رئيس مجلس الادارة

أحمد السيد النجار

رئيس التحرير

محمد عبد الهادي علام

رئيس التحرير

محمد عبد الهادي علام

تنوع الفساد.. وطال ذاكرة الوطن
تشوين اللوحات وتزوير الأعمال الفنية

د. محمد الناصر
انسان السد العالى.. اللوحة المفقودة للفنان عبدالهادى الجزار
أخبرنى الزميل الفنان عصام طه أن أحد أعمال مشروع تخرجى فى الفنون الجميلة قد رآها فى ردهات مسرح السلام الذى حدثت فيه مذبحة لوحة " 100 سنة تنوير

" فلقد هالنى ما قرأت من تصريحات مدير فرقة المسرح الحديث السابق عن أحداث التجديد فى مسرح السلام وقضية اللوحة التى تم تقطيعها لاستخدامها فى ديكورات مسرحية افتتاح المسرح ، قال بالنص : ".. من الطبيعى أنه عندما يكون هناك أعمال هدم وتكسير أن يتم تشوين اللوحات .. .." هكذا كان التعبير الصادر من أحد كبار المثقفين وكأن اللوحات والأعمال الفنية التى هى ميراث الشعب والأمة مثلها مثل ما يتم تخزينه من مكاتب وكراسى ودواليب وخلافه ، وكان يجب عليه أن يتحدث عن كيفية الحفاظ عليها بتخزين منهجى علمى قبل أن يتحدث عن أنه كان ينوى ترميمها على نفقته الخاصة كما صرح بأنه رمم على نفقته بعض التماثيل . هذه الثروة من الأعمال الفنية كمثيلاتها فى كل وزارة أو مؤسسة يجب التعامل معها من خلال المتخصصين وأصحاب الخبرة فى هذا المجال ، لأن الترميم الناتج عن الجهل وعدم المتابعة من المسئولين على اختلاف مواقعهم يكلف مبالغ باهظة أولى بها المؤسسة ، وهو ما يحسب سلبا فى سجل تاريخ العمل إن كان له سجل !! وهى النقطة المهمة التى يجب أن تقوم عليها كل المؤسسات التى تقتنى مثل هذه الكنوز وعلى رأسها قطاع الفنون التشكيلية التابع لوزارة الثقافة التى استقبلت منذ عدة أيام وزيرها الجديد أحد كوادر مجال الرقمنة الدكتور عبد الواحد النبوى لأساله عن مصير باقى الأعمال الفنية التى تم تشوينها وأذكر على سبيل المثال العمل الشهير المسمى "انسان السد العالى" للفنان عبد الهادى الجزار الذى اختفى من "مخازن" متحف الفن الحديث فى ظروف غامضة دافع فيها بعض المسئولين بالأوراق الرسمية التى يحتفظ بها المتحف عن آخر خروج لها أنها أعيرت لمبنى الاتحادالاشتراكى فى الستينات من القرن الماضى وظلت حتى احترق المبنى وسرق ما سرق أثناء احداث الثورة بعد أن آل الى الحزب الوطنى وأن نظام المتحف يرتكز على 4 محاور : الاهداء والاعارة والعرض والتخزين دون معرفة خط سير العمل الذى أبدعه فنانون لهم اسم وبصمة فى تاريخ الفن المصرى والعربى ؛ بل والعالمى وهو ما يذكرنى بلوحة الفنان محمد عزت مصطفى التى رسمها عام 1952 وعرضت ضمن العروض المتغيرة فى قاعة أبعاد بالمتحف الذى ضم أعمال الجيل الثانى من رواد الفن التشكيلى واكتشفت الزميلة نجوى عزت نجلة الفنان أثناء زيارتها للمعرض أن اللوحة تم تزويرها وطمس معالمها وسجلت باسم الفنان جمال كامل وعرضنا هذه الجريمة على هذه الصفحة بتاريخ 23 يناير 2013 وزدنا أن الزميلة اكتشفت أيضا ان اللوحات الست التى يضمها المتحف لم تجد الا لوحة واحدة ، تماما كما حدث مع أعمال الجزار! وسعت بعد ذلك الى وزير الثقافة لمحاسبة المسئولين عن ذلك واعادة اللوحة الى أصلها ليحولها الى القطاع وتتوه القضية حتى هذه الأيام التى تواكب الذكرى الــ 68 لرحيله، وقد ضاع الكتير من كنوز المتحف التى تمثل تاريخ الوطن التى لا تقدر بثمن ، لقد تنوع الفساد وطال ذاكرة الوطن .

رابط دائم: 
اضف تعليقك
البريد الالكترونى
الاسم
عنوان التعليق
التعليق