رئيس مجلس الادارة

أحمد السيد النجار

رئيس التحرير

محمد عبد الهادي علام

رئيس التحرير

محمد عبد الهادي علام

حزب الله يقاتل فى الخارج ...ويهادن فى لبنان

بيروت ـ عبد اللطيف نصار
إذا أردت ان تشتت صاحب قوة فافتح عليه أكثر من جبهة،ليصبح «صاحب بالين كذاب»،وعندما تقاتل خارج حدودك فإن ظهرك سيكون مكشوفا داخل حدودك

وحزب الله صاحب القوة الأوحد فى لبنان التى تتفوق على قوة الجيش اللبنانى نفسه،لدرجة أنه يواجه الترسانة الإسرائيلية بمفرده،فرد أذرعه المسلحة لتتخطى الجنوب اللبنانى والبقاع وبعلبك والضاحية الجنوبية،ودس انفه وقوته فى الحرب السورية بين المعارضة المسلحة وقوات النظام السوري. ومالبث أن انتشر فى العراق بواسطة كتائب حزب الله ليقاتل جنبا إلى جنب مع القوات التى يقودها الجنرال الإيرانى الحديدى قاسم سليماني،ومع قتاله خارج الحدود اللبنانية أصبح فى موقف أقرب للضعف أمام خصومه فى الداخل ،فقبل بالحوار مع خصمه اللدود تيار المستقبل السني،كما أبدى ليونة فى الموقف من منصب رئيس الجمهورية الشاغر منذ مايقرب من عام ليعلن أنه يوافق على أى مرشح مسيحى مارونى يرتضيه المسيحيون بعدما كان متمسكا حتى آخر نفس بمرشحه وحليفه العماد ميشال عون.

وحزب الله منذ نشأته فى لبنان بعد نجاح الثورة الإيرانية بقيادة الخومينى عام 1979،وهو يزداد قوة يوما بعد يوم نظرا للدعم المادى والعسكرى من النظام الإيرانى ،وكذلك النظام السورى سواء من الرئيس السابق حافظ الأسد أو وريثه فى المنصب ابنه بشار الأسد،ومع تزايد الدور والنفوذ الإيرانى داخل العراق بعد الاحتلال الأمريكى عام 2003 وسيطرة الشيعة فى العراق على مقاليد الحكم ،ازدادت قوة حزب الله بعد توفير ممرات آمنة للدعم من جانب إيران عبر الأراضى العراقية ثم السورية،ومع صمود حزب الله فى حرب يوليو 2005 ضد إسرائيل ،أصبحت قوة الحزب رادعة لإسرائيل،وصار الحزب فاعلا بقوة فى السياسة اللبنانية بعد تحالفه المعلن مع فريق 8آذار(التيار الوطنى الحر بزعامة العماد ميشال عون وحركة أمل بزعامة رئيس مجلس النواب نبيه برى وتيار المردة بزعامة النائب سليمان فرنجية)،واستطاع الحزب أن يفرض رأيه بقوة وفعالية عندما انسحب وزراء حزب الله من الحكومة ومعهم وزراء الدروزفأسقطوها،وخرج رئيس الوزراء سعد الحريرى من الحكم إلى المنفى الاختيارى بين باريس والرياض خوفا على حياته،بعد اتهام المحكمة الدولية الخاصة بمحاكمة قتلة رئيس وزراء لبنان الأسبق رفيق الحريرى لعناصر من حزب الله وسوريا بعملية الاغتيال.

ومع اندلاع الأحداث الدامية فى سوريا عام 2011 انقسمت القوى السياسية فى لبنان إلى مؤيد ومعارض لما يحدث فى سوريا،فذهب فريق 8آذار بقوة وزعامة حزب الله إلى تأييد بشار الأسد بالرغم من قرار النأى بالنفس الذى إتخذته حكومة رئيس وزراء لبنان السابق نجيب ميقاتى ، وعدم استقبال لاجئين ،وهو الأمر الذى رفضه فريق 14آذار(تيار المستقبل السنى بزعامة سعد الحريرى وحزب الكتائب اللبنانية بزعامة رئيس الجمهورية الأسبق أمين الجميل وحزب القوات اللبنانية بزعامة سمير جعجع) ومعه زعيم الدروز فى لبنان النائب وليد جنبلاط ،حيث أبدى جنبلاط تأييده للمعارضة المسلحة وطالب الغرب والعرب علانية بتأييد المعارضة ومدها بالسلاح لإسقاط بشار الأسد،والمطالبة بفتح الحدود بين سوريا ولبنان لاستقبال النازحين من جحيم الحرب داخل سوريا.

ومع تدحرج كرة النار السورية تجاه لبنان اشتعلت الحرب بكل أنواع السلاح بين العلويين المدعومين من الأسد و8آذاروحزب الله فى جبل محسن ،وبين السنة المدعومين من 14آذار ودول الخليج بباب التبانة فى طرابلس،وخرجت الأمور عن سيطرة الجيش والقوى الأمنية بطرابلس،مما أدى لتقدم المعارضة فى الشمال السوري،وهو الأمر الذى لم يرض حزب الله وفريقه فتدخل الحزب سرا بصفوة عناصره مدعوما بالحرس الثورى الإيرانى بحجة حماية المقدسات الشيعية فى سوريا،فاستعاد القصير والقلمون بعد مواجهات طاحنة ودامية مع المعارضة المسلحة. ومع ورود جثث مقاتلى حزب الله من سوريا وإقامة مراسم التشييع لهم والإعلان أنهم استشهدوا فى جهادهم خارج لبنان ضد المتشددين ،ومع حديث 14 آذار والغرب عن مشاركة حزب الله فى الحرب داخل سوريا ،أعلن الحزب صراحة أنه موجود بسوريا وأنه مع بشار الأسد حتى النهاية.

وبمجرد انتهاء معركة عرسال لصالح الجيش اللبنانى زار بيروت فجأة السياسى المنفى اختياريا بالخارج سعد الحريرى ليعلن براءته من دعم النصرة وداعش ويصف التنظيمين الإرهابيين بأعداء الدين ويؤكد للجيش والحكومة رفعه الغطاء السياسى عن أى مطلوب أو قوى ضد الجيش والوطن،ليقود الجيش بعدها حربا ضد المتشددين فى طرابلس ويستعيد السيطرة عليها كاملة بعد خروجها عن السيطرة لمدة ثلاث سنوات نتيجة الحرب بين العلويين بجبل محسن والسنة بباب التبانة، ويفر بعدها قادة المتشددين إلى البساتين ثم إلى مخيم عين الحلوة الفلسطينى .

 ومع إعلان الحزب عن مشاركته فى الحرب داخل سوريا كان هناك أسرى له لدى جبهة النصرة فعمل الحزب بواسطة المفاوضات على استعادة أسراه بمبادلتهم بأسرى لديه،فيما رفض الحزب منطق الحكومة اللبنانية فى مفاوضة داعش والنصرة واستبدال أسراها بمسجونين متشددين فى السجون اللبنانية ،لتقدم بعدها داعش والنصرة على ذبح ثلاثة من الأسرى اللبنانيين من الشيعة والمسيحيين.

وبالرغم من ثناء الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله على كلام الحريرى تجاه الإرهابيين مما أدى لاستعادة الجيش السيطرة على عرسال وطرابلس ،فيما وصف بأنه مغازلة لتيار المستقبل والسنة فى لبنان وفتح مجال للتقارب بين السنة والشيعة فى لبنان بعد الشحن الطائفى بين الطائفتين عقب خروج الحريرى من الوزراة وسيطرة حزب الله عليها بمساعدة فريق 8آذار، وهو الأمر الذى حدا بالحريرى فى خطاب له بعد سيطرة الجيش على طرابلس وعرسال إلى فتح باب الحوار مع حزب الله لنزع فتيل الأزمة بين الطرفين،كمحاولة للتوافق على اختيار رئيس للجمهورية بعد شغور المنصب منذ مايقرب من سنة،حيث يتمسك حزب الله بمرشحه للرئاسة العماد ميشال عون فيما يتمسك 14آذار بمرشحه سمير جعجع ، ولكن الحوار بين الحزب والمستقبل قد يطيح بعون وجعجع ،خاصة أن الحزب يحاول لملمة قواه فى الداخل بعد مشاركته فى الحرب داخل سوريا.

وبالرغم من الدعوة للحوار بل وتنفيذه بوساطة زعيم الدروز وليد جنبلاط ورئيس مجلس النواب زعيم حركة أمل الشيعية نبيه برى ومد جسور التفاهم بين الطرفين مما يوصف بأنه تغير واضح فى حزب الله داخليا تجاه تيار المستقبل، أن الحزب لم يكتف بالمشاركة فى الحرب الدائرة داخل سوريا لصالح بشار الأسد ، بل سارع إلى المشاركة فى مواجهة داعش فى العراق، بعد تقدمها على الأرض وسيطرتها على محافظات كاملة والقيام بعملية قتل وذبح ممنهجة ضد الشيعة والإيزيديين فى العراق،حيث شاركت علانية كتائب حزب الله فى القتال ضد داعش بالعراق مدعومة من الحرس الثورى الإيرانى وبقيادة الجنرال قاسم سليماني.  ولم يكتف الحزب أيضا بالدخول إلى الشمال السورى والعراق بل دخل إلى الجبهة السورية الجنوبية قرب الجولان وفى مواجهة إسرائيل مطاردا جبهة النصرة ،مما فسرته إسرائيل بأنه محاولة لفتح جبهة ضدها من الجنوب السورى فقامت بعملية اغتيال لبعض قادة حزب الله ومنهم نجل قائد المقاومة الراحل عماد مغنية التى اغتالته إسرائيل أيضا ،وقتل جنرال إيرانى مع قتلى حزب الله فى القنيطرة السورية،ولم تمر أيام حتى يرد حزب الله بعملية نوعية بالصواريخ ضد دورية إسرائيلية بمزارع شبعا اللبنانية المحتلة. وبمجرد إعلان السعودية ودول التحالف العربى حربها ضد الحوثيين فى اليمن،خرج الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله فى خطاب نارى ضد السعودية والقوى المشاركة معها فى الحرب ضد الحوثيين،وهو مايفسره البعض بأن الحزب يتخبط داخليا بعد تورطه خارجيا فى سوريا والعراق ومهاجمة الدول العربية المشاركة فى الحرب على الحوثيين.

ولكن خطاب رئيس الوزراء اللبنانى فى مؤتمرالقمة العربية بشرم الشيخ جاء عكس توقعات حزب الله حيث أعلن لبنان عبر رئيس الحكومة تمام سلام عن تأييده للموقف العربى ضد الحوثيين فى اليمن وهو مااعتبره حزب الله ضد مصالحه الداخلية والخارجية.

 ونظرا لأن حزب الله قد تورط فى القتال داخل سوريا والعراق فإن موقفه فى الداخل بدا أكثر توافقا وليونة مع معارضيه وعلى رأسهم تيار المستقبل السنى ،لأن قوة الحزب أصبحت مشتتة فى الداخل والخارج وهو مايفسره المراقبون بأن الحزب داخليا لم يعد بنفس القوة التى كان عليها فى 2010 عندما أسقط حكومة سعد الحريرى وفرض شروطه على صناعة القرار فى لبنان،فهل يؤدى تقلص قوة الحزب الداخلية بعد تشتته خارجيا إلى التفاهم السنى الشيعى ،والتوافق المسيحى المسيحى ،بما يسمح  باختيار رئيس توافقى للجمهورية حتى وإن لم يكن عون مرشح الحزب أو جعجع مرشح الحريري؟

رابط دائم: 
اضف تعليقك
البريد الالكترونى
الاسم
عنوان التعليق
التعليق
  • 2
    محمد نعيم
    2015/04/07 10:05
    0-
    0+

    اس المشكله
    المشاكل في كل الدول العربيه سببها الشيعة الاماميه بعنصريتهم وبغضهم لاهل السنه - لما حكم اهل السنه العراق لم نسمع ابدا عن طائفيه وظهرت الطائفيه بحكم الشيعة للعراق في ظل تسليم اميركا السلطه للشيعة وكانت تتوقع ما حدث فهي خطة لتفتيت العراق - وفي سوريا تعاون الشيعة اللبنانيه للعلويين ليس من فراغ بل انه من عقيدة واحده فالعلويين طائفه من الشيعة الاماميه الاثني عشريه اشدد تطرفا و عنصريه من الشيعة العاديه ( العلويين في سوريا 11% من الشعب السوري لما سيطروا علي سوريا حولوا الجيش الي جيش عنصري طائفي علوي ويعلم ذلك كل مخابرات العالم ولم يعترض احد لان الموضوع بالنسبه للسياسيين عباره عن مصالح) واهل السنه 80% من الشعب السوري ليس لهم مكان لا في الجيش ولا في المناصب ولا في الاقتصاد - كل هذا من مضار واضرار الشيعة الاماميه - هدفهم السيطره ثم الابادة لاهل السنه لانهم مأمورون من شرعهم المحرف بذلك - وفي لبنان يسوفون مع الحكومه واهل السنه لانهم مشغولون بابادة اهل السنه بسوريا والعراق واليمن
    البريد الالكترونى
    الاسم
    عنوان التعليق
    التعليق
  • 1
    ابو العز
    2015/04/06 23:27
    0-
    0+

    السيد حسن نصر الله يتوعد السعودية من التلفزيون السوري بخسارة حرب اليمن وكذلك خلخلة اركان النظام ؟!
    يظهر ان القمر الشيعي قد اكتمل خاصة بعد الاتفاق النووي الايراني الاميركي وتصريحات الرئيس الاميركي اوباما ان ايران لا تشكل خطرا على دول الخليج وانما الخطر هو من داخل هذه الدول ؟! ان عاصفة الحزم هي بداية موفقة للبدء في بعثرة هذه الفئات التي لا تروم خيرا لاهل السنة والذي ادى ضعف مواقف بعضهم من ازدياد اطماع الطامعين في ازاحة اهل السنة عن الحكم والحلول محلهم من العراق فسوريا فلبنان فاليمن وحيثما تتدحرج كرة النار التي تلعب بها ايران وفريقها مع العرب .
    البريد الالكترونى
    الاسم
    عنوان التعليق
    التعليق