يقام المعرض فى «الهناجر» بالأوبرا يحاور البيئة بكل مفرداتها مستفيدا من منتجاتها ومنها السجاد الذى تعامل معه فى لوحاته وكأنه يرسم على صفحة من الضوء، اذ تكاد لوحات السجاد التى تباينت فى ملمسها ما بين الناعم والخشن، وما يشبه القطيفة ..وكأنها تشع ضوءا، فالوانه بدرجاتها القوية: كالاحمر والأصفر، وحتى الأسود قد فرض نفسه فى معظم لوحات السجاد ناطقا بما يريد ان يقدمه نوح فى رسالة حب عن المرأة والأم خاصة.
التوافق اللونى فى أعماله عبر بقوة عن كل ما أراد أن يقدمه لنا فى رسالته عن الأم، او البيئة، أو المهرة العربية، وقد ساعدته الفكرة فى أن ينطلق تاركا لخياله العنان فى أن يبدع فى هذه المرة بشكل غير مسبوق وهو ما لمسه كل متابعى معرضه "هى ..شكرا " الذى يشعرنا بأنه يحاكى الأم والوطن معا .
تميز نوح فى كل معارضه،بما يجعله متفردا عن غيره فى استخدامه السجاد القديم بأنواعه الشيرازى والتبريزى والكاشان والتوال ..وطوعهما لرؤيته البصرية والفنية كيفما يشاء فقدم العنصر الإنسانى والحيوانات وكانها شخصيات على خشبة مسرح تحكى ما يريد ان يقوله عن "الأمومة " التى يدافع عنها ويتعامل معها كقضية، فيقدم المرأة الأم والمرأة المسكينة والقوية والفلاحة التى تعبر عن الجذور فى الريف المصرى .
يقول نوح ، "هي.. شكرًا" هو تعبير منه عن الدور الذى تلعبه المرأة فى حياتنا ، وأنه يرى ذلك فى أمه التى علمته كيف يحب الحياة يحب الفنون بكل الوانها وانواعها وهنا يقدم لوحاته اعترافا منه بدورها فى المجتمع،وعرفانا بقيمة وأهمية كل أم وأنه يجب أن يقدم كل انسان رسالة لأمه كل يوم على ما تقدمه فى حياته..وأضاف نوح أن هناك توافقا بين كل المفردات حتى المهرة هى أيضا تعبير عن الجمال فى الخيل الأصيل الذى نراه فى حياتنا.