة من خلال بعض الاستعراضات وكان أبرزها استعراض الأطفال وأيضا استطاع أن يفجر الكوميديا من عدد من الممثلين مع حركة جيدة وتوظيف جيد للاضاءة وأيضا اختيار ديكور مناسب لأكثر من مشهد.
لكن وكنت أود ألا أقول لكن حيث اعتبرها انتقاصا من العمل وكان هذا النقص هو عكسه زيادة أو الإطالة غير المبررة على الاطلاق والتى أخرت بالعمل وهذه هى آفة الإطالة أنه لا ينتهى العمل إلا والمتفرج قد «زهق» وأسفة لاستخدام هذه الكلمة العامية.
لكن برغم هذا هو عمل ربما استشعرنا من خلاله أن ثمة مسرحا موجودا وأن الحركة المسرحية لن تتوقف وأن المسرح هو بالفعل أبو الفنون جميعا.
هنا تجدر تحية مديرة المسرح الكوميدى عايدة فهمى التى استطاعت بإمكانات أعلم إنها ضئيلة أن تقدم هذا العمل.